تأبين نصر الله… تفكيك الهلال الشيعي
تأبين السيد حسن نصر الله، أمس، كان حدثاً يرمز الى الكثير بالسياسة. ثمة حقبة جديدة بدأت مع هزيمة “حرب الإسناد” وقبول “حزب الله” بتشليحه سلاحه، لتسقط فجأة نقطة إرتكاز “الهلال الشيعي”، بخسارة “ساحة لبنان”، ولتفرط حبة ثانية من “عنقود النفوذ الايراني” مع العملية المباغتة التي شنتها المعارضة السورية ضد نظام بشار الأسد، المحمي من موسكو وطهران، ونجحت خلالها في السيطرة السريعة على محافظة حلب الحيوية ويمكن أن تكون حماة التالية وشيكة جداً، ليبدأ الكلام عن رسم خريطة جيوسياسية لشرق أوسط جديد.
وسيسيطر الميدان السوري على المشهد، وستدور التحليلات حول خلفيات ما يحصل: اتفاق روسي – تركي؟ “فركة أذن” روسية لسوريا ومن خلفها ايران؟ الا أن المؤكد هو أن تقدم الروس في أوكرانيا يقابله تقهقر للمدعومين منهم في سوريا، ما يدفع الى التساؤل ما اذا أصبح الشرق الأوسط تحت رحمة اتفاقات فلاديمير بوتين ودونالد ترامب، وإن كان هذا الأمر هو ما فتح الباب لاقناع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بوقف الحرب في لبنان، فيما تستمر بلاده في خرق اتفاق وقف اطلاق النار بينما “حزب الله” لا يبدو في وارد الرد، بل أعلن أنه يراقب ولكنه ملتزم بالاتفاق.
ويبدو أن أب “الهلال الشيعي” وأمه، ايران، تشعر بالسخونة، بحيث أعلنت دعمها للنظام السوري والمقاومة، إلا أنها تجنبت الحديث عن ارسال دعم عسكري مباشر. ووصف نائب منسق “قوة القدس” التابعة لـ”الحرس الثوري”، الأحداث في حلب بأنها “محاولة لإثارة الفوضى”، لافتاً إلى أن “المقاومة تصنع صواريخ وطائرات مسيّرة بنفسها، وهي قادرة على دحر القوى المعادية”.
واستدرك مسجدي بالقول: “الموقف الرسمي لايران هو مواصلة دعم المقاومة بشكل شامل من دون خوف أو تردد”.
ويكشف مصدر ديبلوماسي عربي لموقع “لبنان الكبير ” أن الرئيس السوري بشار الأسد “لا يستطيع الاستمرار في لعبة بهلوانية مكشوفة تتمثل في الامتناع عن القتال المباشر ضد اسرائيل واستبداله بتخزين سلاح ايران في مستودعاته من جهة أو نقله الى لبنان عبر أراضيه من جهة ثانية، وفي الانفتاح على العالم العربي في مكان والمساهمة في مكان آخر في ضرب الاستقرار في الأردن من خلال فتح الحدود المشتركة أمام تسلل المقاتلين الأصوليين وتهريب السلاح والمخدرات، وفي عرقلة أي حل سياسي في سوريا ينهي مشكلة اللاجئين السوريين الذين تحولوا قنابل موقوتة في مناطق اللجوء وبعبعاً يقلق العالم الغربي من الناحية الديموغرافية والثقافية والعقائدية والاقتصادية”.
وفي اليوم الرابع للعملية التي أطلقتها فصائل المعارضة السورية، أصبحت تقريباً كل حلب خارج سيطرة النظام السوري، وأعلنت قيادات الفصائل عن عمليات عسكرية جديدة، أصبحت بموجبها حماة مهددة بالسقوط أيضاً، فيما سجل انسحاب للقوات السورية والفصائل الايرانية من المناطق من دون قتال.
الا أن اللافت كان التقاء الأضداد، بحيث شنت قوات سوريا الديموقراطية “قسد” المدعومة أميركياً هجوماً مضاداً من مطار النيرب شرق حلب، وقد مهدت مدفعية قوات النظام لهذا الهجوم تزامناً مع تغطية جوية روسية.
وفيما تعتبر الفصائل المعارضة التي شنت الهجوم موالية لتركيا، التزمت أنقرة الصمت حيال العملية العسكرية التي تشنها الفصائل، حتى الأمس، بحيث حدّدت أولوياتها في معركة حلب، وتركزت على منع أي موجة جديدة من النزوح إلى أراضيها، التصدي لقوات سوريا الديموقراطية “قسد” التي تشكل قوامها “وحدات حماية الشعب الكردي” المناوئة لأنقرة من الوجود على حدودها.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|