بعد قصف طال محيط منزله.. ما رسائل إسرائيل "المشفرة" لنبيه برّي؟
قالت مصادر دبلوماسية لبنانية رفيعة المستوى، إن ما طاله القصف الإسرائيلي مؤخرًا في محيط منزل رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، في بلدة "تبنين" بقضاء بنت جبيل، جنوب لبنان، بمثابة رسالة رمزية مشفرة لبري، بأن الضربة القادمة ستكون في "عين التينة".
وذكرت المصادر، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن موقع مقر بري الرسمي في منطقة "عين التينة" معروف، وأن هذا المنزل في "تبنين" ضمن حارة آل بري، هو واحد ضمن عشرات المنازل التي لا يتردد عليها رئيس مجلس النواب.
ولكن الرسالة التي وجهتها إسرائيل هي أنها على علم ودراية كاملة بكافة منازل بري، وبمقدورها تحديد حجم الضربة ونوعها وما إذا كانت تحذيرًا أم استهدافًا.
وتؤكد الرسالة أيضًا في هذا الإطار، أنه لا يصعب على الإسرائيليين، في ظل ما وصلوا إليه من قدرات طيران، في ظل الاختراق الإسرائيلي لسماء لبنان والذي وصل إلى الشمال قادمًا من الجنوب، التعامل مع كافة المواقع.
وأوضحت المصادر أن الرسالة المشفرة من جانب تل أبيب جاءت في ظل زيارة المبعوث الأمريكي آموس هوكشتاين إلى تل أبيب، وما يحمله من مواقف غير واضحة من "بري"، بالذهاب بالمفاوضات إلى القبول بإضافة تعديلات على القرار الأممي 1701، ثم العودة إلى التمسك بالتنفيذ دون تعديلات، والرجوع عبر قنوات أخرى إلى أبعد من ذلك، بالادعاء بعدم وجود مقومات ومؤسسات تستطيع تطبيق هذا القرار والدخول في فترات مراحل انتقالية.
وأشارت المصادر إلى أن بري يتعامل بشكل كبير في هذه المفاوضات، في إطار أنه مفوض من جانب "حزب الله" الذي فقد كافة قياداته السياسية، في الأمور المتعلقة بوقف إطلاق النار في لبنان، والذي يرتبط بشكل كبير بتطبيق القرار الأممي 1701، حيث يقوم جانب كبير منه على انتشار الجيش اللبناني في الجنوب اللبناني، وتفريع دور سلاح "حزب الله" في هذه المنطقة.
وتعتقد مصادر سياسية لبنانية، أن ما يحدث من بري في هذا الصدد، هو عملية مماطلة لكسب الوقت الذي قد يتزامن معه فرض واقع ميداني في لبنان خلال الأيام القادمة، لاسيما مع محاولات إعادة ترتيب القيادة السياسية والعسكرية لحزب الله من خلال وجود عناصر بارزة في "الحرس الثوري" الإيراني على الجانب العسكري في الميليشيا اللبنانية؛ الأمر الذي من الممكن أن يفرض مع المستجدات، نوع جديد من التفاوض حول وقف إطلاق النار.
وذكرت المصادر أن استهداف محيط منزل لـ"بري" في "تبنين"، رسالة واضحة له بأن الرهان على الوقت في فتح أكثر من ملف تفاوضي قد يقابل بأمر واقع من جانب "تل أبيب"، وأن المطلوب الوقوف على قرار واضح أم لا.
وتابعت المصادر أن بري من قام "حزب الله" الذي فقد كافة قياداته، بتوكيله في أمر التفاوض لاسيما أنه الوحيد الحاضر "دستوريًا" من الرؤساء الثلاثة، وحليف "حزب الله" في ظل زعامته لـ"حركة أمل"، اللذين يمثلان معًا، ما يسمى بـ"الثنائي الشيعي".
وأردفت المصادر أن هناك ثلاثة مناصب رئاسية دستورية في لبنان، رئيس الجمهورية وهو منصب يشمل فراغ، ورئيس الحكومة، وهو دون صلاحية في الوقت الحالي، لكونها حكومة "تصريف أعمال"، ليكون رئيس مجلس النواب من خلال بري، هو المنصب الرئاسي الوحيد الذي يمتلك صلاحيات دستورية وتم توكيل له التفاوض من طرف أساسي في الأزمة وهو "حزب الله".
شاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|