الصحافة

هل من صفقة أخرجت الأسد من نافذة سوريا قبل أن تُدخله من بابها مجدداً في المستقبل؟...

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

بمعزل عن رسالة منسوبة الى رئيس النظام السوري السابق، أو عن أي شيء قد يظهر بتوقيعه أو بإسمه بعد مدة، نسأل عمّا إذا كانت نهاية حقبة آل الأسد في سوريا، بالطريقة التي تمّت فيها، هي نتيجة لصفقة مع بشار الأسد هو نفسه، تُسلِّم الأراضي السورية المُتهالِكَة منذ عام 2011 بالخلافات الطائفية والمذهبية والعرقية، وبالنّفوذَيْن الإيراني والروسي، وبالضربات الإسرائيلية المتكرّرة، وبالأدوار الأميركية والتركية متعدّدة الأوجُه، وذلك مقابل أدوار جديدة (الأسد) قد تُسنَد إليه في مراحل لاحقة.

"لقمة" جديدة؟

فهل من "لقمة" جديدة لبشار الأسد في سوريا مستقبلاً، طالما أنه أُخرِجَ منها ولم يسقط بالطريقة نفسها التي سقط فيها الرئيس العراقي الراحل صدام حسين مثلاً، خصوصاً إذا كان الشرق الأوسط والعالم أمام موجة إرهاب جديدة، بفعل التضارُب السياسي والأمني الكبير الذي بات موجوداً على الأرض السورية، منذ أكثر من أسبوع؟

7 أكتوبر...

تعليقاً على ما يجري في سوريا مؤخراً، عاد مصدر واسع الاطلاع الى يوم 7 أكتوبر 2023، مُوصِّفاً إياه بأنه "اليوم الذي هجمت فيه حركة "حماس" على إسرائيل، والذي كان بالتالي يوم لعبت فيه حركة فلسطينية غير مقبولة في كل فلسطين ومن السلطة الفلسطينية، مع الكبار، الذين ليسوا إسرائيل بحدّ ذاتها، بل كل الدول الداعمة والحليفة لها، كالولايات المتحدة الأميركية ودول حلف "الناتو". وتمّ هذا اللّعب بتمويل إيراني".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "هجوم "حماس" لم يحصل على كيان كما تسمّيه هي، بل على أميركا ودول حلف شمال الأطلسي، فاتُّخِذَ القرار بتدمير كل من يقف خلف الحركة، ومن ضمنهم "حزب الله" في لبنان الذي تدخّل في الحرب أيضاً. وأما نظام الأسد، فلم يرغب بأن يورّط نفسه، فيما لا يمكنه إلا أن يتورّط طالما أن "الحزب" يحارب. فاكتملت بتلك الطريقة حلقة اللّعب مع الكبار، إذ لعبت كل تلك المجموعة مع شيء أكبر منها، وهي منظومة الدولة "الأطلسية" التي أعطت الضوء الأخضر الكامل باستعمال سلاحها الموجود في إسرائيل لتدمير المنطقة. وهذا ما أوصل الأسد الى هذا المصير".

أردوغان والتغيير

وذكّر المصدر بأن "كل الأمور تغيّرت في اليوم الذي دمّر فيه الطيران الإسرائيلي كل المعابر التي تربط سوريا بلبنان، وكان ذلك نهاية لبشار الأسد، ورسالة واضحة له بأنه بات مُحاصَراً. فالخطأ الأول ارتكبته "حماس"، وكان تكتيكيّاً، وتبيّن أن الأسد لم يُحسِن التقدير، ووصلت به الأمور الى درجة أنه فقد ثقته حتى بالدائرة القريبة المحيطة به. فهو كان أُعطِيَ أكثر من فرصة في السابق، ودُعِيَ الى القمم العربية الأخيرة كلّها، وحتى إن (الرئيس التركي رجب طيب) أردوغان أراد أن يقدّم له عرضاً، ولكنه رفض، مُعتقداً أنه لا يزال قوياً بتهريب الكبتاغون والميليشيات الإيرانية النّاشطة في سوريا. ومجموع كل ذلك أنهى نظامه".

وأضاف:"بعد زلزال عام 2023، كان يتوجب على الأسد أن يُحدِث خضّة للتغيير. فالزلزال كان مؤشراً، ولكن لم يحصل أي شيء رغم أن الشعب السوري والعالم تعبا من نظامه. واستمرّت الأوضاع على ما كانت عليه، الى أن بدأت الضربات على "حزب الله" في لبنان، وفُتِحَت عيون العالم على وجوب حصول حلّ فوري. فتمّ الاتفاق الخارجي على ذلك، وأُطلِقَت يد أردوغان لكونه الوحيد القادر على إحداث هذا التغيير على الأرض".

الغاز والرحيل...

وشرح المصدر:"قوة نفوذ أردوغان في ما جرى تنبع من قطاع الطاقة. فالغاز الذي يدخل أوروبا، والذي تحتاجه في مواسم الشتاء والبرد، هو (غاز) إيراني وروسي بشكل أساسي. ولكن العقوبات الأوروبية والغربية على إيران وروسيا واضحة، ولذلك يدخل الغاز الروسي أوروبا عبر أذربيجان وتركيا، فيما يُمرَّر (الغاز) الإيراني إليها (أوروبا) عن طريق الخليج، وهو ما ساهم بإعطاء كلمة السرّ للعمل على تغيير نظام الأسد، خصوصاً بعد رفضه أي عرض من أيّ كان، لا سيّما من أردوغان".

وتابع:"الجماعات التي دخلت دمشق الآن كانت تتمتّع برعاية أوروبية وأميركية منذ وقت سابق، وكان يُعمَل على إعدادها ضدّ التعصّب، ومن أجل الانفتاح. ولذلك، هي أعطت تطميناتها للجميع، ولم ترتكب شيئاً. ولكن في أي حال، حصلت اتفاقات مهّدت لما حصل مؤخراً، ولا أعتقد أنها تمّت مع الأسد نفسه، خصوصاً أنه ليس صاحب قراره. والصّفقة الأخيرة ليست واضحة، ولكنها تمّت مع تركيا، لأن إيران وروسيا وأميركا تريد رضى أنقرة، وهو ما أعطاها الضوء الأخضر لتسهيل وصول الفصائل السورية الى دمشق من دون أي تدخّل جوّي روسي، فيما حضّر الروس الأسد للرحيل".

المستقبل؟

وعن آفاق المستقبل القادم، قال المصدر:"بشار الأسد سجن كل المفكرين والأدمغة السورية، أو هجّرهم الى خارج البلد، أو قتلهم، وما عاد يوجد من يمكن الاعتماد عليهم اليوم لإعادة بناء سوريا الجديدة، خلال وقت قريب. فالكل أصبحوا في الخارج، وهو ما تضاعف منذ 13 عاماً، فتُرِكَت سوريا للمهرّبين ولمن يقومون بتبييض الأموال، فيما ينمو الخليج وينفتح أكثر فأكثر بالاعتماد على الأدمغة السورية واللبنانية والمصرية، لا سيّما السورية واللبنانية".

وختم:"لا مكان للتشاؤم بالمُطلَق طبعاً، خصوصاً أن سوريا تخلّصت من نظام ما كنّا نعتقد أنه من الممكن التخلّص منه. نظام نازي أرعب شعبه بالسجون والتعذيب. وهذا كلّه انتهى اليوم. ولكن لا أعتقد أن هناك مجالاً لتشكيل حكومة مفكرين في دمشق قريباً، لأن بشار الأسد لم يترك أحداً منهم، بل جعل سوريا فريسة لـ "الزعران".

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا