عربي ودولي

"إعادة تكوين" الجيش السوري... صفقة كبرى ستغيّر وجه الشرق الأوسط...

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

ليس عادياً أبداً أن يشهد الشرق الأوسط سقوط الجيش السوري، وهو ما يُنذر بمرحلة إقليمية جديدة.

فإعادة تشكيل هذا الجيش لن تكون مسألة سهلة، انطلاقاً من اعتبارات أساسية، أبرزها أن أي مساعدة إيرانية في هذا الإطار لن تكون مقبولة تماماً من الحكم السوري الجديد. هذا فضلاً عن أن إيران عاجزة عن القيام بمثل هذا الدور، أصلاً، من الناحية العملية والفعّالة.

روسيا وتركيا

كما أن روسيا قد لا تكون مقبولة لتلك المهمّة أيضاً، من جانب الحكم السوري الجديد، وقد لا تكون قادرة على ذلك تماماً اليوم، لا سيّما أنها عاجزة عن توفير حاجاتها الخاصّة في أوكرانيا، والى درجة أنها باتت تستعين بالأسلحة والخبرات الإيرانية والكوريّة الشمالية.

وإذا أردنا الحديث عن تركيا، فهي وإن كانت داعماً عسكرياً ولوجستياً أساسياً لفصائل كثيرة ضمن المعارضة السورية خلال الأعوام السابقة وحتى اليوم، إلا أنها غير قادرة لوحدها على أن تُعيد تشكيل جيش بشكل منظَّم، الى هذا الحدّ.

أميركا و"الأطلسي"

وانطلاقاً ممّا سبق، هل يمكن للولايات المتحدة الأميركية أن تدخل على هذا الخط؟ وإذا حصل ذلك، هل تُصبح سوريا ضفّة جنوبية جديدة لحلف شمال الأطلسي؟ وهل تقبل إسرائيل بسوريا "أطلسية" على حدودها؟ ووفق أي دور؟ وماذا عن تركيا المُشاكِسَة لـ "الناتو" من ضمنه، والتي قد تجد في سوريا "أطلسية" منافساً لا يُطاق على حدودها الجنوبية، لا سيّما مع وجود الأكراد فيها؟

وهل يُعيد الجيش السوري ترتيب الشرق الأوسط كلّه، انطلاقاً من إعادة تشكيله، وتنظيمه، وتدريبه...؟

خريطة جديدة

أوضح العميد المتقاعد جورج نادر أن "هناك خريطة جديدة في المنطقة ليست واضحة المعالم بَعْد. ولكن إذا استذكرنا الاحتلال الأميركي للعراق، نرى جيّداً الخطأ الأميركي الذي حصل آنذاك عندما تمّ تسريح الجيش العراقي. فهذه النّقطة تسبّبت بظهور تنظيم "داعش" بعد سنوات".

ورأى في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "الأمور مختلفة في سوريا اليوم. فالجيش السوري لا يزال موجوداً من حيث الهيكلية، وإن كان لم يقاتل خلال الأيام الأخيرة. وإذا أرادت الولايات المتحدة الأميركية أن تدخل الى خطّ إعادة التشكيل التي يحتاجها، فهناك الكثير من المعطيات التي ستتغيّر في تلك الحالة، مع بروز تحديات جديدة أيضاً".

وشرح:"إذا أُعيد تشكيل الجيش السوري بحسب النفوذ الأميركي، فالتحدّي الأول الذي سيبرز في هذا الإطار، هو كيفية النظر والتعامُل مع الأكراد. فكيف ستتمكن الولايات المتحدة من أن تجعل تركيا تتآلف مع المكوّن الكردي الموجود في شمال وشرق سوريا، فيما يعتبر التركي أن أكبر عدوّ له هو الكردي؟ وهل تسلّم تركيا بأن تصبح سوريا قاعدة أميركية بنسبة 100 في المئة؟ وأما التحدّي الثاني فهو الإسرائيلي الذي توغّل داخل الأراضي السورية، والذي أقام حزاماً أمنياً. فهل ستنسحب إسرائيل؟ ومن سيطالبها بذلك، في وقت لا توجد فيه أي سلطة سوريّة رسمية مُتكامِلَة العناصر الآن؟".

في أوكرانيا...

ورجّح نادر "نشوء حكم فيديرالي في سوريا، إذ ليس من المعقول أن يقوم الأميركيون بالتخلّي عن الأكراد، وذلك من أجل مصالحهم ونفوذهم هناك. ولكن الأمر الأكيد هو أنه إذا سُرِّحَ الجيش السوري الحالي كما حصل للجيش العراقي في 2003، وتمّ تأسيس جيش جديد، فهذا يعني أن سوريا ستتّجه نحو الخراب، وسيكون هناك "داعش 2" فيها، لأن العناصر العسكرية الحالية ستغرق في التطرّف بعد فقدانها كل مواردها. ولكن أشكّ بأن يحصل ذلك، وبأن يُعاد الخطأ نفسه الذي حصل في العراق".

وردّاً على سؤال حول مدى إمكانية أن تقوم إيران باستنهاض مشروعها في سوريا من جديد مستقبلاً، نظراً لما لدى "حماس" مثلاً من تواجُد داخل فصائل المعارضة السورية المسلّحة، أجاب نادر:"وجود "حماس" بين الفصائل السورية ليس ذات تأثير كبير. فهي ساعدت المعارضة السورية خلال الثورة، ولكنها ليست ذات تأثير كبير هناك. فالفصائل السورية هي سورية أولاً، وبشكل أساسي، والشعب السوري هو شعب صلب بكل ما تحمّله ومرّ به".

وأضاف:"عدم مقاومة الجيش السوري خلال الأسبوعَيْن الأخيرَيْن فيه قطبة مخفية، وهي قد تكون نتيجة اتّفاق روسي - تركي - أميركي، يحتفظ الروسي من خلاله بقواعده في طرطوس واللاذقية، أي في المياه الدافئة، ولكن بموازاة أن لا يكون لروسيا كلمة في سوريا، وذلك مقابل منحها شرق أوكرانيا وإنهاء الحرب هناك. فالرئيس الأوكراني (فولوديمير) زيلينسكي كان قال بعد انتخاب (الرئيس المُنتَخَب دونالد) ترامب، إنه إذا تعهّد حلف "الناتو" بحفظ الأرض التي يسيطر الأوكرانيون عليها الآن، فإن أوكرانيا ستفاوض على أمور أخرى، وهو يعني بذلك الأقاليم الأوكرانية ذات الغالبية الروسية، والتي تحتلّها روسيا في شرق أوكرانيا".

ليست مستقرّة

وأشار نادر الى أن "هناك صعوبات أخرى أيضاً، ترتبط بأي مسعى أميركي لإقامة قواعد أطلسية في سوريا. فالثقافة السورية ليست غربية، كما لا يمكن إنشاء قواعد لـ "الناتو" على الأراضي السورية خلال مدى زمني قريب، ببساطة. وأكثر ما يمكن للولايات المتحدة الأميركية أن تفعله هو الدخول من باب مساعدة الحكم السوري الجديد، وتقديم عرض لتسليح الجيش السوري مثلاً، تمهيداً لتراكمات لاحقة يمكنها إذا نجحت في مدى بعيد أن تجعل سوريا باحة خلفية لحلف شمال الأطلسي في المنطقة هنا".

وختم:"سوريا ليست مستقرّة الآن، وهي لن تستقرّ بالكامل بشكل سهل. ورغم أن لا سلوكيات سلبية لعناصر الثورة السورية تجاه لبنان الى الآن، إلا أنه لا بدّ من الانتظار، مع وجوب أن نكون حذرين وأكثر من دقيقين جداً، سواء على المعابر، أو مع السوريين الموجودين في لبنان، لأن المسألة ليست لعبة".

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا