تل أبيب بيروت دمشق: ثلاثية معاهدة السلام الاميركية
تشير المعلومات الواردة من واشنطن المتابعة لحملة انتخاب الرئيس دونالد ترامب الى أن الجالية العربية في الولايات المتحدة وتحديدا المتأرجحة منها، لعبت دورا مهما في حسم المعركة لصالح ترامب وهو ما ظهر جليا في ارقام حملة الرئيس الجمهوري الذي يولي أهمية كبيرة لمنطقة الشرق الاوسط في ولايته الجديدة. وبحسب المتابعين لهذه الحملة فإن أجندة السلام التي يحملها ترامب تبدأ بحل الدولتين كمقدمة لبدء عملية شاملة للتطبيع مع الدول العربية، حيث يبدأ مع السعودية التي وضعت شرطا للتبادل الدبلوماسي مع اسرائيل وهو تأمين وطن ثانٍ للفلسطينيين يكون مبررا لأي علاقة بين الرياض وتل أبيب على أساس الاعتراف بيهودية الدولة الاسرائيلية.
تأثير الخطوة السعودية سيكون مباشرا على لبنان الذي يخوض اليوم معركة تثبيت الدولة كمؤسسة مفاوضة في أي معاهدة سلام مستقبلية. ويعمل الفريق المقرّب من ترامب وتحديداً اللوبي اللبناني في واشنطن على تغيير البنية السياسية للنظام اللبناني بما يتلاءم مع هذا التغيير. وتوضح المعلومات في هذا السياق أن هناك توجها لإحداث خرق في الاستحقاقات الدستورية المقبلة والتي تبدأ برئاسة الجمهورية وبمجلس نيابي جديد يُحاكي تطلع الرئيس الجمهوري في سنوات ولايته. ولا تستبعد بعض الاوساط المقربة من اللوبي اللبناني اطلاق وجوه جديدة من الطائفة الشيعية لايصالها الى الندوة البرلمانية، كذلك من الطوائف الاخرى حيث تُفضل ادارة ترامب الوجوه الجديدة من المجتمع المدني لاسيما الفئات التي شاركت في كثير من المؤتمرات والمنتديات في الخارج وعلى اطلاع بالتغييرات الكبيرة الحاصلة في المشهد الاقليمي والدولي.
وينقل بعض الذين التقوا الرئيس المنتخب دونالد ترامب من الجالية العربية عن نية الرجل الدفع بمفاوضات السلام الى آفاق جديدة تُنهي حقبة اضطرابات رافقت إسرائيل وتُعطي فرصة أيضا لدمج الاسواق في منطقة الشرق الاوسط بعيدا من النزاعات والحروب ويقطف ثمارها ترامب والحزب الجمهوري.
وَعدُ ترامب الذي ينطلق بالدرجة الاولى من حماية أمن اسرائيل والحفاظ على وجودها يشمل أيضا انتزاع دولة فلسطينية تكون بديلا للحركات الاسلامية المتطرفة أو قاعدة لأمن الدول الاخرى وأبرزها ايران. أما في لبنان فالوضع مختلف اذ بدأ جديا الحديث عن معاهدة سلام قد تتبلور في السنتَين المقبلتَين على أن تكون امتدادا للسلام مع النظام في دمشق حيث تلعب موسكو دور الوسيط وقد تكلّلت وساطتها في خلال السنة الاولى لـ "طوفان الاقصى" حيث كان هناك تعاون استخباراتي طويل بين دمشق وتل أبيب برعاية روسية أثمر بحسب التقارير الاخبارية الغربية، عن قائمة اغتيالات لقادة الصف الاول من الحرس الثوري في ايران ومن حزب الله، كذلك ساهم الاسد بإبقاء جبهة الجولان هادئة وسط تبادل لقائمة المواقع العسكرية للحزب وايرن في الجنوب السوري وفي العاصمة وقد تم استهدافها بشكل دقيق من قبل الطيران الحربي الاسرائيلي.
وفيما يُسوق الاعلام الاسرائيلي اليوم لورقة سلام يحملها المفاوض الاميركي آموس هوكستين الى كل من لبنان وتل أبيب، تشير المعلومات الى أن هذه الورقة هي مقدمة لمشروع الرئيس المنتخب دونالد ترامب والتي سيتم عرضها على بيروت ودمشق وتل أبيب لانتزاع حل شامل للنزاع على أن يبقى الجزء المحتل من الجولان السوري بيد اسرائيل فيما يحافظ الاسد على موقعه داخل النظام، وتنتزع بيروت ورقة مزارع شبعا من دمشق لتُضم الى القرى اللبنانية التي سيشملها اتفاق ترسيم الحدود البرية وهي المدخل لمعاهدة السلام المنتظرة.
علاء الخوري- ليبانون فايلز
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|