خامنئي يحرق لبنان
ما إن أُعلن فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، حتى بدأت حملة تعليق الآمال على ما يمكن أن يفعله من اجل وقف الحرب في غزة ولبنان، حتى اوكرانيا، وهذا نابع من الوعود التي قطعها ترامب خلال حملته الانتخابية. صحيح أن الرئيس الأميركي المنتخب قال كل ذلك مراراً، لكن موضوع وقف الحرب لا يتعلق فقط في اتفاقات ومفاوضات لها علاقة بلبنان وغزة، إنما ما قصده ترامب هو وضع ايران بشكل اساسي، وكان واضحاً عندما قال لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو قبيل التحضيرات للرد الإسرائيلي على إيران، “إضرب المنشآت النووية الإيرانية”، ولهذا التصريح دلالات عدة.
بحسب المحللين، إن ترامب لديه خطة ورؤية واضحة رسمها قبل وصوله إلى البيت الأبيض، هو الذي اختبر السلوك الإيراني جيداً عندما كان رئيساً لأميركا، ووجه أقوى ضربة موجعة للنظام الإيراني حين قرر قتل قاسم سليماني. بالتالي، يدرك تماماً مفاصل القوة والضعف لدى إيران، وحين نصح نتنياهو بضرب المصالح النووية الإيرانية، كان يدرك ان ما يؤلم طهران هو حلمها النووي، وليس تلك الأذرع التي استخدمتها طهران من أجل التسويق لقوتها النووية، ووضعتها كحواجز مزعزعة للإستقرار في المنطقة، تمنع الهدوء في الشرق الاوسط.
يضيف المحللون عبر موقع القوات اللبنانية الإلكتروني، والذين يعرفون ترامب جيداً، أنه “بعد القضاء على حماس وإضعاف “الحزب”، خسرت إيران يدها اليمنى، وباتت يدها اليسرى مشلولة بتحييد النظام السوري عن الصراع القائم، ولم يبق سوى أذرعها في العراق واليمن، ففي العراق لا تأثير لتلك الأذرع على الحرب القائمة بعد فشل وحدة الساحات، اما اليمن وتحديداً الحوثيين، فهم يهددون حركة الملاحة، وأميركا قادرة على تلقين الحوثيين درساً قاسياً وإبعادهم عن المعادلة، او شل قوتهم على الأقل، بالتالي، بقيت إيران وحيدة، وهي أصلاً لا تريد صراعاً موسعاً خصوصاً بعد خسارة اهم اذرعها في المنطقة”.
يتابع المحللون: “ما يطمح له ترامب هو ضرب المنشأت النووية، لكن لا القضاء عليها، فهو يريد من نتنياهو ضرب اهداف نووية لكن مدروسة على الطريقة التي كانت تتم فيها الضربات المسبقة، لكن هذه المرة باهداف جديدة أكثر إيلاماً لإيران، ولها علاقة مباشرة بالمنشأت النووية، من أجل إيصال رسالة واضحة إلى النظام الإيراني، بأن أميركا قادرة على تدمير الحلم النووي الإيراني متى تشاء، لكنها لا تفضل الحلول الدبلوماسية، ما يعني ان ترامب، يريد إخضاع النظام الإيراني لا القضاء عليه، وجرّه إلى المفاوضات ضعيفاً بلا قدرة، وإبرام اتفاق جديد وفقاً لمصالح واشنطن ومنطقة الشرق الأوسط التي يجب أن تنعم بالأمن”.
بعيداً عن المشهد الإنتخابي الاميركي، لا يزال المرشد الإيراني علي خامنئي يؤكد في تصريحاته بان بلاده ممسكة بقرار الحرب في لبنان، فهو لا يزال يرشد “الحزب” ويدفعه نحو حتفه المؤكد من دون أي اعتبار لمصالح لبنان وشعبه، وهي تصريحات تعكس التناقض بينه وبين الشيخ نعيم قاسم الذي يذكر مراراً بان التفاوض غير مباشر ويحصل من خلال الدولة ورئيس مجلس النواب نبيه بري، هذا في الظاهر، لكن المضمون يكشف الكثير من الخفايا.
تأتي مواقف خامنئي بعد سلسلة مواقف صدرت عن المسؤولين الإيرانيين وردّ عليها لبنان بشكل مباشر عبر رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، واستدعاء السفير الإيراني في لبنان، على خلفية إعلان رئيس مجلس الشورى الإيراني، محمد باقر قاليباف استعداد طهران للتفاوض حول القرار 1701، ليعود بعدها ويؤكد أن “الركيزة الأساسية للشعب اللبناني وقادته ومسؤوليه هي إيران وقائدها وشعبها”.
تدخلات إيران في الشؤون اللبنانية لا تهدأ، ولم تكن إصابة السفير الإيراني خلال تفجيرات “البيجر” إلا دليلاً على أن يد طهران تتدخل مباشرة بكل مجريات ما يحدث في لبنان، وخصوصاً الاحداث الامنية، والسفير الإيراني ليس اول مسؤول إيراني مصاب، فهناك العديد من الجنرالات تمت تصفيتهم من قبل إسرائيل في لبنان.
مصادر معنية في الشأن الإيراني، تشير عبر موقع القوات اللبنانية الإلكتروني، إلى ان تصريحات خامنئي والمسؤولين الإيرانيين باتت فاضحة ومتعمدة، وتأتي في سياق تأكيد إيران على انها ممسكة بالملف اللبناني وخصوصاً المتعلق بجبهة الجنوب، وأن أي تفاوض يجب ان يمر عبرها، لأنها الممول والراعي الاول السياسي والأيديولوجي للحزب، وهي مرجعيته الأساسية والوحيدة في المنطقة، وأن الحزب ليس سوى احد أذرع إيران وتعتبره جزءا من الحرس الثوري الإيراني الحارس الاول للنظام الإيراني.
تضيف المصادر: “إيران تشعر بأنها باتت خارج كوكب الكبار بعد تعرض أذرعها إلى نكسة، ووصول النيران إلى أراضيها مباشرة، فهي تقوم بمثل هذه التصريحات لتضع نفسها مجدداً على كرسي المفاوضات، لكن هذا يضر بلبنان، ويزجه في الصراعات القائمة، خصوصاً ان من يدير العمليات في الجنوب بعد مقتل السيد نصرالله هم الإيرانيون، وهذا سيؤدي إلى مخاطر كبيرة، وسيؤدي إلى فشل أي مفاوضات مرتقبة لوقف إطلاق النار، لأن إيران ستبدّي مصالحها على مصلحة لبنان، وستفاوض انطلاقاً من أهدافها بعيداً عن نوايا الحكومة اللبنانية بإنهاء الحرب وتطبيق الـ1701 بكامل مندرجاته، وهذه عقبات أساسية في وجه قرار وقف إطلاق النار”.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|