صواريخ حزب الله تستهدف "بشكل مباشر" موقعين في كريات شمونة (فيديو)
حزب الله "على طريق الليطاني"
ستنتهي هذه الحرب، بعد ساعاتٍ أو أيّامٍ أو أسابيع أو أشهر، لتبدأ حربٌ جديدة لا تقلّ ضراوةً عنها، بل قد تكون أكثر خطورة، إذ ستدخل بيوتنا وشوارعنا، ناهيك عن مواقع التواصل الاجتماعي التي تكثر فيها المتاريس والأحقاد ويندر فيها صوت العقل.
هذه الحرب المنتظرة عنوانها الأساس: "الانتصار". من انتصر في الحرب وكيف؟ لا نبالي بما يقوله الإسرائيلي. هو عدوٌّ. ولكن، أن يسارع البعض، فور الإعلان عن قرب التوصّل الى وقف إطلاق النار، إلى إعلان الانتصار، بينما مئات الشهداء ما يزالون تحت الأنقاض، وعشرات آلاف المنازل مهدّمة، وعدّاد الشهداء الرسمي اقترب من الأربعة آلاف، يُضاف اليهم أضعافٌ ممّن فقدوا عيناً أو رجلاً أو يداً، فإنّ ذلك يشكّل مزيجاً من الغباء والوقاحة.
دخلنا الحرب لمساندة غزة، فلا ساندناها ولا حميناها، بل دُمّر جزءٌ من لبنان تماماً كما حصل في غزة. وقلنا إنّنا لن نتفاوض تحت النار، ففاوضنا "أمريكا" المسمّاة "الشيطان الأكبر" ووافقنا على ورقتها، وسلّمنا بالانسحاب من الجنوب، وتراجعنا عن شعاراتٍ دفعنا ثمنها أرواحاً وخسائر اقتصاديّة بعشرات المليارات، ووافقنا على تشكيل لجنة مراقبة تشاركها فيها الولايات المتحدة الأميركيّة... ومع ذلك انتصرنا.
بات جنود العدوّ في عددٍ من القرى الجنوبيّة، وفي الأمس التقط بعضهم "فيديو" وهم يدنّسون كنيسة دير ميماس، وقبلها رفعوا أعلامهم على أرضنا، وفجّروا المنازل ودمّروا المساجد، وتسبّبوا بنزوح ما يقارب المليون شخص نام بعضهم في العراء، أو في غرف المدارس، ويعانون من البرد وينتظرون مساعداتٍ من جمعيّاتٍ ومحسنين… ومع ذلك انتصرنا.
خسر حزب الله قيادته، وعلى رأسها الأمين العام التاريخي، وخسر معه ما رفعه من شعاراتٍ، منها توازن الرعب، وسقطت نظريّة عدم تجرّؤ الإسرائيلي على شنّ حرب، وكلام السيّد حسن نصرالله عن القدرة على تدمير المصانع في شمال فلسطين المحتلّة في ساعةٍ واحدة… ومع ذلك انتصرنا.
قد تطول لائحة انكساراتنا في هذه الحرب التي خضناها "على طريق القدس"، فبتنا أبعد عن القدس من أيّ وقتٍ مضى، لا بل أصبحنا نحلم بالعودة الى ما بعد الليطاني. فهل نعلن بعد انتصاراً، أم نعترف ونمضي نحو الخروج ممّا بلغناه، لا بالشماتة من فريقٍ ولا بالترويج لانتصارٍ وهميّ من فريقٍ آخر، بل ببناء دولة محايدة عن الصراعات، وخارجة عن المحاور، وتعتني بأبنائها حصراً، لا بالسوري حين يواجه حرباً في داخل بلده، ولا باليمني حين ينقسم وطنه، ولا بالغزّاوي حين يعلن حرباً ضدّ المحتلّ تنتهي بكوارث…
ستنتهي هذه الحرب، فارحمونا من غباء المغرّدين انتصاراً. كلامكم جريمة تعادل ما ارتكبه العدوّ.
داني حداد -موقع mtv
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|