بعد نشوة القوة والانتصار... أين مصلحة الشيعة اليوم؟
من يقرأ في تاريخ المكوّنات اللبنانية وتحديداً الطائفة الشيعية الكريمة، يلحظ أمراً أساسياً ألا وهو أن الشيعة في لبنان شعروا في نشوة القوّة والانتصار في زمن حزب الله، ولنكن دقيقين اكثر في زمن السيّد حسن نصرالله.
سياسي مخضرم اشار، عبر وكالة "أخبار اليوم" الى ان "مقومات الحفاظ على ما تحقق لم تكتمل، وذلك لعدم اقتناع نصرالله وقيادة الحزب بتطوير مقاربتهم بهدف حماية أنفسهم أولًا والشيعة ثانيًا".
أضاف: "استمرّ حزب الله في ٨ تشرين الأول ٢٠٢٣، بقراءة فصول قديمة من كتبه القديمة التي تركت في نفوس المؤتمنين عليه حنين الى صوَر الماضي الذي تبلور مع شعورهم بامكانية الاستمرار مع انسحاب اسرائيل من الجنوب اللبناني عام ٢٠٠٠".
اردف السياسي عينه: "تعزز هذا الشعور عام ٢٠٠٦ بعد أن سوّق نصرالله أن حزب الله باستطاعته في كل الظروف الاستمرار في قهر ما "لم يُقهر" في الماضي، أي الجيش الإسرائيلي. وبعد ذلك استمرّ نصرالله ومعه كل من آمن به، على النهج نفسه دون اعتبارات القراءة الإسرائيلية لدوره ولحركته. قاتل الحزب في سوريا وتعاطى بفوقية وقتل وقاتل بوجه الآخر في لبنان، الأمر الذي أفقده وبشكل تدريجي مشروعيته العربية واللبنانية غير الشيعية. لم يقرأ أجوبة اللبنانيين في صناديق الاقتراع عام ٢٠٢٢، وحاول إنكار أنه من المسؤولين عن الانهيار المالي في لبنان. لم يرَ ولم يسمع انتقادات اللبنانيين له، ولم يراقب التبدلات الإقليمية وحالة إيران".
هذا وإعتبر السياسي ان نصرالله غرق في صوَر الماضي وفي "إسناد غزة"، وأغرق معه أبناء بيئته، وظهر على حقيقة أمره أنه ليس القويّ ولا الرادع، حتى خسره الشيعة قائداً ورمزاً لقوّتهم التي تلاشت بعشرة أيام، بين ١٧ و٢٧ أيلول ٢٠٢٤.
تابع: "كان على نصرالله وقيادة الحزب، أن يكتفوا بشيء مما تحقق للشيعة بين عامي ٢٠٠٠ و٢٠٢٣، وكان عليه أن يصارح اللبناني الآخر بما يريد داخل النظام السياسي. واليوم يستمرّ من خلف نصرالله وبإدارة إيرانية بالنهج نفسه ويتوقع نتائج مختلفة، التي لن يجد منها شيئا. أين مصلحة الشيعة في كل ذلك؟ هل بإستمرار كل ذلك؟ أو بالعودة إلى شيء من لبنان الدولة؟".
ختم السياسي المخضرم: "الخلاصة واضحة، من كان يطالب بقيام الدولة طيلة السنوات السابقة على حساب الدويلة، كان يسعى الى مصلحة الشيعة أكثر بكثير ممن أشعرهم بنشوات الانتصارات التي سقطت بفعل خيارات التهوّر والإسناد!".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|