لقاء الحريري ولافروف في أبو ظبي أكثر من رسالة
أثار لقاء رئيس الحكومة السابق ورئيس "تيار المستقبل" سعد الحريري، مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونائبه لشؤون الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف بحضور مستشاره للشؤون الروسية الدكتور جورج شعبان، تساؤلات حول دلالاته وما جرى خلاله وخصوصاً في هذا التوقيت.
وانطوى اللقاء على أهمية بارزة في هذه المرحلة حيث تتصاعد الحرب في لبنان. كما أن انعقاد اللقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة له دلالته، ويحمل وفق الكثيرين أكثر من إشارة، في ظل معلومات لـ"النهار"، بأن التواصل بين القيادة الروسية والحريري على أعلى المستويات ولم ينقطع على الإطلاق، لا سيما عبر مستشاره جورج شعبان الذي يواكب ويتابع هذه العلاقة، ويلتقي بكبار المسؤولين الروس الذين يؤكدون أهمية عودة الرئيس سعد الحريري إلى لبنان، ومتابعة مسيرته السياسية، وخصوصاً أنه ما زال الأبرز والقادر على إرساء خطاب الاعتدال في مثل هذه الظروف والمرحلة الاستثنائية التي يمر بها لبنان. ويعتبرون ذلك حاجة ضرورية، ويقومون بالدور المطلوب لهذه الغاية، في ظل علاقة موسكو الإيجابية مع دول مجلس التعاون الخليجي لا سيما المملكة العربية السعودية وسواها، ولاعبين دوليين وإقليميين وغيرهم. وبمعنى آخر، تعتبر موسكو أن رئيس الحكومة السابق وما يمثله من نهج اعتدالي، في ظل هذه المتغيرات والتحولات والحرب والعدوان الإسرائيلي على لبنان، يبقى وجوده حاجة ضرورية، ما يترك السؤال الأهم: هل حان وقت عودته أم سيبقى معلقاً عمله السياسي؟ وبالتالي ماذا جرى خلال لقائه بلافروف وبوغدانوف؟
اللافت، خلافاً للقاءات السابقة، صدور بيان رسمي عن الرئيس سعد الحريري، ما يعني أنه ليس غائباً عن الساحة السياسية، وذلك يحمل أكثر من دلالة ومؤشر، أما عن عناوين اللقاء وأهدافها فماذا حصل؟
تقول مصادر مواكبة للقاء لـ"النهار"، إنه كان تأكيدٌ على استمرار التواصل بين القيادة الروسية والرئيس الحريري، وضرورة عودته إلى لبنان، لأنه لا بديل منه لكونه رمزاً للاعتدال وقادراً على لملمة الوضع في البلد، ويؤدي دور والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري بعد الحرب الأهلية، وبالتالي فإن التواصل لم يسبق أن قطع بين الطرفين على الإطلاق. وهل ثمة من زيارة مرتقبة للحريري لموسكو؟ تجيب المصادر، بأن وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف قال له "ناطرينك" في موسكو، ومن الطبيعي تلبية الزيارة ولقاؤه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين والقيادة الروسية، لكن يعود ذلك إلى ظروف مناسبة ومتاحة. وقد كان تأكيدٌ على ضرورة تطبيق القرار 1701 من قبل الطرفين بالكامل، ووقف العدوان الإسرائيلي والإجرام المتمادي من خلال الجانب الإسرائيلي العبثي على البلد، بدليل البيان الروسي الذي صدر بعد اللقاء، والذي يحمل تأكيداً على عمق العلاقة وأهمية التواصل بين الطرفين.
وتكشف المصادر، أن ثمة تواصلاً روسياً-إسرائيلياً وروسيا-أميركياً، وأن موسكو تسعى لوقف إطلاق النار، لكنها لن تكون مجرد شرطي، بل ستكون جزءاً من الحل على أن يكون لها دور أساسي، وهو ما تبدى في الآونة الأخيرة من خلال هذا الدور.
وأخيراً، تؤكد المصادر أن المساعي الروسية قائمة ومستمرة، وعوداً على بدء، فاللقاء حمل إشارات كثيرة لما يمثله الحريري، وبالتالي حرص موسكو على دوره ومتابعته العمل السياسي، ولقراءة البيانين الرسميين لكل من روسيا وزعيم المستقبل.
وجدي العريضي-النهار
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|