وقف إطلاق النار بتنقيح محلّي... استجماع القدرات لتجديد القتال بدلاً من إنهاء الحرب...
حزب الله بين غياب نصرالله واستمرار المعركة: مقاربة خاطئة تعني كارثة
في خضم الحرب الإسرائيلية الجارية وما قد يليها، يشكل موضوع مقاربة وضع حزب الله تحدياً خطيراً يتطلّب حساسية ودقة كبيرة. أي قراءة خاطئة لواقع الحزب أو استشراف لمستقبله قد تؤدي إلى كوارث سياسية وعسكرية، خصوصاً مع غياب الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله عن المشهد.
الثابت لدى خصوم وحلفاء الحزب وما يتقاطعون من حوله، ان السيد نصرالله كان بفضل مهاراته الاستثنائية في قيادة المسارَين السياسي والعسكري، ركيزة أساسية في توظيف المعطيات الميدانية والسياسية لتحقيق مكاسب استراتيجية. غيابه، الذي شكّل صدمة في الداخل والخارج، لم يؤدِّ كما كان يتوقع الإسرائيليون وحلفاؤهم إلى انهيار الحزب أو تفكك بنيته. بل على العكس، أظهرت التطورات أن السيد نصرالله أعدّ العدة لمرحلة ما بعد اغتياله، كما دلّت العمليات الكبرى التي بدأت بعد الغياب، مما أكد أن استمرارية الحزب لا تعتمد على شخص واحد بل على منظومة متماسكة قادرة على ملء الفراغ.
في مسألة التخطيط لمرحلة ما بعد نصرالله، تقول اوساط سياسية لبنانية رفيعة عبر "ليبانون فايلز" ان "الاحداث تثبت أن السيد نصرالله أدرك منذ فترة طويلة طبيعة المخاطر المحدقة به، وعمل على بناء شبكة قيادية وسياسية تكفل استمرارية الحزب في أي ظرف. ظهور العمليات النوعية بعد غيابه، واستمرار الحزب في استعراض قوته على جبهات متعددة، دليل على أن الإعداد كان محكماً وأن الحزب لم يفقد بوصلته السياسية والعسكرية".
عمليا وبحسب الاوساط، "هذا الواقع صدم إسرائيل، التي كانت تراهن على تفكك حزب الله عند غياب قائده. بدلاً من ذلك، تعززت صورة الحزب ككيان مؤسسي راسخ، لا يعتمد على القيادة الفردية بقدر ما يعتمد على بنيته التنظيمية ومنهجيته الاستراتيجية التي تراكمت عبر عقود".
على مستوى الميدان والسياسة وتوازن الحضور والقرار، تؤكد الاوساط انه "من الثوابت المؤكدة أن حزب الله لن ينتهي بغياب قائده، فهو حاضر في الميدان السياسي كما هو في الميدان العسكري. هذا الحضور المزدوج يعطي الحزب قوة تفاوضية غير مسبوقة، ففي المعادلات الإقليمية والدولية، يظل الميدان هو الفيصل في تحديد من يمتلك القرار على طاولة التفاوض، وحزب الله يدرك جيدا كيفية إدارة هذه اللعبة لصالحه".
وتتناول الاوساط ما أسمته "كارثة المقاربة الخاطئة"، وتحذّر من "أي مقاربة متسرعة أو غير مدروسة لواقع حزب الله في هذه المرحلة الحساسة، سواء من الداخل اللبناني أو من الخارج، ستكون مكلفة للغاية. فالاستنتاجات المبنية على الرغبات أو الحسابات الضيقة بدلا من الوقائع الميدانية ستؤدي إلى كارثة. حزب الله لا يزال يشكل رقماً صعباً في المعادلة اللبنانية والإقليمية، وغاب نصرالله أو لم يغِب، فإن الحزب يمتلك قدرة على التأقلّم والمناورة تتيح له الاستمرار بقوة".
وترى الاوساط ان "حزب الله هو منظومة متكاملة قادرة على تجاوز الضربات والغيابات، ووجوده في الميدان والسياسة يضمن له الاستمرارية. الميدان هو الحَكَم، ومن يملك الكلمة فيه يفرض نفسه على كل الطاولات. أي قراءة غير دقيقة لهذا الواقع ستؤدي إلى كارثة ليس فقط على المستوى المحلي، بل على مستوى المنطقة بأسرها، المطلوب ليس فقط فهم حزب الله، بل فهم المرحلة المقبلة التي قد تحمل مفاجآت غير محسوبة في ظل الحرب الجارية".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|