عن أيّ استقلال تتحدثون؟
سمعت البعض في ذكرى الاستقلال يتحدث عن الاستقلال الثالث، مشيراً إلى أنّ ما يحصل في لبنان اليوم مقدّمة لتحقيق هذا الاستقلال. وسمعت البعض الآخر يتحدث عن أهمية الاستقلال الأول وأبطاله الذين سُجنوا في قلعة راشيا. فيما سمعت أيضاً من يصف أنّ ما حصل في 14 اذار 2005 كان الاستقلال الثاني.
دعوني أخالف التوجهات الثلاثة لأقول في كل هذه المحطات التي تسمونها بالاستقلال لم نشهد كلبنانيين استقلالاً في أيّ منهم؛ فالاستقلال يبدأ بالنفوس وليس بالصور الاستعراضية.
دعوني أسألكم عن قضاء مستقل، وعن قطاع تعليمي مستقل، وعن سياسيين وأحزاب مستقلة، وأخيراً عن مواطن مستقل. كل هؤلاء يقع تحت الاحتلال لأنه رهن نفسه إمّا إلى مال يسعى خلفه أو إلى جهة خارجية ارتهن إليها وبات ينفذ أجنداتها، أو إلى تخلٍ فردي عن الحقوق الواجبة التي علينا كأفراد أن ندافع ونقاتل من أجلها.
لو حققنا الاستقلال في أيّ من كل تلك المحطات لما كنا وصلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم، حيث يتفاوض الخارج مع الخارج علينا، ويتحدث الخارج مع الخارج باسمنا. فيما المسؤولون عندنا لا يدرون شيئاَ ولا يملكون شيئاً سوى الثروات التي نهبت من جيوبنا.
الاستقلال يبدأ عندما يتمسك المواطن بمواطنيته، ويتمسك القاضي باستقلاله، ويعمل السياسي من أجل مصالح بلده وليس مصالح الآخرين على حساب بلده.
الاسنتقلال يا سادة هو فعل يومي على مدار السنة، وليس يوماً واحداً مخصّص للاحتفال. لعل الحسنة الوحيدة لهذه الايام الصعبة أننا لن نشاهد السياسيين وهم يحتفلون بالاستقلال، لأننا مللنا تكرار الكذبة الكبرى التي تقول إننا دولة مستقلة.
بقلم : (البروفيسور إيلي الزير)
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|