"منطقة عازلة وحصار بحري"... وزيرٌ إسرائيلي يرسم ملامح الاتفاق مع لبنان
في إطار المحادثات المستمرة حول التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، استناداً إلى المبادئ الأساسية للقرار 1701، قدم وزير الشتات ومكافحة معاداة السامية، عمحاي شيكلي، صباح اليوم الثلاثاء، مجموعة من المطالب التي يرى أنها ضرورية ليتم تضمينها في أي اتفاق مستقبلي مع لبنان.
وأعرب شيكلي عن قلقه من أن أي اتفاق قد يؤدي إلى مكاسب سياسية أو ميدانية لحزب الله، مؤكداً أن إسرائيل يجب أن تضمن أن هذا الموقف لن يتحقق بأي شكل من الأشكال. وشدد على أنه لا يمكن لإسرائيل أن تقبل أن يحقق حزب الله أي إنجازات من خلال اتفاق كهذا، وأكد على أن إسرائيل ستسعى لضمان مصالحها الأمنية والسياسية في أي تفاهم مستقبلي.
أكد شيكلي في تصريحاته أن إسرائيل لن تقبل بأن يحصل حزب الله على أي مكاسب جراء التفاوض على اتفاق لوقف إطلاق النار. وأضاف أن أي تسوية يجب أن تكون متوازنة ولا تؤدي إلى تعزيز موقف حزب الله أو تمكينه من استغلال الهدوء لتحقيق أهدافه السياسية والعسكرية.
من بين أبرز مطالب شيكلي، كان الإلغاء الكامل للاتفاق البحري الذي تم توقيعه بين إسرائيل ولبنان في عهد رئيس الوزراء السابق يائير لابيد. وأشار شيكلي إلى أن لبنان انتهك هذا الاتفاق "بشكل صارخ" في 8 تشرين الأول الماضي، عندما قامت القوات اللبنانية بالتحركات التي اعتبرها تهديداً للاتفاق. وأضاف أن هذا الاتفاق يجب أن يُلغى في أي تسوية محتملة، وذلك لضمان عدم استغلال حزب الله لهذه الاتفاقية لصالحه.
وطالب شيكلي بإبعاد قوات حفظ السلام الدولية التابعة للأمم المتحدة (اليونيفيل) من مناطق جنوب لبنان. وبرر مطالبته هذه قائلاً إن قوات اليونيفيل "فشلت فشلاً تاماً في أداء مهامها"، مشيراً إلى أن هذه القوات أصبحت في الواقع قاعدة لجمع المعلومات الاستخباراتية لصالح حزب الله. وأضاف أنه من الضروري إعادة تقييم دور اليونيفيل في المنطقة، بما يتماشى مع المتطلبات الأمنية الإسرائيلية.
في خطوة أخرى مثيرة للجدل، طالب شيكلي بتأكيد استمرار التواجد العسكري الإسرائيلي في مناطق داخل الأراضي اللبنانية. وقال إن "الجيش الإسرائيلي يجب أن يحتفظ بمنطقة عازلة ضيقة في المناطق الحيوية"، لتوفير "سيطرة نارية ورؤية مراقبة" للبلدات الإسرائيلية. وأوضح أنه يجب على إسرائيل أن تسيطر على مناطق استراتيجية مثل مرتفعات الحماميس شرقاً، ومرتفعات النبي العوادي، ومرتفعات الشاكيد، بالإضافة إلى مرتفعات السُّلم. واعتبر شيكلي أن هذه المناطق يجب أن تبقى تحت السيطرة الإسرائيلية الدائمة لضمان الأمن والاستقرار.
وعن التقدم الذي حققته إسرائيل في العمليات العسكرية ضد حزب الله، قال شيكلي: "سلسلة الضربات التي وجهت إلى قيادات حزب الله والعمليات البرية حققت مكاسب عملياتية هائلة، ولا يمكن بأي حال من الأحوال التنازل عنها مقابل هدوء زائف يشبه طبق عدس".
وأضاف: "لقد تعلمنا من التجارب السابقة تكلفة شراء الهدوء في أسواق الشرق الأوسط"، في إشارة إلى أن إسرائيل يجب أن تكون حذرة في أي اتفاق مستقبلي لضمان ألا يؤدي إلى تدهور الوضع الأمني مرة أخرى.
تُظهر تصريحات وزير الشتات ومكافحة معاداة السامية، عمحاي شيكلي، أن إسرائيل تواصل موقفها المتشدد في المفاوضات حول وقف إطلاق النار مع حزب الله. ورغم الضغوط الدولية والمحلية التي قد تدفع نحو التهدئة، يظل شيكلي مؤمناً أن أي اتفاق يجب أن يضمن تعزيز الوضع الأمني الإسرائيلي دون منح حزب الله أو لبنان أي مكاسب، كما يجب أن يعزز موقف إسرائيل الاستراتيجي في المنطقة.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|