كيف قرأ الثنائي سقوط الأسد؟
سقط نظام بشار الاسد، الحليف والركيزة الأساسية لايران ومحورها الذي يصل حتى لبنان عبر “حزب الله”. وكان الأمين العام السابق للحزب السيد حسن نصر الله، حذر سابقاً من سقوط النظام في سوريا، معتبراً أن سقوطه “يعني سقوط المقاومة في لبنان وفلسطين”. وقد سقط النظام بعد تدمير غزة ولبنان ومحاصرة “حماس” و”حزب الله”.
وفي أول تعليق من الحزب على الأحداث السورية، رأى عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسن فضل الله أن “ما يجري في سوريا تحول كبير وخطير وجديد” ويحتاج إلى “تقييم”. وأكد أن “كل ما يجري في سوريا على خطورته لا يمكن أن يضعفنا، نحن أبناء هذه الأرض وهذا البلد، وكما كان يقول سماحة الشهيد الأسمى السيد حسن نصر الله: الأساس هناك هو الجيش السوري والقيادة السورية والدولة السورية، ونحن عنصر مساعد، وعندما كانت هناك إمكانية للمساعدة ساعدنا”.
وأشار فضل الله خلال احتفال تكريمي إلى أنّ “وضع سوريا المستقبلي والتطورات فيها والتحالفات الداخلية والمشكلات الداخلية وما سيحصل الآن نتركه لوقته ولا يستعجل أحد بالحكم على الأمور، ولننتظر المسار وإلى ما ستؤول إليه الأمور، ولكن نحن نعرف كيف نحمي بلدنا وكيف نواجه التحديات وكيف نتجاوز الصعاب مهما كانت، وقد مررنا في تاريخنا بتجارب أصعب وأمرّ وتجاوزناها”.
هذا في الموقف الرسمي، أما عن الذي لا يقال، فأشارت أوساط الثنائي الشيعي لموقع “لبنان الكبير” إلى أن الثنائي تلقف الأجواء في سوريا بايجابية، إن كان على صعيد التحولات الجيوسياسية أو على صعيد أداء فصائل المعارضة السورية حتى الآن. واعتبرت أن الوضع في سوريا اليوم “مختلف عن السابق، بحيث أن سقوط النظام لم يكن صراعاً، بل حصل بمنهجية اللاصراع، ولم يفجع لبنان أو المجتمعان الاقليمي والدولي بمشاهد لمجازر وقطع رؤوس وتطهير إثني، بالاضافة إلى ذلك تمت حماية مقدسات الأقليات، ما يعني أن هناك نية بعدم استفزاز الأطياف إن كان في سوريا أو لدى جيرانها، ولذلك يبدو أن التطورات السورية محصورة بسوريا فقط، أي معارضة أسقطت النظام، ويبدو أن مشكلة المعارضة محصورة بالنظام فقط، على أمل أن لا يؤدي ذلك إلى فوضى وتنعم سوريا بالاستقرار ويكون النظام الجديد على قدر تطلعات الشعب السوري”.
ورأت الأوساط أن النظام السوري لم يكن قابلاً للحياة، لا سيما في لحظة دولية واقليمية متشابكة ومعقدة، إن كان انشغال روسيا في أوكرانيا أم بعد الحرب الاسرائيلية على “حماس” و”حزب الله”، عدا عن الشأن الاقتصادي المثقل بالعقوبات وقانون قيصر.
ومن جهة “محور المقاومة” التي ترعاه ايران، يبدو أن هناك انكفاء ايرانياً حالياً عن المنطقة للحد من الخسائر، إلى حين تسلم الرئيس الأميركي دونالد ترامب السلطة رسمياً في واشنطن، وإدارته لشؤون الشرق الأوسط والعالم، بحيث تحاول طهران التكيف مع العهد الأميركي الجديد، وعدم إعطاء صديقه بنيامين نتنياهو الفرصة لتحقيق حلمه بتجنيد أميركا للهجوم على ايران.
يمتلك الثنائي ورقة قوة أساسية في شأن الصراع السوري، اذ ان أحد شقيه (حركة “أمل”) لم يتدخل في الحرب السورية ما يجعل الديلوماسية ممكنة، بالاضافة إلى أن العديد من قادة المرحلة السابقة في “حزب الله” أصبحوا خارج الصورة.
ويبدو أن الجميع في حالة ترقب، والتحدي الأساس هو وحدة سوريا، علماً أن العديد من المؤشرات، يدل على صعوبة تحقيق هذه الوحدة، ما قد يعني أن الصراع في سوريا قد يستمر لسنوات، قبل أن يستقر الوضع.
محمد شمس الدين-لبنان الكبير
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|