حلب تحت حكم المعارضة السورية المسلحة.. وتنصل أميركي من الهجوم
وسّعت المعارضة السورية المسلحة أمس نطاق سيطرتها في ريف حلب بعدما سيطرت على مدينة تل رفعت الإستراتيجية التي كانت خاضعة للوحدات الكردية في وقت كثّف فيه الجيشان السوري والروسي الغارات الجوية على معاقل المعارضة بعدما توعد الرئيس السوري بشار الأسد بهزيمتها.
وفي تطور لافت قال مدونون عسكريون روس أمس إن موسكو أقالت سيرغي كيسيل الجنرال المسؤول عن قواتها في سوريا.
وأوردت قناة (رايبار) المقربة من وزارة الدفاع الروسية ومدونة (فويني أوسفيدوميتيل) "المخبر العسكري” نبأ إقالة كيسيل البالغ 53 عاما.
وذكرت تقارير غير مؤكده أن الكولونيل جنرال ألكسندر تشيكو سيحل محل كيسيل.
وفي إطار عملية «ردع العدوان» التي أطلقتها الأربعاء الماضي بمشاركة هيئة تحرير الشام وفصائل من الجيش الوطني أحرزت المعارضة السورية تقدما سريعا مكّنها من السيطرة على معظم مدينة حلب -بما في ذلك المطار الدولي ومطارا كويرس ومنّغ العسكريان ومواقع عسكرية أخرى وطرق رئيسية- وحاولت الزحف جنوبا باتجاه مدينة حماة لكن تقدمها توقف في ريفها الشمالي.
ولأول مرة منذ عام 2011، باتت حلب خارج سيطرة النظام السوري الذي تراجعت قواته بشكل مفاجئ أمام زحف الفصائل المعارضة.
وفرضت «هيئة تحرير الشام» حظراً للتجول في حلب وشكلت إدارة «عسكرية- مدنية» في أحياء المدينة مشيرة إلى أنها ستتمكن من استئناف الخدمات الأساسية في المدينة خلال أيام، مع إغلاق المؤسسات المدرسية والجامعات.
كذلك أعلنت المعارضة أن قواتها سيطرت على كامل محافظة إدلب التي كانت أجزاء مهمة منها تحت سيطرة الجيش السوري وحلفائه منذ سنوات.
في موازاة ذلك أطلق الجيش الوطني السوري عملية عسكرية أطلق عليها «فجر الحرية» شمال وشرق مدينة حلب حيث توجد مناطق سيطرة لوحدات حماية الشعب الكردية.
كما أعلنت قيادة عملية «فجر الحرية» أن قواتها سيطرت مساء أمس على مدينة تل رفعت التي تقع شمال حلب وكانت لنحو 8 سنوات في قبضة الوحدات الكردية.
ونشر الإعلام التابع للجيش الوطني السوري صورا تظهر مسلحين وسط تل رفعت عقب تأكيده انسحاب المقاتلين الأكراد من هذه المدينة الإستراتيجية، كما نشر صورا لمقاتلين أكراد تم أسرهم بالمدينة.
وعرضت إدارة العمليات العسكرية التابعة للمعارضة على القوات الكردية خروجا آمنا من حلب بسلاحها.
وأفادت مواقع تابعة للمعارضة السورية بأن الوحدات الكردية بدأت مساء أمس إخلاء حي الشيخ مقصود بمدينة حلب تمهيدا للانتقال إلى مدينة منبج بالريف الشرقي.
وكانت مصادر أمنية تركية قالت أمس إن الجيش الوطني السوري منع محاولة من جماعات كردية لإقامة ممر يربط منطقة تل رفعت بشمال شرق سوريا.
وأضافت المصادر أن جماعات مسلحة كردية، من بينها حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية السورية، سعت لاستغلال انسحاب قوات الحكومة السورية من بعض المناطق في شمال البلاد كانت خاضعة لسيطرة قوات الأسد لتوسيع مناطق سيطرتها.
في المقابل اتهمت الإدارة الذاتية الكردية لشمال وشرق سوريا، تركيا بقيادة الهجوم الذي تشنه فصائل المعارضة وأعلنت التعبئة العامة.
وأدانت الإدارة الذاتية الكردية في بيان «الهجوم الذي تشنه الدولة التركية ومرتزقتها على الأراضي السورية» معتبرةً أن «الهجوم يمثل استكمالاً للمخطط الذي فشلت في تحقيقه تركيا من خلال تنظيم داعش».
وأعلنت الإدارة «التعبئة العامة» داعيةً «شعبنا إلى أن يكون في حالة تأهب دائم» داعية المجتمع الدولي إلى «وقف هذا العدوان الذي ستكون له تداعيات إقليمية وعالمية خطيرة».
ومن أبرز المواقع التي سقطت بيد المعارضة مطار كويرس ومساكن الضباط ومعامل الدفاع بالإضافة إلى بلدتي السفيرة وخناصر الإستراتيجيتين بالريف الشرقي، بالإضافة إلى طريق حلب دمشق الدولي وطريق حلب غازي عنتاب.
وقالت المعارضة السورية المسلحة إنها مستمرة في التقدم بريف حماة الشمالي، وتحدثت عن استهداف مطار حماة العسكري بالطائرات المسيّرة.
وأضافت أن قواتها توغلت في مدينة حماة بعد أن سيطرت على بلدات إستراتيجية في الريف الشمالي، ولكن دمشق نفت ذلك.
في المقابل قال التلفزيون السوري أمس إن الجيش استعاد السيطرة على بلدة السمان و7 قرى في ريف حماة.
