٣٧ بلدة لن تخرج منها إسرائيل إلا إذا…
ما إن وضعت الحرب أوزارها حتى فتح باب النقاش على مصراعيه حول سلاح “حزب الله” وما إذا كان سيحتفظ به، أو سيسلمه… وفي كلتا الحالتين طرحت أسئلة كبيرة حول الآليات.
ولم ينتظر البعض جلاء الصورة أو الانتقال من الهدنة إلى وقف اطلاق النار الدائم ووقف الخروق الاسرائيلية المتكررة وتسلم الجيش الدفة، قبل وضع السلاح على المشرحة، وراح يرسم طريق هذا السلاح ربطاً بصفقة إقليمية دولية تدخل ايران في صلبها، عنوانها: ترتيبات جديدة في المنطقة لا وجود فيها لأذرع ايران العسكرية .
فما هي حقيقة الأمور؟
تنفي مصادر مطلعة على موقف “حزب الله” أن يكون الأخير قد تبلغ فعلاً أن المرحلة المقبلة ستكون نهاية “حزب الله” العسكري وانخراطه كتنظيم سياسي. وتقول لموقع “لبنان الكبير”: “هذا الأمر غير مطروح حالياً، وطالما لبنان تحت العدوان والخروق لا يمكن أن يفتح ملف السلاح، خصوصاً أنه وعلى مدى سبعة أيام، استمرّت فيها الخروق ولم يستطع الجيش اللبناني التصدي بل على العكس تعرضت قواته لاعتداءات”.
وتؤكد المصادر أن العدو لن يوقف هجماته ويتطلع الى سيناريو جديد سيتجاوز فيه القرار ١٧٠١، والهدنة كانت حاجة لطرفي القتال من أجل اعادة ترتيب بعض الأمور، ورص الصفوف بصورة عاجلة، والعدو لن يتوانى عن تقديم الذرائع المتتالية لاستمرار هجماته، والخوف من أن تكون هذه الأيام معدودات قبل الانتقال إلى المرحلة التالية.
وتشير المصادر إلى أن القرار ١٧٠١ أصبح بالنسبة الى الاسرائيلي فارغاً من مضامينه، وقد أجبر على الذهاب اليه، فهو لا يريد “١٧٠١ “plus بل يريد “١٧٠١ “minus يفرض فيه أمراً واقعاً يجعل لبنان مجبراً على التخلي عن نقاط عدة، وهذا الوضع سيجعله قابلاً للانفجار في أي وقت، وإذا ما نظرنا أبعد من ذلك لوجدنا أن الأحداث مرهونة بالتحركات في سوريا التي أخلى فيها “حزب الله” بصورة عاجلة عدة مقرات ودعا الى الالتحاق بنقاط محددة، ما دفع إلى السؤال: هل مسموح حالياً لـ “حزب الله” التدخل في سوريا، ولماذا القول انه ليس قادراً؟ فالكل يعلم أن لديه قدرات والجبهات مفصولة عن بعضها البعض، لكن الأمور تبدلت وتحتاج إلى قرارات سياسية غير واضحة حالياً، مع العلم أن “جبهة النصرة” التي تتفرع منها تنظيمات “أحرار الشام” وغيرها أرسلت رسائل إلى الاسرائيليين تشكرهم فيها على ضرب “حزب الله” وهذا ليس سراً، مع الأخذ في الاعتبار ما يهمس به في الداخل من أن تحرك المسلحين في حلب كان المقصود منه إخراجهم لإنهائهم ضمن تسوية دولية كبيرة، وإلا لماذا يعلن الآن عن مقتل أبو محمد الجولاني الذي بقي عصياً طوال هذه السنوات؟ والسؤال هل المنطقة ذاهبة إلى تسويات كبرى من ضمنها تسليم ناعم لسلاح “حزب الله”؟
تقول المصادر: هذه خطوة كبيرة جداً ولا يمكن أن تعطى من دون مقابل، فما هي الضمانات ومن هي الجهة التي تجرؤ على إعطاء ضمانات بأنّ اسرائيل لن تعتدي على لبنان؟ إنهاء “حزب الله” عسكرياً ليس كلمة “بالتم”، فالكل يعلم أنه بالنسبة الى ايران يوازي أهمية الملف النووي، والحلول ليست ناضجة بعد والهشاشة في التنفيذ تفتح احتمالات أكثر خطورة، لكن المرحلة حالياً تقتضي السير بالاتفاق وضمن هذه المهلة ستكشف كل الأوراق وماذا يراد للبنان والمنطقة.
لبنان سيلتزم بما وعد به، تؤكد المصادر ويسلم تدريجياً زمام الأمور على الأرض للقوات المسلحة الشرعية، والخطوة التالية تكون بانتخاب رئيس للجمهورية، وسيلقي على عاتق لجنة المراقبة مهام سير تنفيذ الاتفاق، لكن السكوت لا يعني نهاية المقاومة، وتسليم السلاح، وليس صحيحاً أن الاتفاق فيه إذعان للبنان، والدليل أن العدو لم يتمكن من اعادة سكان الشمال من خلال عدوانه كما وعد واضطر الى أن يوقف الحرب لاعادتهم، وكان يحلم بعدم رؤية شارات النصر والأعلام، فلم يستطع. وعاد أهالي الجنوب مثل لمح البصر، وقد أدرك أن المقاومة ليست مفلسة ولا تزال بيدها أوراق قوة كبيرة، وطريق الامداد لا يمكن التحكم بها، وهو أصلاً اختار هدنة الستين يوماً ليراقب الوضع على الأرض، قبل أن يأخذ خياراته النهائية فإما سيذهب إلى إبرام اتفاق دائم وإلا ستنفلت الأمور مجدداً ضمن توازنات جديدة خصوصاً أن لبنان أبدى كل إيجابية ومرونة في التعاطي مع اتفاق وقف إطلاق النار، علماً أن هناك معطيات جدية تتحدث عن أن الاسرائيلي أبلغ الأميركي أنه لن يخرج من ٣٧ قرية قبل أن ينفذ لبنان المطلوب منه، ورؤية نتائج ملموسة للاتفاق… ومن ضمن هذه المدة تكون قد أبرمت الصفقة حول غزة.
لكن تسريب بعض التوجيهات من إدارة دونالد ترامب لفريقه في التعاطي مع الملف اللبناني والمواجهات في المنطقة يخلط الأوراق ويجعل المنطقة عرضة لمفاجآت عدة تخفيها الأيام.
والواضح مما تقدم أن العمق الدفاعي لمحور المقاومة يعاد ترتيبه والنظر في أولوياته.
والخلاصة العودة مجدداً إلى عبارة: Wait and see.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|