هوكشتاين يستلم كرة الموافقة اللبنانية على التسوية ليمررها إلى نتنياهو
اليوم، يتبيّن خيط التقدّم الأبيض نحو وقف إطلاق النار وتطبيق القرار 1701 من خيط الإخفاق الأسود، إن عمد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى المراوغة مجدداً، وإحباط كل مساعي إنهاء الحرب خدمة لبقائه في السلطة وإنقاذاً لنفسه من السجن، وقد بدا واضحاً أن إدارة الرئيس جو بايدن لا تثق به وترى أنه يفضّل المضي بالحرب لأن إنهاءها قد يسقط حكومته، وتعتبر أن الفجوة بين مرونة إسرائيل النسبية في لبنان وموقف نتنياهو في غزة تحبطها (إدارة بايدن).
اليوم يصل إلى بيروت المبعوث الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين لتسلّم الردّ اللبناني على المسوّدة الأميركية التي تمت صياغتها بإشراف من فريق الرئيس المنتخب دونالد ترامب تبعاً للمعلومات، وبموافقة من الإدارة الحالية. حزب الله كان ميّالاً إلى التعاطي بإيجابية مع بنود التسوية ولم يستخدم كلمة رفض، وفضّل استبدالها بكلمة ملاحظات طالت اللجنة المقترحة للإشراف على تطبيق القرار 1701، وبند "حق الدفاع عن النفس"، الذي يوقف العمليات العدائية على جانبي الحدود، ولا يفرض وقفاً نهائياً للحرب، كما أنه يبقي اليد الطولى لإسرائيل في الميدان اللبناني. وتشير المعلومات إلى أن الحزب رفض إشراك ألمانيا وبريطانيا في اللجنة المشرفة على تطبيق القرار الدولي.
هوكشتاين سيناقش مع الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي اللذين توليا صياغة الرد الرسمي الموقف اللبناني، قبل نقله إلى تل أبيب ومناقشته مع نتنياهو وأركان حكومته المعنيين بالحرب. ولأن المفاوضات انتقلت إلى المربع الجدّي للمرّة الأولى منذ الثامن من أوكتوبر العام الماضي، عندما فتح حزب الله حرب الإسناد لغزة، تواجه حكومة نتنياهو ضغطاً أميركياً مزدوجاً للقبول بوقف إطلاق النار، ففضل الذهاب نحو التصعيد في الميدان وتوسيع بقعة النيران لتطال بيروت بعدما كانت محصورة بالضاحية الجنوبية، مستأنفاً عمليات الإغتيال التي طالت يوم الأحد مسؤول الإعلام في الحزب الحاج محمد عفيف وقيادياً عسكرياً في شارع مار الياس، ولتمتد إلى ستة كيلومترات نحو بلدة شمع في الجنوب، في محاولة للسيطرة بالنار على الشاطىء الممتد من صور إلى الناقورة ما قد يشكّل نكسة للبنان وحزب الله معاً.
هل تنجح المفاوضات وتوضع نقطة على آخر سطر الحرب ويبدأ لبنان مرحلة جديدة يخرج فيها الحزب وسلاحه من جنوبي الليطاني وينتشر خمسة آلاف جندي لبناني بالتعاون مع قوات اليونيفيل لتبدأ بعد ذلك رحلة ترسيم الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل؟
يستبعد خبير عسكري أن تنجح المفاوضات "لأن الميدان لم يعطِ طرفي الصراع ما يرغبان به لفرض شروطهما على طاولة المتفاوضين، متخوّفاً من حرب طويلة الأمد".
ويقول الخبير لـ "ليبانون فايلز": "يجب أن نعرف ما الذي تريده الولايات المتحدة وإيران وإسرائيل من الحرب الدائرة على الأرض اللبنانية، مشيراً إلى أن تطبيق القرار 1701 دونه فروقات كبيرة بين أطراف النزاع، إذ يبدو أن لكل طرف قراءته الخاصة، فإسرائيل تريد أن تكون طرفاً في تطبيقه، من هنا تتمسّك بحق التصرّف العسكري متى ارتأت خطراً يهددها، والولايات المتحدة تريد نزع سلاح الحزب ليس فقط في منطقة جنوبي الليطاني، في حين تريد إيران وقف إطلاق النار مع احتفاظ الحزب بسلاحه". ويربط الخبير العسكري "بين المفاوضات وبدء الجيش الإسرائيلي المرحلة الثانية من العملية البرية وتوسيع تقدّمه لأن المرحلة الأولى لم تكن كافية لفرض شروطه".
ومع هذه القراءة الاستراتيجية للوضع الميداني يبقى علينا تتبع خطوات هوكشتاين من بيروت إلى تل أبيب، فإن نجح في تليين دماغ نتنياهو سينتقل إلى باريس حيث سيتمّ الإعلان عن وقف إطلاق النار برعاية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
الحدث - جاكلين بولس
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|