الصحافة

انقسام في كواليس الفريق الممانع بين مَن يدعو إلى مواصلة الحرب ومَن يعترف بصعوبة الوضع

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

ليس كل ما يقال في العلن من مواقف سياسية وعسكرية يمكن أخذه بعين الاعتبار، لأنّ الكواليس والخبايا تفضح في معظم الأحيان وتتسرّب، خصوصاً حين يكون هنالك انقسام في الرأي أو تباين في القضايا الهامة، فكيف إذا كانت تتعلق بالحرب الدائرة منذ أكثر من سنة بين إسرائيل وحزب الله، مع كل ما مرّت به من تصعيد عسكري من قبل الطرفين، أدى إلى إتساع المعارك الدائرة خصوصاً منذ أيلول الماضي وبشكل غير مسبوق، إستدعت مقترحاً اميركياً ووساطة فرنسية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار لم يصل إلى غايته، لأنّ المفاوضات التي تجري حالياً بين حزب الله وإسرائيل لا يمكن التعويل عليها بسبب الشروط والإيضاحات المطلوبة حول بعض البنود، الأمر الذي لم يؤدِّ إلى ردٍّ إيجابي من قبل الرئيس نبيه برّي للموفد الأميركي آموس هوكشتاين، الذي أرجأ زيارته التي كانت متوقعة اليوم الثلاثاء، في انتظار تلقّيه ما يطمئن إلى نجاح المفاوضات.

إلى ذلك وبعد سقوط توازن الردع والرعب، وبروز التفاوت العسكري بين إسرائيل والحزب، بسبب فوز التكنولوجيا الإسرائيلية، التي أسقطت معها كل الشعارات التي انطبعت على مدى عقود من الزمن ونادت بتحرير فلسطين، وصولاً إلى آخر شعار برز في الثامن من تشرين الأول 2023، حين أعلن حزب الله عن إسناد غزة ووحدة الساحات ونحمي ونبني، والتي بقيت مجرد شعارات. الأمر الذي وضع حزب الله وفريقه الممانع في صورة عسكرية متأرجحة، بعد استشعارهم الخطر من دون أن يعلنوا ذلك، بل استمروا على موقفهم متمسّكين بالشعارات على الرغم من عدم تنفيذها، إذ أنّ الاستمرار في خوض تلك المعارك لم يصل إلى أي نتيجة، فانقسم الفريق الممانع لكن في الكواليس، التي تشير إلى وجود متشدّدين خصوصاً في أروقة حارة حريك أو معقل الحزب، الذين يؤمنون بضرورة الشهادة وينادون بها، مفضلين الموت على التراجع مهما كانت النتائج، وهذا هو حال حزب الله الذي لا يستطيع التراجع اليوم أمام جمهوره ومناصريه، بعد كل وعوده المرتبطة بوجوده وبدوره الإقليمي، الذي أعطى الطائفة الشيعية في السابق دفعاً معنوياً تحت عنوان الانتصارات المتتالية، لذا لا يمكن أن يتراجع اليوم أمام بيئته، التي خرجت بمعظمها عن عباءة الحزب حتى ولو لم تعلن ذلك، لكن جمهوره في مناطق بعلبك والجوار، ووفق التسجيلات الصوتية التي توزعت على مواقع التواصل الاجتماعي، تؤكد بأنّ الكيل طفح بعد كل الخسائر التي منيوا بها.

في السياق ووفق معلومات “هنا لبنان” ومن الاجتماعات الضيقة لبعض أطراف الفريق الممانع، يصرّ المتشددون على مواصلة الحرب، فيما يؤكد الواقعيون منهم بأنّ ما جرى يجب استيعابه بسرعة والدخول في المفاوضات، منعاً لمزيد من الخسائر والإستعانة بالديبلوماسية والوسطاء وتدوير الزوايا، بهدف الوصول إلى أقل حد من التوافق، منعاً لسقوط المزيد من الضحايا الأبرياء ودمار لبنان بشكل كليّ، من ضمن هؤلاء حليف الحزب الدائم أي الرئيس نبيه برّي وكتلته النيابية ومعظم جمهوره، خصوصاً بعد دمار مدينتي النبطية وصور اللتين تشكلان بيئة حاضنة له.

أما رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، الذي لا يمكن لأحد أن يعرف حقيقة مكانته السياسية، إن كان اليوم في الفريق الممانع أو المعارض، إذ تختلف مواقفه كل فترة، فمع مطلع الحرب كان مع وحدة الساحات، ليتأرجح موقفه لاحقاً وصولاً إلى ما قاله في العلن قبل أيام قليلة “بأنّ ما يحصل لن يعيد قوة الردع لصالح لبنان، لأنّ قدرة الاحتمال بين إسرائيل وحزب الله مختلفة، وفي الداخل اللبناني الحزب فقد مشروعيته الشعبية لجهة قدرته على حماية لبنان”، معتبراً أنّ أمن إيران القومي يعلو بالنسبة لها فوق كل الإعتبارات، وهي لم تترجم وحدة الساحات ولن تدعم الحزب على حسابها، وبالتالي فمعادلة الردع لم تعد قائمة.

من جهته رئيس تيار المردة سليمان فرنجية بات اليوم مع وقف فوري لإطلاق النار، سائلاً : “لماذا دخلنا في حرب نعرف أن نتيجتها ستكون كما حصل، لم نكن لنخسر الشرعية الدولية والمشروعية الداخلية لو لم ندخل في حرب الإسناد”.

وعلى خط الإعلاميين الناطقين بإسم الحزب، تؤكد الكواليس بأنّ هناك تنوعاً في الآراء التي تفضل إنهاء الحرب ووقف إطلاق النار، لكن على الشاشات يجب أن يبقوا دائماً من فئة الصقور التي تنادي بالقتال والإسناد والانتصار المرتقب.

بإختصار، كل اللبنانيين يرفضون الحرب، حتى البيئة الحاضنة التي لم تعد تحمل هذه الصفة، بل على العكس وبعد كل الخسائر التي منيت بها من سقوط شهداء لها وخسارة الأرزاق والتهجير من بلداتهم والنزوح في المدارس، أي خسارة كل شيء، باتوا يتطلعون إلى الاستقرار ويطمحون ببناء دولة وسلطة شرعية، بعدما دفعوا الضريبة الأكبر في هذه الحرب.

 صونيا رزق -”هنا لبنان”

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا