بري يسحب دعوته للحوار.. والجلسة النيابية اليوم «لزوم ما لا يلزم»

ينعقد مجلس النواب اللبناني اليوم الخميس، بناء على دعوة رئيسه نبيه بري، لمناقشة رسالة الرئيس السابق للجمهورية ميشال عون، المطالبة بسحب تكليف رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بتشكيل حكومة جديدة، أو اعتذاره عن عدم التشكيل، ما لم يتعذر اكتمال النصاب، بحضور 86 نائبا كما يلوح في الأفق منذ أمس.

وستناقش الكتل النيابية الرسالة، لكنها لن تكون ذات مفاعيل دستورية، لأنه لا صلاحية لمجلس النواب في سحب التكليف كون الحكومة مستقيلة حكما.

وهي تقوم الآن بدور مصرف للأعمال، فضلا عن ان التكليف انتهى مفعوله، بانتهاء ولاية الرئيس الذي وقع مرسومه. أما لجهة تصريف الأعمال، فإن الحكومة تقوم بعملها وفق الدستور.

وبالنسبة للحوار الذي دعا إليه رئيس المجلس، فقد اعتذر في بيان لمكتبه الإعلامي عن عدم متابعة هذا التوجه، نتيجة الاعتراض والتحفظ، لاسيما من كتلتي «القوات» و«التيار الحر».

وقد وصف النائب أشرف ريفي، رسالة عون إلى بري، بالرسالة «المسمومة». ودعا الى انتخاب رئيس في أسرع وقت، وحث النواب على عدم إضاعة البوصلة، كما كان يريد عون الذهاب إلى منطق مذهبي يرضي أسياده، وأكد على ترشيح ميشال معوض.

غير أن صحيفة «الأخبار» القريبة من حزب الله تحدثت عن مرشحين كبيرين للرئاسة هما سليمان فرنجية وقائد الجيش العماد جوزاف عون.

بالنسبة لفرنجية يقود الرئيس بري تحالفا لانتخابه بموافقة صريحة من حزب الله، وضمنية من وليد جنبلاط وبعض المستقلين، على أن يحصل على غطاء البطريركية المارونية.

أما بالنسبة للعماد جوزاف عون فترى الصحيفة انه يحظى بدعم الولايات المتحدة الأميركية. وخلصت الصحيفة الى توقع مقايضة سياسية، على أساس فرنجية رئيسا للجمهورية ونواف سلام رئيسا للحكومة، لكن ثمة معطيات سياسية وأمنية ترى في قائد الجيش رجل المرحلة الأنسب.

وفي مطلق الأحوال، فجلسة اليوم النيابية، ستشكل مناسبة لتظهير اصطفافات النواب ولتصفية الحسابات بين رئيس التيار الحر جبران باسيل وبين ميقاتي وبري، الذي بينه وبين باسيل الكثير الكثير، وآخره وصف المعاون السياسي للرئيس بري، النائب علي حسن خليل باسيل بـ «البلطجي السياسي»، والذي لم يخرج من حالة الإنكار والهروب من مسؤولية التعطيل.

وقال: «إن من هزم نفسه وعمه وبلده وتياره، لا يحق له مقاربة مفهوم الهزيمة هو ورئيسه».

وكان باسيل وصف الرئيس بري بـ «البلطجي» ولم يعتذر، وهنا يقول خليل: «هذه صفة باسيل، وهو لا يكذب فقط، بل يبرر قناعة اللبنانيين بأنه وحده البلطجي السياسي والمالي الفاسد...».

وفي مقابلة مع قناة «الجديد»، قال باسيل: «لو كانت هناك جدية في التعامل مع رسالة الرئيس عون، لكان نقاشها تم يوم الاثنين» قبل انتهاء ولاية الرئيس عون، لا الخميس بعد انتهائها. وأضاف: «سيكون لنا كلام نقوله في الجلسة».

وخلافا لتسريبات من بعض عناصر تياره، أعلن باسيل، انه ليس مرشحا، مبررا بالقول: «أنا أذكى من أن أفعل.. أنا مع فكرة الوصول إلى رئيس توافقي، لنوفر على البلد العذابات التي يمكن أن يتعذبها.

فلنذهب إلى رئيس يمكن ان يطمئن حزب الله، ويطمئن أيضا السنة، نرفض أن يشعر السنة، وكأنهم في حالة استضعاف، ويطمئن المسيحيين الى تمثيلهم».

وعن العلاقة مع الرئيس بري، ذكر باسيل بقول رئيس المجلس اثر انتخاب الرئيس عون: «الله لا يخليني إذا خليته يحكم..».

ورفض الرئيس بري هذا الاتهام، وقال لـ«النهار» البيروتية، ان هذا الكلام ليس من أدبياته، إلا انه حذر، بعد 4 أيام من انتخابه، «من انتخاب رئيسين للبلاد، ميشال عون وجبران باسيل».

بري سيعطي الكلام في جلسة اليوم اذا انعقدت الى الرئيس ميقاتي لتقديم شروحاته في موضوع سحب التكليف الوارد في رسالة عون.

أما باسيل فنفى أن يكون هو وراء العرض الذي حمله موفد رئاسي الى الرئيس ميقاتي للمسير بالحكومة في آخر لحظة من عمر الولاية قبل توجهه الى الجزائر، وهو ما رفضه ميقاتي.

لكن المكتب الإعلامي لرئيس حكومة تصريف الأعمال، استغرب هذا النفي وأكد عليه بإصرار.

وبإلقائه كلمة لبنان في قمة «لم الشمل العربي»، يدشن ميقاتي عمله كرئيس حكومة تصريف أعمال في مرحلة الفراغ، بالمشاركة في أكبر حدث عربي جامع، حيث تلقى أول تأييد للحكومة اللبنانية الحالية، من خلال سلسلة لقاءات رسمية مع أمير قطر صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد، حيث عرض ميقاتي معه التطورات في لبنان والمنطقة، وتمنى الأمير أن يتجاوز لبنان الصعوبات الراهنة ويتم انتخاب رئيس الجمهورية في أسرع وقت ممكن. كما اجتمع ميقاتي مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط.