إسرائيل تواصل عمليات النسف في الجنوب… وتحركات دبلوماسية لوقف الخروقات
فرنجية يحرر حلفاءه منه… بلا ضغينة مع بري
من “طوفان الأقصى” والحرب على غزة، الى انطلاق جبهة الاسناد، فاستشهاد الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله، وشن الحرب على لبنان والدمار الهائل الناجم عن العدوانية الاسرائيلية، فالانقلاب على النظام السوري واقتلاع الأسد… كلها أحداث تراجيدية قلبت الموازين وبدّلت الاستراتيجيات وأحدثت زلزالاً في محور المقاومة، فكان أولى ضحاياها في الداخل رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، عماد المرشحين لرئاسة الجمهورية.
تعامل فرنجية بواقعية مع حظوظه الرئاسية التي تآكلت نتيجة الضربات التي تلقاها محور المقاومة، وسلّم بضرورة انتخاب رئيس في التاسع من كانون الثاني، وحؤول التوازنات النيابية دون وصوله الى عتبة الخمسة والستين صوتا والستة والثمانين حضوراً، فأبلغ حلفاءه أنه أصبح خارج السباق الرئاسي، وحرّرهم من التزامهم بالتصويت له وفتح لهم الطريق للتسويات واختيار مرشحيهم.
غير أن انسحاب فرنجية لصالح قائد الجيش جوزيف عون (غريم الثنائي المسيحي جبران باسيل وسمير جعجع) أو لصالح عضو كتلته النائب فريد هيكل الخازن، أو النائب ابراهيم كنعان، لم يقِه من الشائعات ومحاولات زرع الفتن بينه وبين أستاذ عين التينة، إذ ما إن خرج المعاون السياسي للرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل من اجتماع المصارحة والتنسيق مع فرنجية، حتى بدأ المصطادون في الماء العكر يعزفون على وتر توتر العلاقات بين بري وفرنجية، وإشاعة أجواء فيها تحدٍ من المرشح الرئاسي باتجاه داعمه وأول من سمّاه، بالاضافة الى صبّ زيت دعمه لقائد الجيش رئاسياً على نار هواجس الثنائي الشيعي، ما دفع فرنجية الى المسارعة الى إصدار بيان ينفي فيه كل هذه الشائعات التي تطال حليفه، معلناً أنه سيكون له الأربعاء المقبل موقف سياسي خلال تكريم الفعاليات الزغرتاوية التي ساهمت في إيواء النازحين وتأمين إقامة لائقة لبيئة المقاومة، وسيعلن خلاله موقفه من المستجدات السياسية كافة.
وعلى الرغم من أن الكثيرين يحاولون النفخ في نار الفتنة وتخريب العلاقة بين بري وفرنجية، الا أن هذه العلاقة التاريخية ثابتة، وليس فرنجية من عُرف بوفائه وعوقب على ثباته ووقوفه الى جانب حلفائه في السراء والضراء، سيخرج اليوم من ثوبه لينقلب على الرئيس بري ويتهمه بتركه والنكوث بوعده… فحتى لو إن للمجالس أمانات، إنما الافصاح أحياناً عن بعض ما قيل داخل جدرانها فضيلة، وخصوصاً عندما يُراد بها خير لوأد فتنة، فيصبح حينها البوح بالأمانات ضرورة، ولا بد أن تقال… لذلك أستعذر الطرفين لأنقل بعضاً مما سمعت منهما في جلسات ودردشات بهدف تثبيت أن ما بُني على حق وصلابة لا يُهدم بمطرقة أصحاب المصالح وضعاف النفوس واللاهثين وراء الرئاسة.
ففي إحدى الجلسات مع رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، أسرّ لنا متفاخراً بأنه تعرّف على الرئيس نبيه بري منذ التسعينيات، والى حد هذا اليوم (أي يوم الجلسة معنا كصحافيين) لم يحدث معه أي مشكل ولم تتوتر علاقتنا يوماً.
وفي جلسة صحافية أخرى، بعد انطلاقة “طوفان الأقصى” وجبهة المساندة، قال فرنجية إن بري هو من دعمه رئاسياً في العام ٢٠٠٥، ووحده من تمسك به ولم يتنازل عنه، وعاد وأيده عام ٢٠٠١٦ ووحده من بقي صامداً في وجه تفاهمات مار مخايل ومعراب والتسوية الرئاسية، بحيث بقيت كتلته النيابية وحدها متمسكة بالتصويت لفرنجية حتى في جلسة انتخاب الرئيس ميشال عون. وأضاف فرنجية إن الرئيس بري أيضاً هو من أعلن ترشيحه عام ٢٠٢٢ وأيده بعده “حزب الله”.
في المقابل، ما قاله الرئيس نبيه بري أمام الصحافيين وزواره الديبلوماسيين عن فرنجية لا يُحصى ولا يُعد، منها ما هي في صفاته التي باتت متلاصقة مع اسمه، “الصادق والصريح والملتزم في كلامه، أما وطنيته فتحصيل حاصل”، ومنها ما هو في السياسة من خلال إصراره على دعمه رئاسياً بالقول إن مرشحه هو سليمان فرنجية، أو سليمان طوني فرنجية، أو أبو طوني سليمان فرنجية. وما يمكن أن يأخذه فرنجية من “حزب الله” وسوريا، لا يمكن لسواه أن يتحدث به معهما.
هذا غيض من فيض العلاقة التاريخية التي تربط الرئيس بري بسليمان فرنجية، وما عرقل وصول الأخير الى قصر بعبدا هو الظروف الداخلية والمتغيرات الخارجية، فهل يقبل فرنجية بأن يكون حليفه في موقع الاتهام؟
من يعرف فرنجية يعلم مسبقاً أنه سيبقى على وفائه وحافظاً لدعم بري، ولن يتركه وحيداً في ميدان المخاطر التي تدهم الساحة الداخلية والتأثيرات الاقليمية، وسيبقى الى جانبه حامياً لظهر المقاومة ودافعاً لبنان نحو الاستقرار وترسيخ السيادة في وجه المؤامرات.
رواند بو ضرغم -لبنان الكبير
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|