خشية من ملحقات سرية مقابل "شراء السلطة"
مع تكريس نهاية أشرس وأعنف الحروب الإسرائيلية على لبنان، ينتقل الإهتمام من وقف إطلاق النار إلى الإتفاق الذي سمح بإنهاء هذه الحرب، وضمناً التطبيق الشامل للقرار الدولي 1701 وانسحاب "حزب الله" إلى ما وراء الليطاني، وانتشار الجيش في الجنوب وصولاً إلى لجنة مراقبة وإشراف على حسن سير الإتفاق برئاسة الولايات المتحدة الأميركية.
ما بعد وقف إطلاق النار، سيفتح الباب أمام العديد من التأويلات لمضمون الإتفاق الذي نجح الموفد الأميركي آموس هوكستين في إنجازه، كما أنه يطرح المخاوف ممّا قد يتضمنه من ألغام تتعلق بما سيكون عليه الواقع الميداني الجنوبي، حيث لا يُخفي محلل عسكري توقعاته بأن ينعكس الواقع الحالي في العراق على لبنان، بمعنى أن يأتي تطبيق الإتفاق وورقة الضمانات الأميركية لإسرائيل، مخالفاً لكل التوقعات، بحيث يكون وضع لبنان مشابهاً لوضع العراق، الذي وقع معاهدةً مع الولايات المتحدة، وبات عاجزاً اليوم عن الخروج منها.
ويتحدث المحلل العسكري ل"ليبانون ديبايت"، عن "واقعٍ سيء في العراق، الذي يتعرض اليوم لخطر الإعتداءات الإسرائيلية في ضوء التحذيرات والتهديدات المتتالية باستهدافه رداً على إطلاق مسيرات وصواريخ من أراضيه باتجاه إسرائيل، فالعراق لا يملك أي دفاعٍ جوي، كما أنه يقوم بشراء الدبابات بالتقسيط بعدما كان لديه 4 ألآف دبابة".
لكن الأخطر في هذا الواقع والذي قد يصبح واقع لبنان مشابهاً له، بحسب ما يكشف المحلل ذاته هو "ملحقات المعاهدة الموقعة مع الولايات المتحدة، والتي تسمح للتحالف الدولي، بأن يجول في سماء العراق، وفق اتفاقيات سرية غير معلنة، سمحت اليوم للطيران الإسرائيلي بالتجول في أجواء العراق، حيث تحلق يومياً 14 طائرة استطلاع إسرائيلية من دون أن يعترض العراق، وهنا، تأتي الخشية من أن نصل في لبنان وبسبب الغموض وما لم يُعلن عنه في الإتفاق، إلى اتفاقات سرية شبيهة، بعدما رأينا تنازلات إسرائيلية".
ويتركز الخوف، وفق المحلل، من أن يتحول "التعهد الأميركي لإسرائيل بورقة ضمانات بين الطرفين ما زال مضمونها مجهولاً، إلى ملحقات سرية لاتفاق وقف النار، تمت الموافقة عليها ومن ثم إخفاءها عن الرأي العام، مقابل شراء السلطة، علماً أنها قد تحمل في مضمونها موافقةً على الشروط الإسرائيلية، وهي معادلة باتت متّبعة في بعض الأنظمة في المنطقة، لأن المهزوم لا يحق له فرض شروطه".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|