بعد واشنطن.."لوفيغارو": فرنسا وبريطانيا تسمحان لكييف بضرب العمق الروسي بأسلحة بعيدة المدى
التصعيد على الجبهة اللبنانية ابعاده واهدافه
تشهد الجبهة اللبنانية تصعيداً عسكرياً غير مسبوق بين إسرائيل و"حزب الله"، بالتزامن مع محاولات التوصل إلى تهدئة في المنطقة. ففي وقتٍ يسعى الوسطاء الدوليون، وتحديداً الأميركيون والمصريون والقطريون، إلى تسوية تعالج قضيتي لبنان وغزة معاً، يرى الطرفان في التصعيد العسكري وسيلة ضغط لتعزيز مواقفهما التفاوضية.
التصعيد كأداة تفاوضية
لقد اختارت إسرائيل تصعيد الهجمات على جنوب لبنان، مُحدثة موجات نزوحٍ بين السكان وتدمير عشرات المنازل يومياً، في محاولة لممارسة ضغط مباشر على "حزب الله". من جهته، يواصل "حزب الله" نصب الكمائن للقوات الإسرائيلية، إلى جانب قصف المستوطنات، ما يبرز أن السلاح بات أداة رئيسية للتفاوض بين الطرفين، ويعكس رغبة كلا الجانبين في فرض شروطه على طاولة الحوار.
شروط إسرائيل للتهدئة
وتضع إسرائيل شروطاً صارمة للتوصل إلى تهدئة شاملة، تشمل تنفيذ القرار 1701 كاملاً بانسحاب قوات "حزب الله" إلى ما وراء الليطاني، وتوسيع تطبيق القرار 1559 لنزع سلاح "حزب الله" خلال عامين بقيادة الجيش اللبناني، وضمان انسحاب إسرائيل إلى الحدود الدولية بعد تنفيذ هذه الخطوات.
وتسعى إسرائيل أيضاً إلى إدخال بنود إضافية على قرارات مجلس الأمن الدولي تتيح فرض عقوبات على أي دولة تسلّح "حزب الله"، والتأكيد على حقها في التدخل العسكري في حال اختراق هذه البنود، في إشارة واضحة للضغوط الإسرائيلية على لبنان ومساندي "حزب الله".
هوكشتاين ودور الوسطاء الدوليين
من جهته، يواصل المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين محاولاته مع تل ابيب لتخفيف الشروط الإسرائيلية ودفع مسار التفاوض نحو تسوية ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل. ويأتي هذا في سياق سعيه للابتعاد عن تصعيد قد يجر المنطقة إلى مواجهة أوسع. وتهدف الخطة إلى صياغة آلية إضافية للتفاوض حول نقاط الخلاف الحدودية وتخفيف التوتر القائم، كمرحلة متزامنة مع بدء سريان وقف اطلاق النار وتطبيق القرار الدولي 1701.
أهداف إسرائيل: تحجيم نفوذ إيران في لبنان
وفي هذا السياق، يرى الخبراء في تل أبيب أن الهدف الأوسع لإسرائيل يتجاوز حدود لبنان ليصل إلى تحجيم النفوذ الإيراني في المنطقة. فوفقاً للخبراء الاستراتيجيين الاسرائيليين، تطرح إسرائيل تغييراً استراتيجياً في ميزان القوى عبر فرض شروطها، متسلحةً بتفوقها العسكري بهدف تحويل هذا الضغط إلى مكاسب سياسية تضمن لها توازناً جديداً في الساحة اللبنانية والإقليمية.
تدابير أمنية داخلية لحماية نتنياهو
وفي ظل هذا التصعيد، اتخذت الحكومة الإسرائيلية تدابير مشددة لحماية رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ومسؤوليها الكبار، وذلك خوفاً من استهدافهم بطائرات مسيّرة من "حزب الله". وقد شملت الإجراءات تغيير أماكن عقد جلسات الحكومة، وعقد اجتماعات سرية تحت الأرض، مما يعكس تصاعد المخاوف الأمنية في إسرائيل.
يعكس التصعيد الأخير بين إسرائيل و"حزب الله" مساراً تفاوضياً حذراً، حيث يسعى كل طرف إلى تعزيز موقعه عبر الضغط العسكري مع استمرار الوساطة الدولية للوصول إلى حل شامل. وما بين شروط إسرائيل القاسية وتحدي "حزب الله" لشروط التهدئة، تبقى الساحة اللبنانية والإقليمية في حالة ترقبٍ لمآلات هذا الصراع المستمر.
داود رمال – أخبار اليوم
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|