يحتضن أكثر من 20 عنصراً... استهداف مركز الدفاع المدني في بعلبك!
دولة تفعل كل ما "يُكَرْكِب" شعبها أكثر في أوقات "الحَشْرَة" فكيف ستحكم مستقبلاً؟
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
إذا كانت السلطة المحليّة بأجهزتها كافة، وبشقَّيها السياسي والأمني عاجزة عن التعامُل مع أجواء الحرب، ومع إنذارات إخلاء الأبنية، بما يوجّه الناس كما يجب، وبشكل يخفّف الكثير من الأخطاء والمشاكل التي يمكنها أن تحصل من باب الخوف والهلع، فهذا يعني أنها سلطة غير جديرة بالنّهوض بالبلد حتى في مرحلة ما بعد الحرب.
زحمات سير
وإذا كان الشعب اللبناني عاجزاً عن التحلّي بثقافة شعبية معيّنة تحت النار، وفي قلب الأزمات، فهذا يعني أن البلد يمضي الى هلاك أكبر، في مرحلة ما بعد انتهاء الحرب.
فعلى سبيل المثال، قد يكون طبيعياً ومفهوماً وقابلاً للاستيعاب، أن تتسبّب إنذارات الإخلاء وتحذيرات القصف "النهارية" بضغط سير كبير على بعض الطُّرُق تحديداً، لأن عدداً كبيراً من الناس سيتجنّبون الطُّرُق والمناطق القريبة من الأماكن المُعرَّضَة للقصف.
ولكن ما هو غريب، أن يتحوّل الوضع الى زحمات سير، وهي خانقة أحياناً كثيرة، ليس لأن الناس يتهافتون لأخذ أولادهم من المدارس مثلاً أو غير ذلك من الضرورات... بل لأن هناك أعداداً لا بأس بها منهم تتنقّل على الطُّرُق من غير اضطرار، في "عزّ الحَشْرَة"، أي في تلك الأوقات الحرِجَة جداً، وذلك بدلاً من أن تنتظر انتهاء موجة الإرباك والقصف.
لا ثقافة شعبية أو رسمية...
وما يزيد الطين بلّة في تلك الحالة، هو بعض الحواجز التي بدلاً من أن تسهّل سير الناس وتساعدهم على الوصول الى وجهتهم بسلاسة، تساهم بزيادة ضغط السير، و"تُكَرْكِب" الأجواء أكثر.
وأمام فقدان الثقافة الشعبية والرسمية، وغياب الدولة بشقَّيْها السياسي والأمني خلال أشدّ وأقسى الأزمات، كيف يمكننا أن نثق بغد أفضل، وبأن الآتي من المراحل سيحمل لنا اقتصاداً سليماً، ونقداً صالحاً ومُستداماً، والقدرة على العيش بكرامة في هذا البلد مستقبلاً؟
أرخص سلعة
رأى الوزير السابق فادي عبود أن "كل شيء في هذا البلد مُنَظَّمَ وكأن الوقت هو أرخص سلعة فيه. وهذا الواقع يحتاج الى تغيير جذري على مستوى المسؤولين والقطاع العام وكل الإجراءات الإدارية المُعتَمَدَة، لأن كل شيء هُندِسَ ليستغرق وقتاً أطول، وليتسبّب بمزيد من التّعب والتكاليف المادية".
واعتبر في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "الوضع ليس على ما يرام لا باقتصاد أيام السّلم، ولا باقتصاد أيام الحرب. ومن المُفتَرَض الآن أن يعتمدوا اقتصاد الصّمود، الذي يبدو أنه ليس وارداً على بال أحد".
أسعار المحروقات
وشرح عبود:"الدول العربية تساعد لبنان الآن، وهي مشكورة على ذلك. ولكن لم يتقدّم أي مسؤول لبناني بطلب الى تلك الدول، يقول لها فيه إن من أكثر ما يُعاني منه الناس في لبنان الآن هو أسعار المحروقات، ويطلب منها أن تبيع المازوت للدولة اللبنانية تماماً كما تبيعه (تلك الدول) لشعوبها داخل بلدانها، ولو لمدّة زمنية معيّنة تمكّننا من الصمود. ففي تلك الحالة، سنتمكّن من تخفيض الأسعار على النازحين وكل الناس، لا سيّما على صعيد فواتير المولّدات الكهربائية. كما أن ذلك ضروري لإنعاش الاقتصاد ولو قليلاً. فبدلاً من أن يفعلوا ذلك يقولون لا، لن يُعطونا، ومن دون أن يسألوهم أصلاً".
وختم:"من يساعد لبنان بالحليب والبطّانيات وبكل باقي الحاجات، قد يقبل ببيعنا المازوت بأسعار مُخفَّضَة. ولكن المشكلة هي في أن لا مسؤولين لبنانيين يسألون رغم الأوضاع الصّعبة التي نحن فيها الآن. والحلّ العام لا يحتاج الى تغيير على مستوى السياسيين والزعماء فقط، بل على صعيد الذهنية السائدة بشكل عام، والمتمثّلة في القطاع العام بأوضح صورة. فالتغيير لن يحصل بالمُسايَرَة فقط، بل بالعصا. والى أن يتمّ ذلك، لن يكون هناك أي تطوّر جدّي على المستوى الاقتصادي مستقبلاً".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|