الصحافة

قاسم وواكيم: الحكواتي والثرثار!

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

قبل مغادرته لبنان، أحضر مساعدو الدكتور علي لاريجاني له حقيبته السوداء. اختلى بحكواتي الحزب. فتح الحقيبة و”طرقه” إبرة بالعضل ثم غادر الموفد الإيراني لبنان مطمئنًا إلى فعالية الـ “بيكور” التي ظهرت نتائجها سريعًا. تنشّط الرجل الواهن. اشرأبّ. أطلّ كما سلفه عبر شاشةٍ عملاقةٍ نُصبت في بعلبك. هدّد وتوعّد وشهَرَ في وجه الحكومة سيفًا من خشب.

منذ سنتَيْن، أقلّهُ، والحكواتي يسكن في السراديب خوفًا من أن يكون رقمًا جديدًا على لائحة التصفيات. ومنذ نهاية أيلول الفائت وهو يقود مجاهديه من نصرٍ إلى نصرٍ، من خلال سرديّات وحكايا وخطب ومقابلات بلغ عددها 37 في أقل من أحد عشر شهرًا بمعدل 3.3 حلقات في الشهر.

نجاح واكيم، الأحيمق، الناجح في البذاءة، الناصري المنشأ، كسر رقم حكواتي الحزب في إطلالاته، فهو زبون دائم على قناة “المنار” مثل باقي أفراد جوقة الممانعة من الدرجة “تيرسو”. كما يُستضاف على بعض المنصّات لملء الفراغات في عقول مشاهديه، وله على منصّة “إكس” مساهمات أدبية لا تقلّ أهميةً عن إبداعات الدكتور صادق النابلسي وتصوّراته.

والجيد أن نزق واكيم الثمانينيّ ونظرياته الخنفشارية منعدمةُ التأثيرِ في الشارع، فحركة الشعب المقدّر عدد مناصريها بربع عدد مناصري شاكر البرجاوي، هي حركة سياسية داعمة لأقوى ميليشيا طائفية في لبنان والمشرق العربي، ولم تنخرط بعد في الجهاد المقدّس ضد الأميركيين والصهاينة.

وفي حين أنّ “الحكواتي” بدأ يعدّ العدة لشنّ حملة تحرير عوكر، متناسيًا أن يسرايل كاتس، وزير دفاع العدو، ورئيس أركانه يتجوّلان في بعض المناطق الحدودية مطمئنّين إلى أن الحكواتي الأكبر بات ظاهرةً صوتيةً، المزعِجُ فيه صوتُه الأقرب إلى صوت الـ “خِرّ بِرّ”. وإن تمرجل و”عنطز” فعلى حكومة نوّاف سلام فقط لا غير.

في الحلقة 36 قال الحكواتي: ” قولوا لكل من يضغط عليكم: راجعوا المقاومة . نحن باقون، صامدون، وسننتصر بإذن الله”، بما معناه أنّ على رئيسَيْ الجمهورية والحكومة كما الرئيس بري إعطاء توم باراك ومدام أورتاغوس رقم وفيق صفا، إنْ لم يردّ على الاتصال، فليحكِ مع الحاج محمود قماطي، ومحمود يتصرّف.

في الحلقة 37، خاطب الحكواتي الحكومة الرّخوة الـ”خيخة” بعنجهيته المعتادة: “إذا كنتم تشعرون بالعجز، اتركوا العدو في مواجهتنا”. ومَن يقف في طريقك أيها القائد لتخوضها معركةً كربلائيةً مظفّرة؟

ما يجمع بين الحكواتي والثرثار نَفَسٌ نضالي واحد وتلاقح فكري قلّ نظيره. الاثنان يلوّحان بحربٍ أهليةٍ إنْ مُسَّ سلاح الميليشيا المقدّس. والاثنان يعيشان في عالم الكليشيهات السخيفة. فأن يسخر ابن البربارة من موقف رئيس الجمهورية الرافض “التدخل في شؤون لبنان الداخلية” ويسأله: هل يمكن أن نسمع مثل هذا الكلام عندما يستقبل الرئيس أيَّ واحد أميركي؟
أيها الطافح بالذكاء، الأميركي أوقف الحرب بطلب من الحكومة.
الأميركي يدعم الشرعية اللبنانية.
الأميركي يتدخّل بناءً لرغبةٍ لبنانيةٍ جامعةٍ وينسّق مع نبيه بري بالدرجة الأولى بعكس الإيراني الوقح.
في أي حال، لم يفُت الشيخ نعيم شكر الجمهورية الإسلامية على ” دعمها للمقاومة بالمال والسلاح والمواقف السياسية “. ولولا بعض الحياء لشكر الحكواتي الدكتور لاريجاني على “إبرة” المقوّيات أيضًا!.

عمر موراني -”هنا لبنان”

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا