عربي ودولي

نتنياهو عاد.. والعواقب زلزالية

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

بالنظر إلى المشاعر القوية التي يميل بنيامين نتنياهو إلى إثارتها لدى الطرفين السياسيين الإسرائيليين المنقسمين، فإن ظهوره كمرشح، وبالتالي تشكيله حكومة جديدة، يثير بالفعل الكثير من الجدل، داخل إسرائيل وخارجها.
وبحسب صحيفة "ذا تليغراف" البريطانية، "بالنسبة لمنتقديه، فإن مشاركته المستمرة في السياسة الإسرائيلية مدفوعة بمحاولاته لوقف الإجراءات القانونية بشأن مزاعم تتعلق بالاحتيال والفساد، مما أدى إلى إقالته من منصب رئيس الوزراء العام الماضي. في ذلك الوقت، أدى الطيف الواسع من الأعداء السياسيين الذين اكتسبهم، من اليسار واليمين، خلال فترة حكمه التي استمرت 12 عامًا، إلى كتابة نهاية حياته السياسية. ومع ذلك، فهذه هي الطبيعة المتقلبة للسياسة الإسرائيلية، لدرجة أنه بعد أن أدلى الناخبون بأصواتهم في الانتخابات الخامسة في خلال أربع سنوات، بات نتنياهو الآن على وشك تشكيل حكومة جديدة. إن ظهوره كصانع ملوك في إسرائيل يعود الجزء الكبير منه للتحالف الذي شكله مع الجماعات الدينية المتشددة، مما يثير مخاوف من أن إدارة نتنياهو الجديدة ستتبنى أجندة أكثر قومية، مثل ضم الضفة الغربية. ولكن في حين أن التركيز الرئيسي للجدل والمتعلق يعودته المحتملة إلى رئاسة مكتب رئيس الوزراء في تل أبيب يتعلق بالأجندة الداخلية لإسرائيل، فإن إحياء ثرواته السياسية قد يكون له أيضًا تداعيات جيوسياسية خطيرة، لا سيما في ما يتعلق بالصراع الأوكراني".

وتابعت الصحيفة، "كان من أبرز إنجازات نتنياهو، على سبيل المثال، خلال فترة ولايته الأخيرة، أي عندما أصبح رئيس الوزراء الأطول خدمة في تاريخ البلاد، الاتفاق القوي الذي صاغه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وطور القادة الروس والإسرائيليون تفاهمًا حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، مثل سوريا، حيث بقيت قوات الكرملين بعيدة عندما شنت إسرائيل ضربات جوية على مواقع إيرانية في عمق الأراضي السورية. وبينما نشرت روسيا أنظمة أسلحة متطورة مضادة للطائرات في سوريا لإحباط هجمات الولايات المتحدة وحلفائها، لم يتم توجيهها أبدًا ضد الطائرات الحربية الإسرائيلية، حتى عندما كانت تعمل بالقرب من القواعد الروسية في البلاد. كان نتنياهو فخورًا جدًا بعلاقته مع بوتين لدرجة أن صور الزعيمين ظهرت على اللوحات الإعلانية خلال حملة الانتخابات الإسرائيلية لعام 2019. لكن تفاهم نتنياهو مع بوتين جاء قبل قرار الزعيم الروسي بغزو أوكرانيا في شباط، والذي حدث بعد ترك نتنياهو منصبه. ومع ذلك، قد يعتقد نتنياهو جيدًا أنه يمكن أن يظهر كلاعب رئيسي في إنهاء الصراع إذا كان قادرًا على تشكيل حكومة إسرائيلية جديدة بمجرد معرفة النتائج النهائية للاقتراع الأسبوع المقبل".

وأضافت الصحيفة، "حتى الآن، حاولت إسرائيل، التي تربطها علاقات مع كل من أوكرانيا وروسيا، الحفاظ على سياسة الحياد بشأن الحرب، مركزة جهودها على إرسال المساعدات الإنسانية مع عدم توفير الأسلحة. آخر مساعدة من قبل إسرائيل والتي تمثلت بإرسال معدات ذات تطبيقات عسكرية كان الشهر الماضي، عندما عرضت مساعدة الأوكرانيين في تطوير تنبيهات الهجوم الجوي بعد أن ضربت موجة من الصواريخ والمسيرات الروسية المدن والبلدات في كافة أنحاء البلاد. وأعرب نتنياهو عن تعاطفه مع أوكرانيا خلال السباق الانتخابي، ودعا بوتين إلى وقف الحرب. علاوة على ذلك، فإن رغبته في رؤية نهاية الصراع ستزداد بسبب التحالف العسكري الأخير الذي شكلته موسكو مع إيران، العدو اللدود لإسرائيل. وكان هناك ارتفاع كبير في الدعم العسكري الإيراني للجهود الحربية الروسية في أوكرانيا منذ أن زار بوتين طهران في تموز، حيث قامت إيران بتزويد موسكو بمسيرات ومعدات عسكرية أخرى، ونشرت وحدات الحرس الجمهوري في شبه جزيرة القرم".

وبحسب الصحيفة، "فإن استعداد طهران لدعم موسكو يشكل مصدر قلق كبير لإسرائيل، وأدى إلى دعوات للحكومة الإسرائيلية لزيادة دعمها لكييف، مثل توفير نظام القبة الحديدية الصاروخي، التي تم استخدامها بشكل فعال ضد الصواريخ الإيرانية الصنع التي تم إطلاقها من جنوب لبنان وغزة. وبدلاً من الانحياز إلى جهود الناتو لتزويد أوكرانيا بالسلاح، سيكون نتنياهو أكثر اهتمامًا بمحاولة قطع العلاقات بين روسيا وإيران، والتي يعتبرها تشكل أكبر تهديد لأمن إسرائيل على المدى الطويل. مع توقف المحادثات حول برنامج الأسلحة النووية الإيراني، تشعر المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بالقلق من أن إيران لديها الآن القدرة على صنع رؤوس حربية نووية خاصة بها. وهذا يثير احتمال أن تشعر إسرائيل بأنها مضطرة لشن ضربات عسكرية أحادية الجانب لتدمير المنشآت النووية الإيرانية الرئيسية، وهو رد طرحه نتنياهو في عدة مناسبات في الماضي. لكن تنفيذ مثل هذا الهجوم عندما تتعاون روسيا وإيران في أوكرانيا سيثير تحديات جديدة، خاصة وأن روسيا قد زودت إيران بالفعل بأحدث نسخة من نظامها الصاروخي المضاد للطائرات S-300".

وختمت الصحيفة، "إذاً، فإن الطريقة المؤكدة لنتنياهو لإضعاف علاقات روسيا مع إيران هي المساعدة في وقف حرب أوكرانيا. وهذا من شأنه أن يقلل من اعتماد موسكو على الأسلحة الإيرانية، ويفتح الطريق للمناقشات حول الأولوية الرئيسية لإسرائيل والمتمثل بإنهاء سعي إيران لامتلاك أسلحة نووية".

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا