لبنان في المرتبة الأخيرة حالياً وهو يحتاج الى مزيد من الوقت!...
عدّاد الفراغ بدأ بتسجيل الأيام، والأسابيع، وربما الأشهر والسنوات، اعتباراً من يوم أمس، وسط جوّ دولي محموم، ومنطقة غير مستقرّة أمنياً تماماً، رغم الاتّفاقات الأميركية مع إيران التي أسفرت عن إيجابيات سياسية في العراق، كما في ملف الترسيم البحري الجنوبي في لبنان.
فهل ننتظر أن تستقيم أوضاع المنطقة كلّها، قبل أن نتمكّن من انتخاب رئيس، وتشكيل حكومة لبنانية "أصيلة"؟ أو هل ننتظر نهاية الحرب الروسية على أوكرانيا، قبل أن ننجح في إتمام استحقاقاتنا الداخلية الضرورية؟
الأكثر ارتفاعاً
تشير بعض المعطيات الى أن الرئيس اللبناني الجديد، لن يكون إلا من جوّ فريق محور "المُمانَعَة"، وذلك بموافقة أميركية ضمنيّة، تتماشى مع النّضوج التدريجي لظروف التوقيع على الاتفاق النووي مع إيران بعد الانتخابات "النّصفية" الأميركية، وتنسجم مع الاتّفاق الأميركي مع طهران حول الترسيم البحري الجنوبي في لبنان.
وتعاكسها معطيات أخرى، تؤكد أن الرئيس اللبناني الجديد لن يكون إلا سيادياً، وربما الأكثر بُعْداً عن السياسة الإيرانية، خصوصاً بعد التطوّرات الجديدة التي برزت في الحرب الروسية على أوكرانيا، وهي انخراط طهران عسكرياً الى جانب موسكو في تلك الحرب، الذي سيتحكّم بالسياسة الخارجية للولايات المتحدة الأميركية في أكثر من ملفّ.
وبين هذا الرأي، وذاك، من سيكون صاحب الحظوظ الرئاسية الأكثر ارتفاعاً في لبنان؟
قبل لبنان
أكد مصدر واسع الاطلاع أن "العودة الى الاتّفاق النووي مع إيران مُمكِنَة، رغم الانخراط الإيراني مع روسيا بالحرب في أوكرانيا. ولكن لا بدّ أولاً من انتظار الفريق الفائز في الانتخابات "النّصفية" الأميركية".
وشدّد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" على أن "لا أحد متفرّغاً للبنان في العالم اليوم، وذلك على عكس الأجواء التي ترشح من هنا أو هناك، أو من بعض العواصم الكبرى أحياناً كثيرة، والتي تُفيد باستعجال أجنبي على حلّ الأزمة اللبنانية، وعلى إنجاز الاستحقاقات اللبنانية قبل أي شيء آخر في المنطقة. فهذا غير صحيح، ويوجد الكثير من الملفات الإقليمية التي تشكّل أولوية بالنّسبة الى الدول الكبرى، قبل لبنان".
الاستقرار
وأوضح المصدر:"الجميع ينتظرون كيفيّة تطوّر العلاقات الإيرانية - السعودية، وحلول الأزمة اليمنيّة، ومن ثم العراقية. فما سبق من ملفات يأتي حُكماً قبل حلّ المشاكل اللبنانية لأسباب عدّة، أهمّها أنها ترتبط مباشرة بمستقبل العلاقات بين طهران والرياض، بينما لبنان لا. وحتى إن تلمُّس تداعيات الخلافات الأميركية - السعودية على الشرق الأوسط عموماً، يتقدّم على النّظر الى الملف اللبناني".
وختم:"يبقى لبنان في مرتبة الاهتمام الأخير، في الوقت الراهن، خصوصاً بعد الانتهاء من إنجاز اتّفاق الترسيم البحري الجنوبي. فالملف اللبناني يحتاج الى مزيد من الوقت، لا سيّما على وقع مراجعة واشنطن علاقاتها مع الرياض. فهذا أمر جديد، وبالغ الأهميّة، على مستوى المنطقة والعالم. ولكن المهمّ بالنّسبة الى لبنان، هو اتّفاق الولايات المتحدة الأميركية والسعودية على حفظ الاستقرار فيه، وهذا أمر ثابت".
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|