إسرائيل تعبث بالخط الأزرق... مخاوف من فرض أمر واقع حدودي جديد
يستمر الجيش الإسرائيلي في خرق الحدود اللبنانية على طول الخط الحدودي، ضمن ما سمّاها المناورة البرية التي انطلقت منذ نحو أربعين يوماً وما زالت مستمرة. واللافت في الأمر هو تزايد الاعتداءات عل نقاط الخطّ الأزرق، الذي رسمته الأمم المتحدة بعد الانسحاب الإسرائيلي من لبنان عام 2000، وبحسب قوات "اليونيفيل" فقد أقدم الجيش الإسرائيلي على تدمير وإزالة برميلين من البراميل الزرقاء التي تمثل خط الانسحاب.
قال متحدث باسم اليونيفيل الشهر الماضي إن القوة سجّلت أكثر من 30 حادثة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي أدّت إلى أضرار في الممتلكات أو إصابة جنود حفظ السلام.
وعمد الجيش الإسرائيلي إلى إزالة عدد من البلوكات الإسمنتية الواقعة على الخطّ الأزرق، بهدف إدخال دبابات ومدرعات إلى الأراضي اللبنانية عند بدء العملية العسكرية البرية. وجميع هذه التصرفات أثارت الريبة لدى اللبنانيين من محاولة إسرائيلية لفرض أمر واقع جديد على الحدود.
يحمّل اللواء الركن المتقاعد الدكتور عبد الرحمن شحيتلي الأمم المتحدة مسؤولية ما يجري، فهي التي أصدرت القرارين 1701 و1680 وغيرهما استناداً إلى القرار 425 ثم عادت واخترعت ما يُسمّى الخط الأزرق.
ويسأل شحيتلي وهو كان شغل رئيس الوفد اللبناني للمفاوضات البحرية بين لبنان وإسرائيل عما يعنيه الخط الأزرق وتعريفه الدولي مذكراً بأن هناك خطاً للهدنة وهو يُعتبر الحدود البرية للبنان، وأيّ حدود لا تتطابق مع خط الهدنة فهي غير شرعية.
ويؤكد أن أي تعديل على الحدود المرسومة باتفاق الهدنة بحاجة إلى اتفاق يشبه تعديل الدستور اللبناني ولا يمر سوى عبر المؤسسات وبحاجة إلى أكثرية مطلقة في مجلس النواب.
ويلفت إلى أن قيام دولة إسرائيل كان بقرار من مجلس الأمن ونتيجة لالتزامها بالحدود التي رُسمت سنة 1948 وعلى أساسها أعطيت حق الانتساب إلى الأمم المتحدة.
ويشدد على أن إسرائيل بعد كل أزمة أو اشتباك تحاول فرض أمر واقع كما حصل في ما سمّته خط الطفافات بالترسيم البحري وهي بدأت تنفيذ مخططاتها وتنظيم الفخاخ المتتالية للبنان منذ الانسحاب الإسرائيلي عام الفين، إذ تبيّن أنها تقدّمت عند بوابة الناقورة أي عند نهاية الحدود البرية مسافة 18 متراً داخل الأراضي اللبنانية، كما وضعت طفافات في البحر انطلاقاً من الشاطئ على خط يعتدي شمالاً على المياه الإقليمية اللبنانية بمسافة 850 متراً، وهو اليوم أصبح أمراً واقعاً ومنطلقاً للترسيم البري.
وبرأي شحيتلي إن التصرفات الإسرائيلية اليوم توحي أن هناك نيّة لقضم أجز اء إضافية وتعديل الحدود وفرض أمر واقع جديد، فمنذ عام 1920 هناك عملية قضم ممنهجة للأراضي اللبنانية وعلينا ألا نستغرب أي عملية جديدة في الوقت الراهن.
يوافق المنسّق السابق للحكومة اللبنانية مع قوات اليونيفيل، العميد المتقاعد منير شحادة على كلام شحيتلي، مشيراً في حديث لـ"النهار" إلى أن عبث إسرائيل بـ"الخطّ الأزرق"، هدفه خلق أمر واقع جديد، ومحاولة قضم أراضٍ لبنانية جديدة.
ويقول لـ"النهار": "ستعتمد إسرائيل في أي ترسيم جديد على الحدود البحرية التي وافقت عليها الدولة اللبنانية في اتفاق الترسيم وهذا أمر غير منطقي بحيث إن البر يحدد البحر وهذا سيدفعها إلى المطالبة بقضم أراضٍ لبنانية شاسعة جديدة، لها بعد استراتيجي وعسكري مهم وهو السيطرة على مرتفعات داخل الأراضي اللبنانية تشرف على مناطق لبنانية واسعة وعلى أراضٍ في إسرائيل".
ويؤكد أن ما قامت به إسرائيل من العبث بالخط الأزرق وإزالة النقاط ينسف كلّ ما كان يسعى مبعوث الرئيس الأميركي آموس هوكشتاين إلى تثبيته، لجهة اعتماد الخطّ الأزرق حدوداً دولية، لكن ما زالت هذه المطالب حتى الساعة تواجَه برفض لبناني واسع، ونأمل أن يبقى الموقف اللبناني متماسكاً في هذا الإطار، مشيراً إلى أنه أصبح من الواقع أن إسرائيل تسعى إلى نسف إلى الاتفاقات السابقة ورسم خطوط جديدة تناسب مصالحها.
اسكندر خشاشو - النهار
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|