جنبلاط متشائم وينأى بنفسه عن التصعيد السياسي
لوحظ أن الاحتفالات التي شهدتها بعض المناطق بالأمس لمناسبة نهاية ولاية رئيس الجمهورية ميشال عون، ومرافقته من قبل مناصريه في رحلة الانتقال إلى مقرّه الجديد في الرابية، لم تنسحب على أي مناطق أخرى بعيدة عن مكان هذه الاحتفالات، وإن كان قد سُجّل إطلاق بعض المفرقعات النارية وبشكلٍ محدود، بينما في منطقة الجبل تحديداً وفي القرى التي توجد فيها مراكز لـ "التيار الوطني الحر"، وحيث انطلقت وفود من المحازبين إلى قصر بعبدا، فإن معلومات متأتية من بعض المقربين من رئيس الحزب "التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط، تكشف انه أوعز إلى مسؤوليه بضرورة عدم الاحتكاك مع الوفود المحتفلة بالرئيس عون، أي تلك التي نزلت من بعض المناطق في الجبل إلى القصر الجمهوري، وذلك لجملة اعتبارات عملية وميدانية وسياسية.
وتؤكد المعلومات أن اسباب هذا الإجراء الجنبلاطي، يأتي من عدة أسباب أبرزها الحفاظ على أمن واستقرار الجبل من ناحية التعايش والأوضاع اليومية الميدانية، فيما من الناحية السياسية، فإن جنبلاط يرى أن هذه المرحلة بالغة الخطورة والدقة، حيث أن لبنان اليوم في حالةٍ من الترقب لما سيحصل في الخارج ليبني على الشيء مقتضاه داخلياً، ولذا فإن رئيس "الإشتراكي"، يقلّل من كلامه وإطلاق المواقف، وان كانت علاقته بالعهد سيئة، رغم أن هناك تواصلاً بين الطرفين سياسياً من خلال لقاءات بين نواب ومسؤولي "التيّار الوطني الحر" و"اللقاء الديموقراطي"، ربطاً باستقرار وإنماء الجبل.
وفي السياق ذاته، فإن جنبلاط وبما يملك من معطيات حول المرحلة المقبلة، يُبدي تشاؤمه ويعتقد أن الأزمة طويلة، وثمة صعوبات إقتصادية سيمرّ بها البلد في ظلّ الظروف الإجتماعية الصعبة، ما يجعل من أي تصعيد سياسي، "قفزة" في المجهول"، ولن يكون لصالح أي طرف، مهما كان حجم الخلافات السياسية وسواها. وبالتالي، تنقل المعلومات عن مقربين من المختارة، أنه لن يدخل في التصعيد السياسي أو السجالات مع أي جهة كانت، بل سيبقى على تواصل وتنسيق مع حليفه رئيس مجلس النواب نبيه بري، ومستمرّ في دعم ترشيح النائب ميشال معوض رئاسياً بالتنسيق مع "القوات اللبنانية" و"الكتائب" ونواب مستقلين وسواهم، إنما خياراته مفتوحة لمن يكون مرشّح إجماع من الأفرقاء كافةً، وأن يحظى بغطاءٍ دولي وعربي على وجه التحديد، إنما في المرحلة الراهنة فان المعطيات التي بحوزته، لا تشير الى أن الأمور متجهة إلى انتخاب رئيس في فترة قريبة، بل هناك فراغ طويل وانهيار مستمر في مؤسسات الدولة، معتبراً ومن دون أن يخوض في الأسماء والتفاصيل، فهو يبدي قلقه من البعض الذين لم يتعلموا من تجارب الماضي، وقد يأخذون البلد إلى الهاوية، بينما هناك تحولات ومتغيرات عالمية هائلة وتحديداً اقتصاديا.
ومن هنا، تقول المصادر المقرّبة من جنبلاط أن الحل يكمن في انتخاب رئيسٍ للجمهورية وتشكيل حكومة، وتقصير أمد الفراغ وتخفيف منسوب الإنقسام السياسي والخلافات والإصطفافات، لتفادي الخضّات الإجتماعية والفوضى، وخصوصاً أن دول العالم وحتى المعنّية مباشرة بالملف اللبناني، لديها مشاكلها ربطاً بالحرب الأوكرانية - الروسية وتداعياتها الإقتصادية على العالم بأكمله وعلى الإقتصاد العالمي.
هيام عيد - الديار
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|