الصحافة

"أنتانات" وليد جنبلاط هل لا تزال فعّالة؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

لا يزال كلام الزعيم الدرزي وليد جنبلاط نهاية شهر حزيران عن تسليمه اسلحة للحزب "التقدمي الاشتراكي" تم تجميعها في أحد المواقع في المختارة للجيش اللبناني، يطرح علامات استفهام كثيرة حول خلفية هذا القرار وتوقيته، خاصة انه يأتي في وقت تشتد الضغوط على حزب الله لتسليم سلاحه، كما في مرحلة حساسة جدا لدروز سوريا، في ظل تنامي النزعات الانفصالية والتقارب الحاصل بين زعاماتهم وبين "اسرائيل".

وكان لافتا ان اعلان جنبلاط عن تسليم السلاح وابلاغه رئيس الجمهورية بذلك، لم يقترن مع اي بيان رسمي لا من الرئاسة الاولى ولا من الجيش اللبناني ولا مع اي صور للتسليم، ما جعل البعض يشكك بحصول العملية، ووضعها في اطار بعث رسائل معينة في أكثر من اتجاه، الا ان مصدرا عسكريا أكد لـ"الديار" حصول هذه العملية، من دون اعطاء اي تفاصيل بخصوص كمية السلاح ونوعيته، علما ان جنبلاط نفسه كان قد تحدث عن سلاح متوسط وخفيف.

وتعتبر مصادر مطلعة ان ما يفترض التوقف عنده هو ان اعلان جنبلاط تم خلال مؤتمر صحافي، دعا خلاله حزب الله لتسليم السلاح، وقال فيه ان مزارع شبعا سورية، لافتة الى انه كان الوحيد الذي التقى المبعوث الاميركي توم بارّاك في زيارته السابقة الى بيروت، ويمتلك معطيات حول الوضع في لبنان والمنطقة اكثر من اي زعيم آخر. وتضيف المصادر "اعتبر جنبلاط انه وبقراره تسليم السلاح، الذي لا شك يبقى قسما من السلاح الذي يمتلكه "الاشتراكي" وليس كله، يضرب عصفورين بحجر واحد، اي يظهر بموقع الحريص على المصلحة اللبنانية العليا، ويؤكد انه يُقرن حديثه عن حصرية السلاح بالافعال، وبنفس الوقت يكون يُحرج حزب الله للقيام بخطوات مماثلة شمالي الليطاني، بعدما قرر التمترس بوجهه منذ مدة لاعتباره ان ورقته باتت اقرب للمحروقة، بعد اغتيال الامين العام السابق للحزب السيد حسن نصرالله".

وعند اطلاق "طوفان الأقصى" اصطف جنبلاط الى حد كبير الى جانب خيار الحزب باسناد غزة، وبدت العلاقة ممتازة بين الطرفين، الى حد اعتبرت قيادة حزب الله ومناصريه انه كان اوفى تجاههم من قوى اخرى وعلى رأسها "التيار الوطني الحر"، الذي عارض منذ البداية فتح جبهة الجنوب، لكن مواقف جنبلاط ما لبثت ان تحولت مع بدء "اسرائيل" عمليات اغتيال قياديي ومسؤولي الحزب.

وليس خافيا على أحد ان همّ جنبلاط ليس همّا داخليا حصرا، اذ تشكل التحولات الكبرى الحاصلة في سوريا ووضعية الدروز هناك الهمّ الاكبر له، في ظل النزعات الانفصالية المتزايدة لديهم، وبخاصة بعد المواجهات مع القوات التابعة للنظام السوري ودخول "اسرائيل" على الخط، لتسخين الوضع وحض دروز سوريا على الانفصال.

ويحاول جنبلاط ان يبقي على بعض من حضوره ودوره وموقعه بين دروز سوريا، خاصة بعد تنامي ادوار وزعامة كل من الشيخ حكمت الهجري والشيخ موفق طريف.

وتشير المصادر الى ان "المرحلة الحالية دقيقة جدا للمنطقة ككل، فكيف بالحري للاقليات فيها، ويبدو ان جنبلاط يخشى انخراط دروز لبنان باقتتال داخلي، في حال تطورت الأمور دراماتيكيا، وبخاصة في حال اصرار حزب الله على عدم تسليم سلاحه، لذلك اعتبر ان سحب السلاح من ايدي مناصريه يحمي الطائفة، خاصة وان كل المكونات اللبنانية باتت ضد حفاظ الحزب على سلاحه، ما يفترض ان يعني ان القيادة في حارة حريك لن تضع نفسها بمواجهة مع كل القوى اللبنانية".

بالمحصلة، ها هي "أنتانات" وليد جنبلاط لا تزال وكعادتها فعّالة، بعدما اشتهرت انها اول من يلتقط التحولات الكبرى، فهل تخدم مواقفه وقراراته الاخيرة دروز لبنان؟ ام تتركهم من دون عوامات في بحر المنطقة الهائج؟

بولا مراد -الديار

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا