تأجيل "الحساب الكبير" لطهران وتقديمه لغزة ولبنان؟
خلافا لكل التوقعات المتفائلة باحتمال توقف الحرب الإسرائيلية على حزب الله وبيئته خصوصا ولبنان عموما، تحت وطأة الحركة الديبلوماسية الاميركية التي يقوم بها وزير الخارجية انتوني بلينكن والموفد الرئاسي آموس هوكشتاين، فإن أوساطاً ديبلوماسية معنية وعليمة تتحدث بعكس ذلك فتتوقع فقط حصول وقف إطلاق نار في غزة وإبرام صفقة لتبادل الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين يتيحان لبنيامين نتنياهو أن يتغنى بـ"نصر" لحسابه الشخصي والسياسي خصوصا، ولحساب إسرائيل عموما.
وتقول هذه الأوساط أن الضربة الإسرائيلية "المضبوطة" أميركيا التي وجهت لإيران انطوت على رغبة في تأجيل "الحساب الكبير" مع طهران إلى توقيت آخر، أي الى ما بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في 5 تشرين الثاني المقبل، وهذا ما لا يدعو إلى التفاؤل لدى الإيرانيين و"النوم على حرير" الرغبة الأميركية بعدم نشوب حرب شاملة في المنطقة.
وتضيف هذه الأوساط أن الأميركي أقنع الإسرائيلي، بعد ضغوطه على تل ابيب بخفض حجم الضربة التي وجهها لإيران بأن الحساب معها "أقفل مرحليا"، ونصحه بأن يذهب إلى اقفال الحساب مع حركة "حماس" في غزة ومع حزب الله في لبنان، لينطلق بعد ذلك إلى المرحلة التالية أي إلى اقفال "الحساب النهائي" مع إيران.
ولذلك تتوقع الأوساط الديبلوماسية أن يصعد الإسرائيلي حربه على لبنان في قابل الأيام محاولا القضاء على القوة العسكرية لحزب الله في الميدان وعلى مستوى القوة الصاروخية الصاروخية البالستية وغير البالستية والطيران المسير، ما يعني أن الأيام والأسابيع المقبلة ستشهد مزيدا من المواجهات البرية والصاروخية والجوية مع ما يمكن أن تخلفه من خراب ودمار في لبنان كما في إسرائيل.
أما في غزة فتقول الأوساط الديبلوماسية أن الإسرائيليين والأميركيين يراهنون على ما تحقق في ما يسمونه انتصارا باغتيال رئيس حركة "حماس" يحيى السنوار، حيث بدأ نتنياهو تسييل هذا الأمر لمصلحته في الداخل الإسرائيلي وسيستكمله بضغوط عسكرية شديدة على حماس وأخواتها في قطاع غزة لفرض وقف للنار يلبي المصالح الإسرائيلية، ومن هنا يأتي مبعث تفاؤل الجانب الأميركي بتحقيق إنجازات بعد غياب السوار عبر فرض هدنة يطلق بموجبها الأسرى الإسرائيليين لدى حماس وغيرها من الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة بحيث تنتهي الحرب بشروط إسرائيلية تلبي حاجات نتنياهو واهدافه الشخصية والسياسية كما تلبي في الوقت نفسه مصالح إسرائيل التي يُخشى أن يكون من ضمنها إعادة بناء المستوطنات في القطاع وخفض عدد سكانه إلى نحو مليون فلسطيني إن لم يكن أقل من ذلك في خطوة تسبق ضمه والضفة الغربية (يهودا والسامرة) إلى إسرائيل الكبرى التي يعمل نتنياهو على إقامتها بين نهر الأردن شرقا والبحر المتوسط غرباً.
وفي هذه الغضون فإن القيادة الإيرانية تعكف على درس الهجوم الإسرائيلي الأخير على إيران بأبعاده وخلفياته والرسائل التي انطوى عليها، وذلك استعدادا لرد عليه سيحمل اسم "الوعد الصادق 3 " وتفيد الأوساط الديبلوماسية أن طهران شرعت في التحضير لهذا الرد في موازاة حراك ديبلوماسي لها في مختلف الاتجاهات، كذلك في اتجاه الأمم المتحدة حيث طلبت جلسة عاجلة لمجلس الأمن للنظر في الهجوم الإسرائيلي الأخير عليها في الوقت الذي أعلن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان "أن الرد على إسرائيل سيكون بحكمة وذكاء". فيما قال رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف أن هذا الرد "سيكون حاسما في إطار حقنا الثابت في الدفاع المشروع عن النفس".
وتؤكد الأوساط الديبلوماسية أن إيران لن تكون في وارد عدم الرد في اطار "الوعد الصادق 3 " إلا في حال قدمت الولايات المتحدة تنازلات استراتيجية من شأنها أن تدفع طهران إلى صرف النظر عنه، خصوصا لجهة وقف الحرب على غزة ولبنان عبر حل جدي يكون بضمان واشنطن دون سواها، ومن دون ذلك فإن التحضير للرد على اسرائيل سيجري على قدم وساق وسيكون هذه المرة غير منسق مسبقا مع أي جهة.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|