وأفادت تقارير بأن الجيش السوري وحلفاءه استقدموا تعزيزات إلى حماة للتصدي لهجمات الفصائل المسلحة، وكانت دمشق قالت أمس الأول إن الجيش سيشن هجوما مضادا لاستعادة المناطق التي سيطرت عليها الفصائل المسلحة.
بدورها ذكرت وكالة تاس للأنباء الروسية أمس نقلا عن الجيش السوري أن قوات جوية سورية وروسية كثفت غاراتها على مواقع الفصائل المعارضة وخطوط إمدادهم.
في غضون ذلك ذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء أن الرئيس بشار الأسد توعد باستخدام القوة لهزيمة قوات المعارضة.
وقالت الوكالة إن الأسد أدلى بهذه التعليقات خلال اتصال هاتفي مع القائم بأعمال رئيس إقليم أبخازيا المنشق عن جورجيا بادرا جونبا.
وشدد الأسد خلال الاتصال على "أن الإرهاب لا يفهم إلا لغة القوة وهي اللغة التي سنكسره ونقضي عليه بها أيا كان داعموه ورعاتُه”.
وأشار إلى أن "الإرهابيين لا يمثلون لا شعبا ولا مؤسسات يمثلون فقط الأجهزة التي تشغلهم وتدعمهم”.
وأمس أكد الأسد خلال استقباله وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، أهمية «دعم الحلفاء والأصدقاء» حسبما نقلت الوكالة السورية للأنباء (سانا).
وذكرت الوكالة أن عراقجي نقل رسالة من القيادة الإيرانية تؤكد موقف طهران الثابت إلى جانب دمشق «في محاربتها للإرهاب»، واستعدادها التام لتقديم شتى أنواع الدعم للحكومة السورية لأجل ذلك.
ومن المتوقع أن يزور عراقجي تركيا اليوم في إطار جولة إقليمية.
وكان الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان قال أمس إنه يتوجب على الدول الإسلامية التدخل لمنع استمرار الأزمة السورية، و»لمنع استغلال أميركا وإسرائيل للصراعات الداخلية في الدول، ووضع حد لاستمرار هذه الأزمات»، وفق ما أوردت وكالة «تسنيم» الإيرانية.
من جهتها قالت مصادر دبلوماسية تركية إن وزير الخارجية هاكان فيدان أبلغ نظيره الأميركي أنتوني بلينكن أمس بأن أنقرة لن تسمح بما وصفها بالتهديدات الإرهابية لأمنها أو المدنيين السوريين.
وتعتبر تركيا حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية السورية وكذلك هيئة تحرير الشام المعارضة في سوريا جماعات إرهابية.
ودعا فيدان في اتصال هاتفي مع بلينكن إلى إحراز تقدم في العملية السياسية بين الحكومة والمعارضة في سوريا لاستعادة السلام.
كما قالت مصادر في وزارة الخارجية التركية إن فيدان بحث هاتفيا مع نظيره العراقي فؤاد حسين تطورات الوضع في سوريا.
بدوره قال الأردن أمس إن التطورات في سوريا مثيرة للقلق، معلنا رفضه أي محاولة لتهديد أمن واستقرار سوريا.
وفي تعليقات بثها التلفزيون الرسمي، قال وزير الخارجية أيمن الصفدي إن المملكة تدعم وحدة الأراضي السورية وسيادتها، ودعا إلى تكثيف الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى تسوية سياسية تنهي الصراع.
في إسرائيل قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس إن إسرائيل تراقب التطورات في سوريا عن كثب.
وأضاف "نراقب الأحداث في سوريا باستمرار. نحن مصممون على الدفاع عن مصالح إسرائيل الحيوية والحفاظ على إنجازات الحرب”، وذلك خلال زيارته لمجندين جدد في الجيش في قاعدة بوسط إسرائيل.
في واشنطن قال جيك سوليفان مستشار الأمن القومي الأميركي أمس إن القوات الأميركية المتمركزة في سوريا «ليست معرضة للخطر» مشيراً في تصريحات لشبكة سي أن أن إلى أن واشنطن «لم تتفاجأ» من تحركات الفصائل المسلحة في شمال سوريا.
ورأى سوليفان أن «الفصائل المسلحة في سوريا، تحاول الاستفادة من وضع جديد، إذ تشتت انتباه داعمي الحكومة السورية، إيران وروسيا وحزب لله، وأضعفتهم الصراعات والأحداث في أماكن أخرى، لقد رأوا أنهم أضعف وأكثر عرضة للخطر من ذي قبل، وحاولوا الاستفادة من ذلك».
وأوضح مستشار الأمن القومي الأميركي أن قوات بلاده «لا تزال تحت تهديد من إيران والجماعات المسلحة المدعومة من الشيعة في العراق وسوريا»، مؤكدا «كل يوم نعمل على ضمان حماية قواتنا والرد على الهجمات ضدها، كما فعلنا في الأسبوع الماضي».
وفي وقت سابق قال متحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض إن واشنطن «تراقب الوضع عن كثب في سوريا»، وإنها تواصلت مع العواصم الإقليمية خلال الـ48 ساعة الماضية، مشدداً على أن «لا علاقة للولايات المتحدة بهذا الهجوم».
واعتبر المتحدث الأميركي شون سافيت أن رفض حكومة بشار الأسد «الانخراط في العملية السياسية، واعتمادها على روسيا وإيران تسبب في الظروف التي تتكشف الآن، بما في ذلك انهيار خطوط (الجيش السوري) في شمال غرب سوريا».
وذكر المتحدث أن «لا علاقة للولايات المتحدة بهذا الهجوم الذي تقوده هيئة تحرير الشام، وهي منظمة إرهابية محددة».
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|