معراب تعطل فرصة الحكيم ذهبية… والثنائي: يريدون حرباً أهلية؟

طلب رئيس مجلس النواب نبيه بري من المراسم والبروتوكول البدء بتوجيه الدعوات لجلسة انتخاب الرئيس في التاسع من الشهر المقبل، وستشمل الدعوات كل الجسم الديبلوماسي المقيم في لبنان ولائحة من الضيوف العرب والأجانب من بينهم جان ايف لودريان وآموس هوكشتاين. الشغل الرئاسي على قدم وساق والمحركات السياسية تعمل بأقصى مستوى وبكثافة للوصول إلى نتيجة قبل الموعد المحدد، والذي يصر فيه الرئيس بري على ضرورة التوصل إلى نتيجة من خلال جلسات متتالية شريطة أن ينتخب رئيس توافقي يحظى أقله بـ ٨٦ صوتاً، وهذا هو المشترك الوحيد بين القوى السياسية الأساسية والدول الراعية لاتفاق وقف إطلاق النار… هذا الشرط طيّر تلقائياً المرشح سليمان فرنجية غير القادر على تجميع الـ ٨٦، وطيّر معه أسماء أخرى كان لها حظوظ في المرحلة السابقة ومنها قائد الجيش.

مصدر سياسي منخرط في عملية التواصل بشأن الاستحقاق، قال لموقع “لبنان الكبير”: “ان الجميع يسعى للتوصل إلى رئيس توافقي لأن لبنان في هذه المرحلة يحتاج إلى رئيس توافقي وليس رئيس تحدٍ، وهذا يصعب عملية الاتفاق”.

وكشف المصدر أن لا مرشح عليه اجماع حتى الآن وكل طرف يرى في مرشح الآخر أنه ليس رجل المرحلة، وبالتالي لم تتضح بعد الملامح الحقيقية لمرشح التسوية، ويتوقع أن لا تظهر إلا قبل آخر أسبوع يسبق موعد الانتخابات، وكل يوم يفصل عن الأسبوع الأخير ستنشط فيه بورصة الأسماء صعوداً وهبوطاً. الكل عنده مميزات ولكن بالنسبة الى الطرف الآخر الذي يريد استبعاده، يبحث عن العيوب.

وأكد المصدر أن سلوك “القوات اللبنانية” في النقاش الرئاسي الحاصل سلوك “رهان على الوقت”، والطريقة التي تقارب فيها الملف تسير باتجاهين: الأول، منع أي كمين أو فخ تعتقد أنه ينصب لها. والثاني، كسب الوقت لتوفير ظروف إقليمية ودولية ملائمة لوصول رئيس حزب “القوات” سمير جعجع، كونها فرصة ترى أنها ذهبية، لكن المصدر شرح استحالة هذا الأمر بالتالي: يجب أن يحظى الحكيم باجماع مسيحي أولاً وهذا شرط أساسي للضغط على الثنائي الشيعي ويحرجه وإلا سيبقى الفيتو عليه، وبحسب المعلومات فإن جعجع وضع خطة تواصل مع القوى المسيحية وفي مقدمها جبران باسيل وسامي الجميل والأخير أصعب من باسيل لأنه لن يسلم ارث “الكتائب” إلى “القوات” إلا إذا حصل اتفاق ينص على المداورة، لكن التجارب أثبتت أن أسهل شيء في لبنان هو الإخلال بالاتفاق لأن أزمة الثقة الموجودة بين المسيحيين عميقة جداً إلى حد أصبح ردمها من المهمات المستحيلة.

“القوات” لا يمكن أن تصرف شيئاً من النصر في الداخل، وما تعتبره مكاسب وتصر على استثماره لانتاج رئيس ستكون عاجزة عن تحقيقه. فحجم التناقضات وانعدام الثقة لدى الفريق المسيحي أكبر بكثير من أن يتمكن أي فريق من إحداث خرق، والبلوك الشيعي ٣٠ ومعه “القوات” أو العونيون شرط لوضع الاسم على السكة قبل احتساب الكتلة الاشتراكية والنواب السنة. والأسماء المطروحة حتى الآن لا تحظى حتى بموافقة أحد الطرفين المسيحيين لنفكر بالخطوة التالية. وأكد المصدر أن لا اسم من خارج المتداول على عكس ما يعتقد البعض “ما في رئيس لا عالبال ولا عالخاطر”.

وكشف المصدر أن الأميركيين أبلغوا المعنيين أنهم يريدون قائمة من ٣ أسماء لتقييمها والبحث عن تقاطعات حولها، من هنا “الخماسية” تنتظر نتاج مساعي التوافق، علماً أن كل فريق سينصرف في المرحلة المقبلة إلى معركتين: الأولى، إحباط أي مسعى للطرف الآخر بأن يركب تركيبة على هواه، والثانية، معركة إيصال الاسم، شرطأان يكون المجلس قد اصطف “تلتين بتلت” وإلا لا رئيس.

مصادر الثنائي أكدت لموقع “لبنان الكبير” أن المماطلة التي ينتهجها جعجع هي لتسويق نفسه كمرشح قوي يماشي التحولات الكبرى وهذا حق دستوري له، وإذا أصر على هذه الخطوة يبنى على الشيء مقتضاه.

ورأت المصادر أن شرط الثنائي أن يحظى بتوافق مسيحي وهذا لن يحصل، واسم جعجع أصلاً هو أسم تحدٍ فهل يريدون حرباً أهلية؟ ثم ان احتساباً بسيطاً للأصوات التي قد يحصل عليها هي كالتالي (٣١ صوتاً له يضاف اليها ١٠ أصوات ليصل إلى ٤١، وهو عدد أصوات أقل مما كان يمكن أن يحصل عليها عندما ترشح منذ ١٠ سنوات) لا فرصة لديه بالتأكيد لكنه يراهن على إمكان أن تفرض سوريا واقعاً جديداً لصالحه.

واعتبرت المصادر أن التطورات تستدعي سرعة العمل من داخل لبنان على انتخاب رئيس وتشكيل الحكومة وتفعيل مؤسسات الدولة بالكامل لأن الظرف يتطلب لبنان قوياً يمكن له أن يواجه ما يحيطه من تعقيدات، ومن المبكر جداً الحديث عن تغيير في التوازنات.

المشهد الرئاسي عاد إلى دائرة المراوحة على الرغم من الحركة الرئاسية غير المسبوقة ولا يزال كل فريق يمسك بأوراقه، والبلاد تدخل قريباً عطلة الأعياد… وسنسمع قريباً: منحكي السنة الجاي

ليندا مشلب-لبنان كبير