بعد غارات اسرائيل... هزاتٌ أرضية تضرب سوريا (فيديو)

في تصعيد جديد للصراع في سوريا، أسفرت الضربات الجوية الإسرائيلية العنيفة على منطقة طرطوس الساحلية ليلة الأحد عن انفجارات ضخمة تسببت في زلزال صغير بلغت قوته 3.1 درجة على مقياس ريختر. وأظهرت مقاطع فيديو تم تداولها على منصات التواصل الاجتماعي ومشاهد من المنطقة وميضًا برتقاليًا ساطعًا تلاه انفجارات قوية تسببت في سحابة ضخمة أضاءت السماء، مما أحدث حالة من الذعر بين السكان.

وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، أسفرت الغارات عن استهداف 18 موقعًا عسكريًا في الساحل السوري، ووصفت بأنها "الأعنف منذ عام 2012". شملت الأهداف اللواء 23 للدفاع الجوي ومراكز استراتيجية أخرى، بما في ذلك مستودعات صواريخ أرض-أرض، ودفاعات جوية، وقواعد صاروخية. كما أفاد المرصد أن المنطقة تعرضت لعدة ضربات قوية جعلت السكان المحليين في حالة من الفزع والهلع.

في قرية يملكة المسيحية، التي تقع في التلال المحيطة بمدينة طرطوس، شهد السكان مشاهد مدمرة بعد الغارات. الطرقات امتلأت بشظايا الزجاج المحطم وبقايا الأبواب المعدنية، فيما تعرضت أشجار الزيتون في بساتين القرية إلى أضرار جسيمة حيث تجردت من أوراقها.

أفاد مراسل "فرانس برس" الذي كان متواجدًا في المنطقة أن السكان في بلدة حمين المجاورة شعروا بهزات شديدة جراء الانفجارات. العديد من الأهالي وصفوا اللحظات بأنها "مرعبة"، حيث اهتزت المنازل وهرع الناس إلى مناطق آمنة. في حديثه عن اللحظات العصيبة، قال إبراهيم أحمد (28 عامًا) الذي يعمل في مكتب محاماة: "كان الأمر أشبه بزلزال. كل النوافذ في منزلي تحطمت".

وأفادت رنا سليمان من بلدة حمين قائلة: "سمعنا بداية صوت الطائرات ثم بدأت الضربات على منطقة بهرمين، التي تضم قاعدة عسكرية. المنازل اهتزت، الناس هرعوا للخروج". كما أضاف مياس سليمان (43 عامًا) المقيم على بعد 15 كيلومترًا من مكان الهجوم: "كانت النيران واضحة من بعيد، كان الناس يصعدون إلى الأسطح لمشاهدة دوائر الانفجارات، كان المنظر أشبه بفيلم خيال علمي".

تجدر الإشارة إلى أن الضربات على طرطوس تأتي في وقت حساس بعد تصريح وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الذي أصدر أوامر للجيش الإسرائيلي بـ"الاستعداد للبقاء" في المنطقة العازلة بين سوريا وإسرائيل في هضبة الجولان المحتل طوال فصل الشتاء.

ومنذ بداية الحرب الأهلية السورية، شنت إسرائيل مئات الغارات الجوية على الأراضي السورية، مستهدفة مواقع استراتيجية مرتبطة بالجيش السوري، بما في ذلك مستودعات أسلحة كيميائية ومنشآت دفاع جوي. وفي حين تركزت الغارات في الفترة الأخيرة على مناطق الساحل السوري، يواصل الجيش الإسرائيلي تعزيز مواقعه في هضبة الجولان التي شهدت توترات مستمرة مع القوات السورية وحلفائها.