قيادي سابق بالحرس الثوري : خامنئي يخطط لجر سوريا نحو حرب أهلية
قال القيادي السابق في الحرس الثوري الإيراني محسن سازكارا، إن إستراتيجية المرشد الإيراني علي خامنئي لمواجهة سقوط النظام الحليف في سوريا، ترتكز على محاولات جر البلاد نحو حرب أهلية، مشدداً على أنّ "سقوط بشار الأسد المفاجئ في 11 يوماً وفقدان إيران ومحور المقاومة للأرضية في سوريا، كانا بمثابة صدمة لمسؤولي النظام الإيراني، وضربة قاسمة تؤثّر على السياسة الخارجية الإيرانية".
وأضاف سازكارا في حوار مع "إرم نيوز"، إنّ "ما يُسمى بمحور المقاومة قد تعرّض بالفعل لضربة قاسمة، فإسرائيل دمّرت حماس والجهاد الإسلامي، وفقد حزب الله اللبناني أكثر من 80 % من إمكانياته وقدراته، فيما قطع سقوط الأسد المفاجئ الطريق على أيّ محاولة لإعادة بنائه".
وأوضح أنّ "ثمّة خلافات بين المجموعات الـ14 التي تشكل الحشد الشعبي في العراق، وقد أصبح التوجه العام لديهم هو الابتعاد عن إيران وعدم السماح بتدخل إيران في شؤون العراق، فضلاً عن أنّ الحوثيين في اليمن بعيدون بالأساس عن ذلك المشهد، وإذا أقدموا على التعاون في ذلك الأمر فسيواجهون ردّ فعل قمعي من قبل الولايات المتحدة".
وأشار إلى أنّ "الشعب الإيراني يطرح اليوم مطلباً قومياً يتساءل فيه عن مصير كلّ تلك الأموال التي تُقدر بمليارات الدولارات - تصل لأكثر من 50 مليار دولار - كما يطالب بإجابات حول خسائر أموال الدولة، فضلاً عن مقتل أكثر من 6 آلاف عنصر من قوات الحرس الثوري فقط في سوريا، وسط غضب متصاعد داخل أروقة الحكومة وحتّى داخل الحرس الثوري، والسؤال الأبرز هو كيف خسر فيلق القدس وتراجع بهذا الشكل رغم كلّ الإمكانات التي لديه".
وردّاً على احتمال قيام إيران بمناورات ما من أجل استعادة نفوذها في سوريا، قال سازكارا إنّ "إيران اليوم لا تمتلك الأموال الكافية لفترات طويلة وسط تدهور الاقتصاد الإيراني، إذ تواجه حالياً نقصاً في الغاز، لا يوجد كهرباء أو وقود يصل محطات الطاقة؛ ما يضطرها لقطع التيار الكهربائي، ولديها مشكلة في المياه وأزمة في تلوث الهواء فضلاً عن ارتفاع التضخم، وهي غير قادرة كذلك على تعويض عجز الموازنة، ما يعبّر عن مستقبل أكثر ظلاماً".
وتابع: "عندما تتولى حكومة دونالد ترامب زمام الأمور، فسوف تنفذ أحد تعهدتها المعنية بتشديد العقوبات وتقييد الصادرات لدى إيران، وبناءً على ذلك فإنّ الوضع الاقتصادي لإيران سيئ للغاية، وعندما لا تمتلك إيران الأموال فإنّها لن تقدر مرّة أخرى على تقديم الدعم المالي للعديد من جماعات الحرب بالوكالة والجماعات الإرهابية التي تنتشر من كابول إلى سوريا وشمال إفريقيا وغربها وحتى إلى أمريكا اللاتينية وفنزويلا".
وأضاف: "وبناءً على ذلك، فإنّ طرق السلاح قد انقطعت ولن تستطيع إعادة بناء حزب الله، فيما يبدو أنّ تعامل إيران مع سوريا الآن يتمحور حول الشبكات التي عملت على تشكيلها طيلة تلك السنوات وتعمل معها في الخفاء، إذ يُمكن لإيران أن تتسبب في حرب أهلية هناك مثلما فعلت في العراق".
وشدّد على أنّ "استراتيجية خامنئي وإيران تجاه سوريا هي عدم القبول بأن يعمّ الاستقرار في سوريا، فيما ستبدو ظاهرياً أنّها تدعم استقرار الحكومة الجديدة، فيما ستسعى في الخفاء إلى تقديم الإمكانات والدعم المالي للأشخاص الذين ارتبطت بهم إيران في سوريا طيلة سنوات، وذلك بهدف تصعيد الخلافات القبلية والمذهبية في سوريا مثلما حدث في العراق، والعمل على جرّ البلاد لحرب أهلية بين العلويين والأمويين والشافعيين والقوميين والجيش النظامي والأكراد، وسوف تعمل إيران على تهيئة المناخ لاندلاع تلك الحرب الأهلية".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|