دوري ابطال اوروبا: اتلتيكو مدريد يواصل تألقه وفوز مثير لليل على شتورم غراتس
عن أمّهات "إنستغرام" اللبناني.. وآباء بلا مَهام
الغرابة في محتوى تطبيق "انستغرام"، وصلت الى نشر نصائح مخصصة للأمهات، حيث تُعرّف صاحبة احدى الصفحات عن نفسها بأنها "مدرّبة تربية إيجابية".
تُمطَر الأمهات بوابلٍ من التعليمات والنصائح والتنظير، وتفترشُ يومياتها: كيف تُدرّس، تُلعّب، تطبخ، وكيف تهتم بجمالها؟ يشبه "إنستغرام" تلفزيون الواقع، ويبث بأقل كلفة مادية. يكفي أن يكون الناشط بارعاً في الكلام، لخلق عالم متخصص سواء في التربية أو الفن، الكوميديا أو الرقص، في الوعظ وغيرها من الأمور.
يرنّ مصطلح التربية الإيجابية، ويخلق أسئلة عن السلبية والصعوبات التي تواكب تربية الأطفال.. أيعقل أن تكون التربية عبارة عن "كاتالوغ" يتصفحه المشاهدون مع كل جولة في إنستغرام؟
مع بداية العام الدراسي، بدأت المسابقة بين الأمهات على تحضير "اللانش بوكس" الصحي للأولاد، وطريقة تزيينه، وترك ملاحظة حب وتشجيع بداخلها للطفل. هنا أمّ لثلاثة أطفال تتمتع بالسرعة الخارقة لتجهيز أطفالها الثلاثة للدوام الصباحي المدرسي، مع كم هائل من الإيجابية وعدم التذمر أو التعب. وتظهر بقدرة استثنائية على تصوير إنجازاتها من دون أي فوضى في مطبخها.. أنه السباق الإنستغرامي، الذي يجعل الأمهات المتصفحات في حالة صراع مع النفس، وفي ما بينهن للفوز بلقب الأم المثالية (أمام مَن؟ وبمعايير مَن؟)، ناهيك عن جعلها دائمة الشعور بالذنب والتقصير.. بالضبط كما قد تقارن فتاة عادية جسدها بجسد عارضة أزياء في صُورها من الخيال أكثر من الواقع.
والحال أن غالبية هذه الصفحات، هي تجارب شخصية، تنقل الأمهات تجارب أطفالهن إلى العلن. يعتمد بعضهن على ما تسمّينه خبرتهن الشخصية أو حدسهن، لإعطاء الإستشارات، وهو ما يُسمى "علم النفسي الشعبي"، حيث يعتمد الإنسان على أُطره الشخصية وآرائه وتجاربه الشخصية لإعطاء حلول أو علاجات، ما يفتح المجال أمام الإنحيازات والبُعد من الموضوعية والمنهج العلمي.
ومنعاً للغرق في التعميم، تحول بعض هذه الصفحات إلى ملاذ فوري، ومصدر سريع للمعلومات في حال مواجهة أي مشكلة تربوية أو سلوكية مع الأطفال، إلا أن أسلوب الإجابة يكون وفق مضمار ومعايير وأسلوب عيش "أمّهات إنستغرام". تحاول هذا الصفحات إستنساخ الأمومة. وبعض الأمهات لديهن القدرة المادية نفسها وأسلوب الرفاهية ذاته. فلكل أُمّ عطاؤها في الحب، وظروفها الإجتماعية الخاصة التي تحيط بها.
تقدم ناشطات تلك الصفحات أنفسهن كمتخصصات في الشقين التربوي والنفسي، خلافاً لمنطق عام يحتاج فيه الإختصاصيون جلسات عديدة لفهم طبيعة الحالة وعلاجاتها، وذلك بالإعتماد على منهج علمي واضح ومعرفة واسعة بالمجال.. ما يرتب سؤالاً أساسياً: كيف يمكن لغير المتخصصين/ات الذين يقدّمون إستشاراتهم من بُعد أن يفهموا/ن الحالات من خلال جلسة واحدة كما يدّعي البعض منهم؟.. وعلام يعتمد هؤلاء المهتمون في مجال تربية الطفل والأمومة من غير المتخصصين عند تقديم إستشاراتهم؟ وفقاً لمنشوراتهم، الغالبية مطلعة على مناهج التربية من خلال الكتب المتاحة في المكتبات، بالإضافة إلى ميزان شخصي وحدس خاص، أو... "غوغل" المتاح للجميع أصلاً!
الأمهات سعيدات في عالم وردي. ويُغيَّب دور الأب في تربية الأطفال. تختصر الأمهات المهام كلها. ولا تمرّ في "إنستغرام" أي صفحة تربوية لآباء، أو إشارة إلى دورهم في التربية، ولا يظهر أي أب شرقي يتقاسم جزءاً من المهام مع زوجته. وظيفة الأب في انستغرام، توفير المال، وإصطحاب العائلة في نزهة. ثمة تنميط لواقع غير قائم. تُحصَر نجاحات وإخفاقات التربية في دور الأمّ وحدها، دون شريكها.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|