إسقاط "الدولتين": هل يرفضه ترامب ليفوز بالتطبيع السعودي-الاسرائيلي؟
أعلنت الولايات المتّحدة الثلثاء رفضها بناء قاعدة عسكرية إسرائيلية دائمة في غزة، وذلك غداة تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" مفاده أنّ الجيش الإسرائيلي بصدد تسريع أعمال بناء منشآت عسكرية في القطاع الفلسطيني وفق ما افادت وكالة الصحافة الفرنسية. وتابعت "فرانس برس" انه استنادا إلى صور التقطتها أقمار اصطناعية، قالت "نيويورك تايمز" إنّها رصدت في وسط قطاع غزة تسريعا لأعمال بناء هذه القاعدة بالتوازي مع هدم أكثر من 600 مبنى في المنطقة، ما يؤشّر إلى أنّ الجيش الإسرائيلي يخطّط لوجود طويل الأمد في القطاع... واشار التقرير الى ان "الجيش الإسرائيلي عمل على توسيع وجوده في وسط غزة في الأشهر الأخيرة، حيث قام بتحصين القواعد العسكرية وهدم المباني الفلسطينية، وفقًا لمسؤولين إسرائيليين وصور الأقمار الصناعية، وهي الخطوة التي تشير إلى أنه ربما يستعد لفرض سيطرة طويلة الأجل على المنطقة." ولفتت الصحيفة الى ان منذ الأشهر الأولى من الحرب في غزة، احتلت القوات الإسرائيلية طريقًا يبلغ طوله أربعة أميال، يُعرف باسم ممر "نتساريم"، والذي يقسم الجيب، لمنع مئات الآلاف من النازحين من غزة من العودة شمالاً.
وتعليقا على هذا التقرير، قال فيدانت باتيل، نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، إنّ الولايات المتّحدة لا تستطيع تأكيد هذه المعلومات، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنّ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أعرب منذ بداية الحرب بين إسرائيل وحماس قبل أكثر من عام عن معارضته لأيّ وجود إسرائيلي دائم في غزة. وقال باتيل خلال مؤتمر صحافي إنّ" إذا كانت معلومات نيويورك تايمز صحيحة، فمن المؤكد أنّ هذا الأمر يتعارض مع عدد من المبادئ التي حدّدها الوزير بلينكن". وأضاف "لا يمكن أن يحصل تقليص للأراضي في غزة. أكثر من ذلك، لا يمكن أن يكون هناك تهجير قسري للفلسطينيين من منازلهم".
سواء صحت هذه المعلومات ام لم تصح، من المؤكد ان الحكومة الاسرائيلية الحالية برئاسة بنيامين نتنياهو، تتطلع الى دفن حل الدولتين، وهي تريد توسيع سيطرتها على الاراضي الفلسطينية والاستيلاء عليها، من غزة وصولا ربما الى الضفة الشرقية والقدس الشرقية ايضا، بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية". اليمين المتطرف في تل ابيب، يرغب بفرض امر واقع جديد على الارض، بحيث يكون الفلسطينيون الذين سيبقون حيث هم، خاضعين لحكم اسرائيلي، خلافا لكل مندرجات اتفاق اوسلو.
هذا المخطط، تتصدى له اليوم ادارة الرئيس الاميركي جو بايدن، بدليل المواقف الحازمة الرافضة له، والتي أطلقتها واشنطن تعليقا على الانباء عن بناء منشآت عسكرية اسرائيلية في غزة. والسؤال الاهم الذي يفرض نفسه، هو هل ستستمر ادارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب بالسياسة ذاتها؟ ام هل يمكن ان يقرر دعم هذا المشروع - كما فعل في ولايته الرئاسية الاولى - واعتباره المدخل الى التسوية الكبرى في الشرق الاوسط والى انهاء الصراع العربي – الفلسطيني – الاسرائيلي، أم سيرفضه؟ على الارجح، لن يؤيده، تقول المصادر. فاذا كان ترامب يتطلع الى احلال السلام في الشرق الاوسط، سيما بين السعودية واسرائيل، فإن مشروعا كهذا، سيُبقي المملكة بطبيعة الحال، في موقع الرافض للتطبيع ولاتفاق السلام...
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|