إطلاق النار يُسابِق وقف إطلاق النار ومن ينجو من صاروخ قد يسقط بفخّ رصاصة!
انتقل إطلاق الرصاص في لبنان من عالم التنبيه، والتحذير، والتهديد بالملاحقات القانونية والأمنية، الى عالم الصّمت والتفرّج الرسمي على الناس وهم يُطلِقونه عند كل تحذير بضرورة إخلاء مبانٍ مهدّدة بالقصف. وهذا مؤسف جداً، ومُعيب جداً، في بلد نقول للعالم كلّه إنه توجد دولة فيه، وليس مساحة سائبة.
فخّ رصاصة...
فعلى مشارف عام 2025، الدولة اللبنانية عاجزة عن انتشال شعبها من دمار الحروب، فيما تتسابق دول العالم على توفير التطوّر التكنولوجي والعلمي لأجيالها.
وعلى مشارف عام 2025، الدولة اللبنانية لا تمتلك أجهزة أو صفّارات إنذار، ولا أي وسيلة سلمية فعّالة لتنبيه شعبها في أوقات الخطر، سواء كانت هزّات أو زلازل أو حروب...
وعلى مشارف عام 2025، الدولة اللبنانية تتفرّج على شعبها يُطلِق النار كوسيلة من وسائل التحذيرات الشخصية للهرب من الخطر. وهو ما يمكنه أن يتسبّب بنتائج عكسية، إذ لا شيء يمنع أن يُصاب أي إنسان برصاصة إصابة مُكلِفَة جداً، فيكون وقعها أشدّ هولاً من قذيفة. ومن ينجو من صاروخ، قد يسقط بفخّ رصاصة، وهذا ليس مزحة.
ثقافة إطلاق النار
وانطلاقاً ممّا سبق، ما هي هذه السلطة الحاكمة في لبنان؟ وما هو هذا المستوى من الحكم، الذي فشل في مكافحة ثقافة إطلاق النار خلال الأعراس والتعازي ومختلف أنواع الحفلات، والذي يفشل في وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب، والذي بات يتفرّج على الرصاص ينهمر يميناً ويساراً لتحذير الناس من القصف. فتكون النتيجة النهائية أن الناس يُحذَّرون من خطر بخطر مماثل، أو أكثر وأسرع فتكاً منه ربما، فيما الأجهزة المعنيّة تغطّ في سُبات عميق، وعميق جداً.
أسهل وسيلة
شدّد مصدر مُتابِع على أن "لا مجال لطلب شيء الآن، أي في أوان الحرب. وما لم يحصل سابقاً على صعيد تجهيز لبنان بصفّارات وأجهزة إنذار آمنة، لن يتمّ الآن. فنحن وسط حرب لا مجال لدى أحد فيها سوى أن يفكّر بالطعام والشراب والاحتماء. وبالتالي، لا مجال لأي شيء آخر في وقت قريب".
ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "من يُطلقون النار، يفعلون ذلك بالاعتماد على أسهل وسيلة غير آمنة يمكنها أن تُنذر الناس أي الرصاص، وتحديداً أولئك الذين لا يمتلكون هواتف خلوية، ولا وسائل تسمح لهم بمعرفة أوقات الإنذارات وضرورة الإخلاء سريعاً".
نهاية العام...
واعتبر المصدر أن "هذا مُعيب جداً في أي بلد، وليس سهلاً أبداً، خصوصاً عندما يُظهر الواقع أن اللبنانيين باتوا مُسيَّرين من خارج سلطة دولتهم. فيبقون في منازلهم أو يُخلونها أو يعلمون بأوقات الإخلاء بشكل لا سلطة للدولة اللبنانية عليه".
وختم:"الواقع الحالي الصّعب جداً قد يستمرّ حتى نهاية العام الجاري بحدّ أدنى. وأما تأثير انتخاب (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب على مستقبل الأوضاع، فهو محصور بالمحاولات التي يقوم بها الآن، وبتلك التي سيقوم بها مستقبلاً لوقف الحرب. ولكن القرار النهائي بما يجري في لبنان الآن هو في يد إسرائيل، وليس الولايات المتحدة الأميركية".
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|