بين غارة أو تفجير "مخلفات"... دخان أبيض في البيسارية (فيديو)
حزب الله يواجه "خسائر فادحة"... ويُحدّد أولوياته!
ذكرت وكالة "رويترز" في تقرير لها، أن حزب الله يواجه تحديات كبيرة بعد الهجوم الإسرائيلي الأخير الذي أسفر عن خسائر كبيرة في صفوفه.
ووفقًا لمصادر داخلية، يقدر عدد الشهداء من مقاتلي الحزب في الأشهر الأربعة عشر الماضية بالآلاف، حيث سقط العدد الأكبر منهم منذ بدء الهجوم الإسرائيلي في أيلول.
وأوضحت الوكالة، نقلاً عن أربعة مسؤولين كبار في حزب الله، أن الأولويات الحالية للحزب تشمل دفن الشهداء وتقديم الإغاثة لأنصاره الذين تحملوا العبء الأكبر من الهجوم الإسرائيلي.
كما أكدت أن القيادة العليا للحزب لا تزال تحت تأثير صدمة اغتيال زعيمه السابق حسن نصر الله، بالإضافة إلى التدمير الشامل للضاحية الجنوبية لبيروت وقرى الجنوب اللبناني.
وبناءً على التقرير، فإن حزب الله يواجه ضرورة إعادة بناء هيكله التنظيمي بالكامل، والتحقيق في الثغرات الأمنية التي سمحت لإسرائيل بتنفيذ ضربات موجعة، بالإضافة إلى مراجعة الأخطاء التي ارتُكبت أثناء الحرب، ومنها التقليل من شأن القدرات التكنولوجية الإسرائيلية.
وفي السياق نفسه، أعلنت القناة "14" الاسرائيلية، أن حزب الله بدأ في إحصاء خسائره البشرية والمادية بعد انتهاء الحرب الأخيرة مع إسرائيل، حيث تشير التقديرات إلى أن الحزب فقد حوالي 4000 مقاتل وناشط خلال 14 شهرًا من القتال.
هذا الرقم يعتبر أكبر بأكثر من عشرة أضعاف خسائره البشرية في حرب 2006، وهو ما يعكس حجم الدمار الذي تكبده الحزب نتيجة الهجوم الإسرائيلي.
كما تسببت الغارات الإسرائيلية في تدمير واسع في جنوب لبنان والضاحية الجنوبية لبيروت، حيث تشير التقارير إلى أن حوالي 99 ألف منزل دُمّر بالكامل أو تضرر جزئيًا. وقد قدّر البنك الدولي تكلفة إعادة الإعمار في لبنان بنحو 2.8 مليار دولار، في ظل الدمار الواسع الذي لحق بالبنية التحتية والمرافق الحيوية.
ومع دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، يركز حزب الله الآن على إعادة بناء هيكله التنظيمي وتعزيز قياداته بعد فقدان العديد من قادته البارزين. كما يقوم الحزب بالتحقيق في الثغرات الأمنية التي استغلتها إسرائيل لتنفيذ ضربات دقيقة وعمليات اغتيال ناجحة ضد قياداته، بالإضافة إلى مراجعة استراتيجياته القتالية والتكتيكات التي استخدمها خلال النزاع.
من جهة أخرى، أسفرت الحرب عن نزوح أكثر من مليون شخص من جنوب لبنان، بينما بدأ الآلاف منهم في العودة إلى منازلهم التي دُمّرت جزئيًا أو كليًا، وخاصة المنازل التي كانت تُستخدم لتخزين الأسلحة والصواريخ.
وفيما يتعلق بالعمليات العسكرية، نفذ حزب الله أكثر من 4637 عملية ضد إسرائيل خلال فترة النزاع، شملت إطلاق 105 صواريخ وطائرات مسيرة على أهداف عسكرية واستراتيجية داخل إسرائيل.
ولفت الحزب الى أنه تمكن من تدمير العديد من الآليات العسكرية الإسرائيلية وأسقط طائرات مسيرة ومروحية قتالية، في إشارة إلى أن الحرب لم تكن لصالح طرف واحد فقط.
حسن فضل الله، النائب البارز في حزب الله، أكد أن الأولوية الآن هي "للشعب". وقال: "توفير المأوى، إزالة الأنقاض، وداع الشهداء، ثم إعادة البناء هي أولوياتنا". كما أشار إلى أن الهجوم الإسرائيلي استهدف بشكل رئيسي معاقل حزب الله، ما أدى إلى تدمير منازل وتشريد أعداد كبيرة من السكان.
وأكد التقرير أن إيران، التي أسست حزب الله عام 1982، تعهدت بتقديم الدعم لإعادة الإعمار. حيث قدر البنك الدولي تكلفة الأضرار في لبنان في قطاع الإسكان وحده بنحو 2.8 مليار دولار. كما حث رئيس مجلس النواب نبيه بري، المغتربين الشيعة على تقديم الدعم المالي للنازحين.
من جانب آخر، أكد الخبراء الذين تحدثوا مع "رويترز" أن حزب الله يعتزم الحفاظ على سلاحه، وهو ما أحبط آمال معارضيه اللبنانيين الذين توقعوا أن تؤدي ضغوط الحرب إلى تسليمه للدولة.
وقال فضل الله إن "المقاومة ستستمر"، مشيرًا إلى أن صمود مقاتلي الحزب في الجنوب وزيادة الهجمات الصاروخية في نهاية النزاع يعتبران دليلاً على أن إسرائيل لم تحقق أهدافها.
ومن الجانب الإسرائيلي، أشار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى أن الحملة العسكرية أضعفت حزب الله لعقود، مشيرًا إلى اغتيال قادته البارزين، وتدمير معظم صواريخه، وتحجيم بنيته التحتية قرب الحدود. كما أشاد دبلوماسيون غربيون ومسؤولون أميركيون بالضعف العسكري والسياسي لحزب الله في الوقت الراهن.
أما عن شروط وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان، فقد نصت على عدم وجود أي وجود عسكري لحزب الله في المنطقة الواقعة بين الحدود الإسرائيلية ونهر الليطاني. ورغم ذلك، تشير التقارير إلى أن الحزب لا يزال يحتفظ بقدرات قتالية كبيرة.
أخيرًا، أشار التقرير إلى أن حزب الله بدأ في تقديم مساعدات مالية للمتضررين من التصعيد منذ أيلول، مع وعود بمزيد من الدعم من إيران. كما أكد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي أن "إعادة الإعمار واجبنا تجاه لبنان الجريح"، مشيرًا إلى التزام إيران المستمر في دعم حليفها الأساسي في المنطقة.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|