الصحافة

كيف يرى المعارضون في طرابلس “ردع العدوان” السوريّ؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

تعيش سوريا لحظات عسكرية عصيبة يرى المعارضون أنّها أعادت إحياء عصب “الثورة” فيها من جديد، فهذه البقعة التي تشهد صراعات عدّة أخمدت روح فصائل المعارضة المسلّحة وغيّبتها لأعوام وبدرجة كبيرة لم يتوقّعها المراقبون الذين اعتقدوا أنّ المعارضة باتت فعل ماضٍ وغير موجودة أساساً بغياب ملامحها وفتور نشاطها، تُسجّل حركة صادمة وغير مسبوقة عبر جماعات تتزّعمها “هيئة تحرير الشام” ضدّ النّظام السوريّ، والتي أسقطت في غضون يوميْن أيّ بعد انتهاء عدوان لبنان مباشرة، أكثر من 250 قتيلاً حسب “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، في وقتٍ يُتابع فيه المئات من المعارضين شمالاً (من حقوقيين، سوريين وطرابلسيين) هذه الأحداث “لحظة بلحظة”.

المواجهات التي سُمّيت بـ “ردع العدوان”، وحقّقت تقدّماً سريعاً لا يُمكن تخطّي تداعياته أو مسبّباته، ما زالت “قيْد البحث” وفق شهادة معارضين سوريين (كانوا أو ما زالوا في طرابلس، الملجأ الآمن لهم بعد الحرب) الذين تراجعت أعدادهم بوضوح خلال الأعوام الماضية، بعد تقلّبات المشهد السياسيّ و”الدّهر” عليهم، وسفرهم إلى الخارج للبدء بحياة جديدة.

على ما يبدو أنّ تفكير المعارضة شمالاً اليوم، يختلف عن الأعوام الماضية، خصوصاً وأنّ الأحداث الأخيرة تتزامن مع ظروف حسّاسة ضمن منطقةٍ تحوّلت فيها الحرب من إسناد إلى استنزاف، الأمر الذي يدفعها إلى التفكير “بدل المرّة ألف” حول سبب عودة المظاهر المسلّحة حالياً ومباشرة بعد إعلان وقف إطلاق النّار في لبنان.

حقوقيّ طرابلسيّ يُتابع تطوّرات المعارضة السورية منذ اندلاع الأزمة، يلفت عبر “لبنان الكبير” إلى أنّ المنطقة تستعد لشرق أوسط جديد “قد يكون الرّئيس بشار الأسد من ضمنه وقد لا يكون، وعلى الرّغم من معارضتنا للنّظام ومعرفتنا ببطشه، إلا أنّ ما يحدث في سوريا لم يكن ليُنفذ من دون إشارة دولية تُحضّر المنطقة للمرحلة الجديدة التي قد لا يبحث الكثير من المعارضين عن أنفسهم فيها، وهم يخشون إبداء رأيهم في مسألة باتت واضحة وتدلّ على أنّنا بتنا بيد لعبة دولية تُريد إطاحة حكم، نظام أو البلاد لمصلحتها”.

وإذْ يُحذّر الحقوقي الشبان الطرابلسيين من الانجرار إلى فتنة وقعوا في شباكها سابقاً (لا سيما وسط نشر معطيات تُؤكّد توجّه شخصيات شمالية إلى تُركيا منذ فترة، أيّ الطرف الذي يتهمه البعض بإعادة المعارضة إلى الواجهة بالتحالف مع دولٍ أخرى)، يُشدّد على إيمانه بأنّ أهالي طرابلس واللبنانيين تعبوا من الحروب والصراعات، ولا يُريدون زجّهم من جديد في تهم الإرهاب التي لم يصدر الحكم فيها بعد، مؤكّداً أنّ الأحداث السورية ترتبط باحتمالات عدّة، منها: الرّغبة في إقصاء إيران عن المشهد السوريّ (وقد تكون بطلب من الأسد شخصياً أو بالاتفاق معه، أو بعد مراقبته مستجدّات المنطقة التي تُثبت ضعف إيران حالياً)، أو احتمال محاولة إيران استرداد قوّتها عبر منبر المعارضة من جديد، عبر اتخاذها من الارهاب ذريعة لبقائها، خلافاً للسيناريو الذي فرضته الممانعة ويُقحم بنيامين نتنياهو بالأمر “بعد خسارته في حرب لبنان وغزة” على حدّ قولها، ليتوّهم القارئ أنّ هذه التحرّكات تموّلها الاستخبارات الأميركية والاسرائيلية.

ومن عشرات المعارضين الموجودين في طرابلس ومعظمهم من حمص، إدلب، ودير الزور، يُؤكّد أحد أبناء حمص (يتنقّل بين تركيا وطرابلس) عبر “لبنان الكبير” تأييده ومتابعته للمعارك ميدانياً “حتّى ولو أدّت إلى التقسيم الذي يُعدّ أفضل من شبه دولة”، قائلاً: “ليس لدى السوريين ما يخسرونه، خصوصاً بعدما كانوا يرغبون في العيش بسلام، وقامت الثورة الحقيقية على هذا الأساس، ولا شكّ اليوم في أنّ أيّ طرف، لن يُدمّر البلاد كما فعل النّظام الذي لا يسمعنا، أمّا عن المعارضين، فعلمت من معارفي أنّهم يُحذّرون المدنيين من الاقتراب من خطوط التماس، أيّ أنّ كلّ عمل تخريبي من الآن فصاعداً، لن يكون إلّا بتخطيط النّظام الذي لديه سوابق بقصف المدنيين والتعدّي عليهم”.

يعرب (من حمص)، يرفض العودة إلى سوريا وذلك “بإرادته” وفق ما يقول، مشدّداً على مناصرته لكلّ ما كانت تقوم به المعارضة في سوريا سابقاً بغضّ النّظر عن النتيجة، “وقد يكون ما يحدث اليوم ناتجاً عن أمريْن: إمّا بسبب ضوء أخضر دولي لا سيما من الأتراك تحديداً للضغط على نظام الأسد، أو يأتي بعد إضعاف حزب الله في لبنان وسوريا وحساسية موقفه مع اتفاقية وقف إطلاق النّار والخفايا الكارثية التي تحملها، وفي كلّ الأحوال، اللاعب الاقليمي ما زال يخوض معركته والآن من سوريا، وما علينا سوى الانتظار لنرصد النتيجة، فبعد تسعة أعوام من التدخل العسكري الروسي في حربنا مثلاً، بدأت روسيا تسحب أسلحتها الثقيلة من البلاد، ما يُشير إلى خطورة الوضع، واليوم عجزنا عن اتخاذ قرار بتأييد الأمر أو معارضته، لأنّ عودة المعارضة واستسلام النّظام لم يكن معهوداً”.

أمّا ياسر من إدلب (وهو معارض أيضاً)، فيخشى اليوم ظهور المعارضة في سوريا “في يوم وليلة”، ويقول لـ “لبنان الكبير”: “الحرب على ما يبدو طويلة، وللأسف لم تنتهِ في سوريا ولا يُمكن فصلها عن جبهة لبنان، لكنّ الواقع يُؤكّد أنّ ما يحدث لا يخطر على بال أحد، إلّا المموّلين والمحرّكين الذين أصبحنا مثل لعبة الماريونيت بأيديهم”.

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا