حاصباني: الجيش قادر على مداهمة مخازن حزب الله وجعجع هو الاسم الأنسب للرئاسة
عدد سكان إيران يتراجع... كيف يحصل ذلك في بلد إسلامي وحيث الزواج عبادة؟؟؟...
كيف يمكننا أن نفهم التصريحات الرسمية الإيرانية التي تُفيد بسقوط حادّ لمعدّل الخصوبة في إيران، وبنموّ ديموغرافي سلبي هناك؟
خلال 100 عام
فوزير الصحة الإيراني علي رضا رئيسي، أكد أن أحد أولويات وزارته معالجة المعدّل المُخيف لانخفاض الخصوبة، متوقّعاً أن يتجاوز معدل الوفيات معدل المواليد هناك خلال مستقبل منظور إذا استمرت الاتجاهات الحالية، ومحذّراً من خطورة ذلك بموازاة تصاعُد النمو الديموغرافي لدى الدول المجاورة لإيران.
ولزيادة تأكيد ما اعتبره كارثة، قال وزير الصحة الإيراني إن "إيران هي الدولة الوحيدة في العالم التي انخفض معدل المواليد فيها من متوسط 6 أطفال لكل أسرة إلى طفل واحد في غضون 10 سنوات فقط. وإذا استمر هذا الاتجاه، فلن تكون هناك دولة اسمها إيران خلال 100 عام".
من أجل الثورة
بغضّ النظر عن بعض الأرقام الواردة في تقارير عالمية، والتي تؤكد تراجع النمو الديموغرافي في إيران، يبقى ما سبق ذكره غريباً جداً، نظراً لأن إيران تقدّم نفسها للعالم على أساس أنها دولة إسلامية، وثورة إسلامية، ودولة جهاد، ودولة عقيدة، أي حيث لا مكان لتربية ليبرالية، ولا لنقاشات حسّاسة مرتبطة بالنّسل، ولا لأخرى تتعلّق بانعكاسات الأزمات الاقتصادية على معدلات الإنجاب، بل حيث يولد الإنسان ويُربّى بعيداً من إضاعة الوقت في الاختيار بين الزواج والعزوبية، خصوصاً أن الإنجاب والذُريّة هما عبادة في مكان ما.
هذا فضلاً عن أن تلك العبادة تكتمل بالإنجاب والعيش من أجل الثورة الإسلامية، وتصديرها، ونُصرتها. وضمن هذا الإطار، لا مجال لنقاشات فكرية أو فلسفية أو حتى سياسية فعلية، لا في المدارس ولا في الجامعات، ولا على المنصّات الإعلامية.
التوسّع؟
ويُذكَر في هذا الإطار أيضاً، أن لا مشكلة ديموغرافية فعلية لدى المجتمعات العقائدية التابعة لإيران بدول عدة في منطقة الشرق الأوسط، انطلاقاً من واقعها العقائدي. وبالتالي، عن أي نمو ديموغرافي إيراني سلبي يتحدث المسؤولون الإيرانيون، في قلب مجتمع الثورة الإسلامية، والنظام الإسلامي؟ وهل يُستعمل هذا الكلام كأداة لمزيد من التوسّع الإيراني الاستراتيجي، وربما لتأسيس أذرع إيرانية جديدة في دول جديدة مستقبلاً، من خلال الحثّ على مزيد من الإنجاب الداخلي الذي قد ينسحب أيضاً على مجتمعات خارجية حليفة لإيران في المستقبل؟
دعاية إيرانية
تعليقاً على ما سبق، اعتبر رئيس "المركز الإسلامي للدراسات والإعلام" القاضي الشيخ خلدون عريمط أنه "يتوجّب أولاً تصحيح المصطلح السائد من خلال الإعلام المُوجَّه من إيران، والذي يقول إن الثورة التي قادها الخميني في الماضي، والتي يقودها الخامنئي اليوم، هي ثورة إسلامية. فالحقيقة هي أن هذه الثورة ليست إسلامية، بل يمكن تسميتها بثورة شيعية بالمفهوم الاثني عشري".
ورأى في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أنه "بالنّسبة الى القول إن المجتمع الإيراني بدأ يتّجه نحو الشيخوخة، فأتصوّر أنه دعاية إيرانية هدفها استقطاب ما يمكن استقطابه من المجتمعات الشيعية المتواجدة في كثير من البلدان المحيطة أو البعيدة من إيران، لأن الثورة الإيرانية أو ثورة الشيعة في إيران تنطلق من مفهوم نظام ولاية الفقيه، وولاية الفقيه تعني أن الحاكم له الولاية السياسية على كل الشيعة في العالم. فمن هنا، وبينما هي تقود الآن ثورة شيعية في العالم بمواجهة العالم الإسلامي والمجتمع البشري، تسعى من خلال هذا الكلام الآن الى تجنيد أذرع متعدّدة لها في باكستان أو أفغانستان أو حيث توجد أي أقلية شيعية، وذلك كما جنّدت بالماضي في لبنان وسوريا والعراق واليمن".
تقيّة...
وشدّد عريمط على أن "ما تقوله إيران عن تناقص عدد سكانها هو كلام ليس له معنى، بل هو إحدى وسائل التقيّة التي تمارسها، بحيث تعلن شيئاً وتُبطن أشياء أخرى. فهي تسعى الآن لزيادة عدد المنتمين الى الشيعة الاثني عشرية في العالم، وترفع الصوت قائلة إن أعدادها داخل حدودها الجغرافية تتناقص، وهي بذلك تدعو الشيعة في العالم الإسلامي أو في أي مجتمع اخر، للانضمام إليها، حتى تستعملهم وقوداً لحروبها المتعددة في الشرق الأوسط، أو في مناطق أخرى".
وردّاً على سؤال حول ما إذا كان الهدف من التصريحات الإيرانية الديموغرافية هو استعمالها كأداة للتوسّع الاستراتيجي، أجاب:"نعم. هي أداة للتوسّع الديموغرافي والاستراتيجي الإيراني، تحت مسمّى دعوة الشيعة في العالم للانضمام إليها، لأن الثورة الشيعية في إيران لا تعترف بالحدود الجغرافية القائمة ما بين الدول، وخصوصاً في دول العالم الإسلامي. ولذلك، أسّست إيران لنفسها أذرعاً عسكرية في لبنان وسوريا والعراق واليمن، وحتى في بعض الدول الأفريقية، لأنها لا تعترف بالحدود المُتَّفَق عليها بين الأمم والشعوب، والتي تخضع لنظام الأمم المتحدة ومجلس الأمن ضمن النظام العالمي. فهي تعيش في عالم افتراضي آخر، وليس الواقع الدولي الآن، ولا تزال تفكر بعقلية القرون الوسطى".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|