عربي ودولي

إيران وروسيا في حالة ذعر... مصالحهما في سوريا مهددة

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

يشكل التصعيد الأخير في الحرب الأهلية السورية تهديداً مباشراً لاستقرار نظام الرئيس بشار الأسد، وكذلك للقوى الأخرى الفاعلة في سوريا. خلال العقد الماضي، أصبحت سوريا ساحة خصبة لنشاط كل من روسيا، إيران، الميليشيات الموالية لإيران، إضافة إلى الجيش الأميركي، الجيش التركي، القوات الكردية، تنظيم داعش، وعناصر المعارضة المختلفة.

فوجئ كل من روسيا وإيران، الداعمين الأساسيين للأسد منذ منتصف العقد الماضي، بتدهور الأوضاع العسكرية للنظام. فقد لحقت خسائر فادحة بالمصالح الإيرانية والروسية المباشرة في القتال الأخير، ما دفعهما للتحرك بسرعة لاستعادة السيطرة على الوضع.

قوات المعارضة التي تقاتل حالياً ضد الجيش السوري ليست كما كانت في بداية الحرب الأهلية. على عكس القوى المعارضة العلمانية نسبياً التي كانت تقود محاولات الإطاحة بالأسد قبل أكثر من عقد، تقود الآن "هيئة تحرير الشام"، المرتبطة سابقاً بتنظيم القاعدة، الجبهة ضد النظام. إلى جانبها، هناك منظمات إرهابية أخرى تتلقى دعماً من تركيا.

الولايات المتحدة، إسرائيل، وتركيا تتابع عن كثب التطورات الأخيرة. القوات الأميركية، المتمركزة في مناطق آمنة وبعيدة عن مناطق القتال، لا تواجه تهديداً مباشراً. في إسرائيل، عقد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اجتماعاً أمنياً لمتابعة التطورات، وسط تقديرات بأن هناك إيجابيات وسلبيات لهذا الحدث. أما تركيا، فرغم عدم صدور تصريح رسمي منها، تشير تقارير إلى أن نظام الرئيس رجب طيب أردوغان يدعم بشكل غير مباشر الجماعات الإرهابية المقاتلة.

أحد أسباب انهيار دفاعات نظام الأسد يعود إلى ضعف الحلفاء الرئيسيين للنظام. حزب الله، الذي دعم الأسد منذ عام 2013، تعرض لخسائر كبيرة في الحرب مع إسرائيل. كما تلقت الأنشطة الإيرانية في سوريا ضربات موجعة، بما في ذلك اغتيالات لشخصيات بارزة في الحرس الثوري. كما أن روسيا، التي قلصت وجودها العسكري في سوريا بسبب حربها في أوكرانيا، لم تعد تمتلك الموارد اللازمة لدعم الأسد.

الجنرال الإيراني كيومارس فورهاشمي، قائد المستشارين العسكريين الإيرانيين في سوريا، قُتل في معارك قرب حلب، ما يعكس حجم الخسائر الإيرانية. وقد نشر المتمردون صوراً تظهر اقتحامهم مكاتب تابعة لإيران في حلب، بما في ذلك القنصلية الإيرانية، التي استخدمت لتعزيز جهود طهران في دعم الإرهاب.

وسط هذه التطورات، أُعلن عن زيارة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى دمشق للقاء الأسد، في زيارة تعكس حالة الذعر في طهران. كما تشير التقارير إلى تخطيط إيران لتعزيز وجودها العسكري في سوريا عبر إرسال المزيد من الميليشيات.

روسيا بدورها فوجئت بسرعة الأحداث. تقارير روسية تحدثت عن إقالة قائد القوات الروسية في سوريا وتعيين جنرال جديد. كما شن الجيش الروسي غارات مكثفة على مواقع المعارضة في حلب، لكن الخسائر الروسية في سوريا زادت الضغط على موسكو.

يُعتقد أن تركيا تدعم المعارضة في سوريا، على خلفية تعثر جهودها لإقامة علاقات طبيعية مع نظام الأسد. المعارضة السورية المدعومة من تركيا استفادت من تراجع النفوذ الإيراني والروسي في سوريا.

في إسرائيل، هناك متابعة حثيثة للتطورات مع توقعات بأن يساهم هذا التصعيد في تخفيف الضغط الإيراني على لبنان. ومع ذلك، تحذر التقديرات الأمنية من سيناريو وصول جماعات إرهابية متشددة إلى الحدود الإسرائيلية.

من جانبها، نفت الولايات المتحدة أي دور لها في دعم المعارضة في سوريا، مشيرة إلى أن انهيار دفاعات الأسد سببه اعتماده المفرط على روسيا وإيران. وتسعى الإدارة الأميركية لعدم إشعال الشرق الأوسط مجدداً، خصوصاً بعد الجهود التي بذلتها لإنهاء الحرب في لبنان وتهدئة التوتر مع إيران.

أما الدول العربية، فقد التزمت الصمت حتى الآن، باستثناء دعم معلن من العراق والإمارات لنظام الأسد. الترقب سيد الموقف في انتظار وضوح المشهد على الأرض.

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا