بعد اللقاء الدرزي... هل يعقد لقاء مسيحي؟!
تحت عنوان "التعاضد والتحلي بالوعي"، كان اللقاء الروحي الدرزي في خلوات القطالب في منطقة بعذران الشوفية. انها ليست المرة الأولى التي يحصل فيها تنسيق درزي- درزي بين الزعيمين وليد جنبلاط وطلال ارسلان، ولكن هذه المرة كان اللقاء في حاضرة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى.
ربما الظروف اليوم اقتضت التنسيق تحت عنوان رئيسي هو ملف العدوان الإسرائيلي ضد لبنان. ولكن معلوم ايضا أنه في كل مرة تحدق المخاطر بالجبل واهله، تتكثف الاتصالات بين القيادات الدرزية لدرء هذه المخاطر. وهدف المبادرة الى هذا اللقاء كان واضحا وعبّر عنه المشاركون إن لجهة قيام الجيش والقوى الأمنية بمهمة تحقيق الاستقرار ومنع أي خلل امني أو لجهة مساعدة الأهالي النازحين التي كانت قد انطلقت منذ بدء العدوان .
كانت المواقف متطابقة في ما خص مساعدة النازحين، وفي الوقت نفسه لم يخل البحث عن أهمية التنبه من أية محاولات للفتنة، في حين أن الأولوية أيضا هي امن الجبل.
من جهة اخرى، دفع اللقاء إلى الاستفسار عن إمكانية عقد لقاء مسيحي - مسيحي مماثل؟
وهنا تفيد مصادر سياسية مطلعة لوكالة "أخبار اليوم" أن اللقاء الدرزي تم التفاهم عليه وحضّر له بشكل جيد، في حين أن اي لقاء مسيحي- مسيحي يصعب تحقيقه، موضحة: وإن أقر التيار الوطني الحر - أحد ابرز الفرقاء المسيحيين- بخطأ جبهة الإسناد متوافقا بذلك مع قوى المعارضة. ولكن هذا الموقف لا يعالج انعدام الثقة مع الأفرقاء المسيحيين الآخرين كالقوات والكتائب وغيرهم.
وردا على سؤال، تقول المصادر: الفكرة لم تطرح، مع العلم أن خلوة بكركي السابقة والتي جمعت النواب المسيحيين لم تدخل في تفاصيل السياسة .
وتشير هذه المصادر إلى أن قمة روحية إسلامية- مسيحية التي عقدت في بكركي حملت التأكيد على وقف إطلاق النار ودور الجيش واحترام القرارات الدولية، لكن غياب لقاء مسيحي روحي يعمق التباعد، مع الاشارة ايضا الى ان الفريقين الأكثر تمثيلا على الساحة المسيحية لم يختارا التعالي عن خلافاتهما واللجوء إلى ما يعرف بوحدة الحال.
وفي الإطار عينه، تعتبر المصادر ان اللقاء الدرزي كان ضروريا لا سيما وأن حضور النازحين له ثقله في مناطق عاليه والشوف، مشيرة الى ان هذه الخصوصية الدرزية دائما تنجح في توحيد الرؤية والمسار، ولا تنسحب على التوجه المسيحي، مع العلم انها مطلوبة، فالخطر واحد اليوم وغدا، وهذا ما يستدعي التقارب أكثر من أي وقت مضى .
على اي حال يبقى ان درء الفتنة وحماية البلد عنوانان رئيسيان لأي تحرك يحمل الصفة الروحية أو السياسية، وعندما تكون مصلحة لبنان وطوائفه أولا، فإن المطلوب اختيار هذه المسار كأولوية.
كارول سلوم – "أخبار اليوم"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|