هل يعود للدولة قرار الحرب والسلم؟
نزوح آلاف العائلات من أهالي بعلبك والقرى المحيطة بها، بهذا الشكل العشوائي، ودون تحضير مسبق، مشهد مأساوي جديد من المشاهد المفجعة للعدوان الإجرامي الذي يشنه العدو الإسرائيلي ضد المدنيين والقرى الآمنة، مرتكباً المزيد من المجازر اليومية ضد البشر والحجر.
بعض العائلات نزحت بكاملها، والبعض الآخر لم تتمكن من النزوح مع كل أفراد العائلة، لعدم توفر وسائل النقل الكافية، وفي الحالتين بقي أهالي مدينة الشمس في الشارع، سواء في مناطق سكنهم، أو في المناطق التي لجأوا أليها في دير الأحمر والقاع
وعرسال وزحلة، كما في جرود عكار، حيث لم تتوفر لهم أبسط الحاجيات الضرورية، للإيواء أو النوم، أو حتى الحرامات اللازمة للإتقاء من مناخ تلك المناطق الجبلية الباردة.
لم نكن بحاجة للمأساة البعلبكية الجديدة للتأكيد على أن لبنان غير قادر على الإستمرار في هذه الحرب الإجرامية فترة أخرى، وليس لدى البلد القدرات الضرورية لتحمل تداعيات هذا العدوان الغاشم، فضلاً عن إفتقاد التوازن في موازين القوى بين لبنان والكيان الصهيوني، رغم أن مقاتلي حزب لله إستعادوا بعض التوازن في المعارك
الضارية على الحدود الجنوبية، ولكن عربدة طائرات العدو في الأجواء اللبنانية، وقصفها الوحشي المتنقل بين مختلف المناطق مستمر، تزرع الدمار والخراب بشكل غير مسبوق، وتوقع عشرات الضحايا يومياً بين شهيد وجريح، وتعطل ما تبقى من بنية تحتية.
وفي ظل هذا الغياب المتمادي لأبسط مقومات الصمود لهذا الشعب المنكوب، والذي أصبح ثلثه من النازحين في وطنهم، يُصبح العمل الجدي لوقف النار، ووضع حد حازم للعدوان البربري على البشر والحجر، والذي وصل إلى تهديد الآثار التاريخية في صور وبعلبك، أكثر من ضرورة، من خلال إستنفار العلاقات مع الأشقاء والأصدقاء، والذهاب إلى عواصم القرار والمحافل الدولية، للضغط على أصحاب هستيريا الحرب في تل أبيب، لإيقاف آلة الحرب، والعودة إلى تنفيذ القرار ١٧٠١، لإعادة أهالي القرى الجنوبية إلى بيوتهم، وإطلاق ورشة إعادة الإعمار في أسرع وقت ممكن.
ولا بد من التذكير أن تجاوب الأصدقاء في عواصم القرار للمساهمة في جهود وقف النار وإنهاء العدوان الإسرائيلي، وصولاً للعودة إلى إتفاقيات الهدنة، مرهون بإمساك الدولة وحدها بقرار الحرب والسلم، وإقتناع حزب لله بأن دوره السياسي في الشراكة الوطنية لا يقل أهمية عن التفرد بالعمل العسكري، الذي من المفترض أن يُعاد النظر فيه بعد إن تضع هذه الحرب أوزارها.
صلاح سلام -اللواء
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|