لمن قد يطالب بحلّ مشاكل لبنان الآن... فكّر بإسم الرئيس الأميركي الفائز في انتخابات 2028...
مخاوف جدية تقضّ مضاجع بعض البلدان الأوروبية تحديداً، من إمكانية انتخاب المرشّح الجمهوري والرئيس السابق دونالد ترامب، نظراً لانتقادات كان وجّهها لبعض تلك البلدان خلال ولايته الأولى، على خلفية تمويل ودعم ميزانية حلف "الناتو". وهناك ما يوازيها من مخاوف تتحكم بملفات سياسية - أمنية عالمية أخرى، بعضها مرتبط بلبنان.
توجّس أوروبي
فتلويح ترامب بوقف الدعم الأميركي لميزانية "الناتو"، وبترك كل باقي بلدان الحلف لمصيرها، يحمل نتائج هائلة على مستوى الأمن العالمي، وليس على صعيد العلاقات الأميركية - الغربية مع روسيا والصين فقط، ومع قوى إقليمية تشكّل تحديات جدية، كإيران مثلاً، وغيرها.
ورغم ذلك، لا يزال المرشّح الجمهوري ثابتاً على مواقف ولايته الأولى، وهو ما يُضاعف التوجّس الأوروبي منه، نظراً لما يبدو عليه من استعدادات سهلة لترك أوروبا تتخبّط بالحرب الروسية عليها في أوكرانيا، وبإدخال روسيا آلاف المُقاتلين غير الأوروبيين الى الأراضي الأوروبية (أوكرانيا)، وذلك بموازاة استعمال الروس ذخائر صاروخية ومدفعية وطائرات مسيّرة، ومختلف أنواع الأسلحة الإيرانية والكوريّة الشمالية، بما يهدّد مستقبل القارة الأوروبية عموماً.
"الناتو" و"يونيفيل"...
هذا من جهة أوروبا. فيما ترى بعض الأوساط أن الأمر قد لا يكون بأفضل حال بالنسبة الى مناطق وبلدان أخرى مثل الشرق الأوسط ولبنان، خلال الولاية الثانية لترامب، في ما لو أُعيد انتخابه طبعاً. لماذا؟
صحيح أن ترامب المُثير للجدل هو رجل صفقات ممتاز، ولكنّه أيضاً الرجل الذي نفّذ معظم ما كان وعد ونادى به قبل انتخابه الأول، وهذا ما يُشهَد له به. ولكن ذلك لا يجعلنا ننسى أنه رجل "تحبّ تركيبته" الصّفقات بما يمكنه أن يُصبح سلاحاً "مقلوب المفاعيل" في بعض الأحيان، أيضاً.
وكما أن الصّفقات قد تكون مفتاحاً لحلول جذرية، أو لأخرى طويلة الأمد أحياناً، إلا أن بعضها قد يشكل فوضى حقيقية في بعض الحالات. وبالتالي، إذا كان ترامب مستعدّاً لصفقات تُضعف حلف شمال الأطلسي، فمن حقّنا أن نسأل عن مصير الأدوار الأمنية وعمل القوات الدولية المنتشرة في أكثر من مكان، ومن ضمنها لبنان مثلاً، في قاموسه، وسط حروب مشتعلة تُظهر أن ما تمّ إنفاقه من مليارات على مهام أممية أمنية في لبنان (وغيره) خلال سنوات سابقة، لم يعوّض ثمنه على أي مستوى، في النهاية.
مقاربة جديدة؟
وبالتالي، هل تبدأ الولايات المتحدة الأميركية خلال ولاية ثانية مُحتَمَلَة لترامب (إذا أُعيد انتخابه)، مقاربة جديدة تجاه القوات الدولية العامِلَة في أكثر من مكان "هشّ" أمنياً، ومن بينها لبنان، على قاعدة "الآلة الحاسِبَة"، وتكاليف الشراء المستمرّ والغير فعّال للأمن، الذي يسقط عند أي توتّر إقليمي كبير، ومن دون أي مراعاة للقرارات الدولية؟
في هذا الإطار، تؤكد أوساط مُتابِعَة لوكالة "أخبار اليوم" أنه "لن يكون هناك أي تبدّل بموضوع القرار الدولي 1701، والنّقاط التي يتضمّنها مضمونه".
وتشدّد على أن "لا ترامب أو هاريس يمكنهما تبديل أو تغيير أو إدخال بند إضافي على مضمون هذا القرار. وليس أمام أي فائز من بينهما سوى أن يفرض وجود سلطة سياسية لبنانية قادرة على أن تتحمّل مسؤولياتها، وعلى تنفيذ الـ 1701".
أوكرانيا
قد يحبّ ترامب صورة الرجل الذي لا يحبّ الحروب. ولكن أقلّ ما يُقال عنها، هو أنها مُبهَمَة لديه، وقد تكون غير مُطابقَة لتطلّعات الشعوب، في بعض الأحيان.
ففي أوكرانيا مثلاً، يؤكد ترامب أنه جاهز لإنهاء الحرب هناك، في ما لو عاد الى "البيت الأبيض"، وبغضون 24 ساعة. ولكن احتمالات استسهاله خطة محصورة بتنازلات أوكرانية، قد لا يكون موافقاً بالضرورة للطموحات الأوكرانية الشعبية، قبل الرسمية.
وهنا تؤكد بعض الأوساط أن الشعوب تحتاج الى حلول طبعاً، ولكن ليس بما لا يوافق النتيجة النهائية التي تجعلها مكتفية، خصوصاً إذا أردنا أن نقيس حجم ما تحمّله الشعب الأوكراني منذ أكثر من عامَيْن، وهو ما قد يعزّز رفضه لحلول "الأي شيء".
2029...
هي تحديات واحتمالات عالمية متعدّدة تنتظر خاتمة الاستحقاق الرئاسي الأميركي، وإسم الفائز أو الفائزة، فيما قد يحتاج حلّ كل نقطة فيها الى سنوات طويلة، وليس ولاية حكم أميركية مؤلّفَة من أربع سنوات فقط. فهل نبدأ بالسؤال من الآن، عن أسماء المرشّحين المُحتملين للرئاسة الأميركية في عام 2028، ومن منهم يمكنه أن يدخل "البيت الأبيض" ظافراً في كانون الثاني 2029، لنعلم ما إذا كان يمكن للحلول التي نحتاجها اليوم، أن تكون قريبة بالفعل أم لا؟
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
شاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|