الصحافة

محمد عفيف..بضعة من السيد وبعض من صوت حزب الله

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

لم يباغت القتل محمد عفيف ويدركه، وهو الذي ترك صفات اسمه كلها لحزبه الذي عاش معه وله واستشهد من أجله ليختم "نهاية رجل شجاع" بما كان يقول "أنا رجل ميت وما أيامي المتبقية من العمر إلا فائض". منذ ألمّت به واقعة رحيل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله والقادة من أصحابه من الرعيل الأول المؤسس للحزب، شعر، وهو واحد منهم، بأن دوره ومسؤولياته "تحتمان عليه مواصلة السير على درب الشهداء الأحبة وإتمام الرسالة على أكمل وجه". في أول لقاء معه بعد رحيل "السيد"، خانته دموعه. وروى كيف شعر بثقل الغياب، ساعة طُلب إليه أن "يرثي سيداً وقائداً وصديقاً ورفيق درب". وتساءل عمّا يقوله في سطور وأي كلام يفي المصاب حقه؟ وكيف ينعى من نمت صداقته معه منذ أيام الدراسة في العراق إلى تأسيس الحزب وفي الأمانة العامة، قلائل هم الذين يعرفون متانة العلاقة الشخصية والصداقة بين عفيف والسيد نصرالله منذ أيام الدراسة.

اتصاله بالسيد استمرّ حتى الساعات القليلة قبل استشهاده. وقف على رأيه في نشاط كان يحضر له فكان جواب السيد: "إفعل ما تراه مناسباً". وهو الذي بقي يردد حتى آخر أيامه أن "لا شبيه للسيد ولا خليفة".
كان الحاج محمد، كما اعتاد عارفوه مناداته، من صنّاع القرار في الحزب، من المؤثرين على نصرالله، وعضواً في المكتب السياسي. هو المبادر، الجريء الذي أصرّ بعد استشهاد السيّد على تأكيد الحضور القوي لحزب الله وعلى الصورة النمطية لهذا الحزب لجهة عدم انكساره. فهو صاحب المعنويات المرتفعة، المؤمن بأن النصر صبر ساعة، يروي كيف تلقى رسالة شكر من مجاهد ميداني على "المعنويات التي منحتها" فأجابه "أنا من يستمد معنوياته منكم".
"تجاوزنا المحنة"
لم ينقطع عن تأدية واجبه الإعلامي ملبياً كل سائل، ومتعاون، أسس لشبكة علاقات إعلامية تخطت حدود البلد، لم يتنّكر لإعلامي أو يصدّه أياً كان انتماؤه الحزبي. في آخر لقاء معه، كان دائم التوجس من الحرب الطويلة، لكنه يعتقد بيقين أن نهايتها النصر بإرادة أهل الحلّ والربط في الميدان. هو القائل: "يا جماعة تمكّن حزب الله من النهوض، ولو مني أي حزب آخر بما ألمّ به لسقط، لكننا تجاوزنا المحنة".
باغتياله من قبل إسرائيل، وبالطريقة التي استشهد فيها يدلّ على أن الأهداف الإسرائيلية ضد حزب الله ليست أهدافاً عسكرية أو أمنية. بل الأهداف تتجاوز ذلك إلى "إزالة الحزب وضربه بكل قطاعاته الاجتماعية والعلمية والطبية والاعلامية". والأمر الثاني الذي يؤكد المؤكد أن إسرائيل لا تعير أهمية للقيم الإنسانية، وهذا ما يجب أن يفهمه الإعلام الغربي الذي يبدو أنه يعاني من أزمة مزمنة بين ما يمارسه في الواقع وبين القيم التي يحمل شعاراتها.
الضاحية ومسقط رأس الحزب

ومهما قيل عن هذا الرجل حتى من أخصامه في السياسة، فالكل يقرّ أنه مقاوم لم يستكن ولم يهادن حتى في رمزية مؤتمريه الصحافيين الأخيرين الذين أصرّ على عقدهما فوق ركام الدمار في الضاحية الجنوبية لبيروت ليؤكد رمزية الضاحية في احتضان حزب الله ودفاع الحزب عن مسقط رأسه.
ومحمد عفيف هو سليل عائلة دينية، والده المرجع الشيخ عفيف النابلسي الذي تعرض منزله في صيدا ومسجده للدمار في بداية عدوان تموز عام 2006 وهي عائلة تقف مع المقاومة الإسلامية منذ تأسيسها وكانت من جيل المؤسسين.
هو الذي ختم حياته وقال لرئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو: "الدم بالدم والحديد بالحديد" وبشّر قائلا "وما النصر إلا صبر ساعة" والتي قالها في مؤتمر صحافي عقده تحت تحليق الطيران الحربي الإسرائيلي في ضاحية بيروت الجنوبية التي هدّد جيش الاحتلال بضربها ونفّذ تهديده بعد أقل من ربع ساعة من انتهاء مؤتمره الصحافي.
حزننا مؤجل قال الحج محمد يوم استشهاد السيد نصرالله وأضاف: "لعلّي لاحق به عمّا قريب شهيداً في اثره، فتستقرّ بذلك روحي. لا طيب الله العيش بعدك يا سيدي وحبيبي وروحي التي بين جنبيّ. ألا ليتني مت من قبل هذا وكنت نسياً منسيا".
كان محمد عفيف بضعة من السيد نصرالله وبعضاً من صوت حزب الله وصورته.

غادة حلاوي-المدن

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا