إنذارات إخلاء شبه مستمرة للضاحية تضع بيروت عموماً ضمن مرحلة جديدة من الحرب...
وصلت الإنذارات الإسرائيلية المُوجَّهَة الى مناطق في الضاحية الجنوبية لبيروت بوجوب الإخلاء الفوري، الى مرحلة قياسية خلال الأيام الثلاثة الأخيرة.
شبه مستمرّة
فبعدما كانت الإنذارات ليلية إجمالاً، منذ أواخر أيلول الفائت، مع بعض التغيير القليل أحياناً، بالتحذير خلال ساعات ما بعد الظّهر، باتت تلك الحالة شبه مستمرّة على مدى 24 ساعة تقريباً، بين قبل الظهر، وظهراً، وبعد الظهر، وساعات الليل الأولى، وما قبل وما بعد منتصف الليل، منذ يوم الثلاثاء الفائت.
فوضى بيروت...
فهل هذا مجرّد ردّ على الصواريخ والمسيّرات التي تخترق الأجواء الإسرائيلية الى مناطق ومدن متفاوتة في إسرائيل، أم رسالة من نوع آخر تقول إن ما كان سائداً من استقرار معيّن على مستوى الإنذارات منذ أيلول الفائت وحتى الأمس القريب، وبشكل أتاح للناس وطلاب المدارس متابعة أنشطتهم وأعمالهم خلال المدّة السابقة، لن يعود موجوداً، وإن كلفة عدم تطبيق القرارات الدولية لن تكون عسكرية فقط، بل على صعيد الحياة اليومية للناس عموماً، بدءاً بفوضى التنقّل، وزحمات السير، وصولاً الى تصعيب متابعة أنشطة المدارس والجامعات، ومختلف أنواع الإدارات والمؤسّسات، بشكل سينقل المشهد في بيروت تحديداً من ضفّة الى أخرى مختلفة كلياً، إذا بقيَت الأوضاع على تلك الحالة لوقت طويل؟
رسائل سياسية
أوضح العميد المتقاعد جورج نادر أن "هذه رسائل سياسية مُوَجَّهَة الى المسؤولين اللبنانيين و"حزب الله"، تقول لهم إن إسرائيل تضرب حيث تشاء، وساعة تشاء، وبالطريقة التي تريدها. وبالتالي، هي رسائل للسلطة المتمثّلة بالحكومة اللبنانية، أن إذا كُنتم لا تريدون أن تتّخذوا موقفاً حازماً ببَدء تطبيق القرارات الدولية، فهذا يعني أن تطبيقها سيتمّ بالقوّة. ونتائج التطبيق بالقوة معروفة من الجميع من خلال ما يحصل على الأرض، وهي كارثية".
وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "الإنذارات هي رسائل سياسية. هذا مع العلم أنه بأهداف موجودة بالفعل داخل الأبنية الواردة فيها، أو من دون أهداف، فإن لا فارق فعلياً على هذا الصعيد، إذ يُظهر ما يحصل أنه من الممكن قصف بناية تحوي 50 مدنياً ربما، وذلك في معرض استهداف مسؤول أو مقاتل واحد من "حزب الله" يكون موجوداً في تلك البناية. ففي الحروب دائماً، يسقط الكثير من المدنيين الذين لا دخل لهم بما يجري، ويكون عددهم أكثر من أعداد المُقاتلين الذين يسقطون".
لا هدنة...
ولفت نادر الى أن "كل الأحاديث التي تدور الآن عن هدنة من هنا أو من هناك، ليست أكثر من كلام. فإسرائيل لا تريد هدنة، ولا وقف إطلاق النار، فيما الحكومة اللبنانية الحالية من لون واحد، أي مختلفة عن تلك التي كانت خلال حرب تموز 2006. ولذلك، هي غير قادرة على اتّخاذ قرار يُوقِف الحرب".
وأضاف:"يقولون إنهم يريدون تطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته، وذلك قبل أن يخرج هذا المسؤول أو ذاك قائلاً إنه يرفض أي نقاش حول القرار 1559، ورغم أن المواد الأولى والثانية والثالثة من القرار 1701 تحمل تشديداً على تطبيق القرارات السابقة المتعلّقة ذات الصلة، ومنها القرار 1559. وبالتالي، كيف يريدون تطبيق الـ 1701 بكل مندرجاته من دون أن يأخذوا تلك المواد في الاعتبار، ومثل من يلعب على الأمم المتحدة؟".
وختم:"مشكلة أخرى أيضاً، وهي أن التصريحات الرسمية تُظهر وكأن أسباب الحرب مُركَّزَة في جنوب الليطاني، بينما الواقع هو أن المسألة تتجاوز تلك المنطقة. ما نحن فيه الآن أكثر من كارثي، ولكن الناس وحدهم يدفعون الثمن. فبيئة فريق "حزب الله" الشعبية تدفع الثمن دماً ودماراً وهجرة، فيما هناك بيئة شعبية أخرى تدفع الثمن خوفاً وهجرةً، وبمزيد من الصعوبات المعيشية. فنحن شعب واحد، مربوط ببعضه، وإذا ضُرِبَ الجنوب يتأثّر الشمال أيضاً واقتصاد البلد عموماً، بنتائج تطال كل الناس".
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|