تنحّي سليمان فرنجية اليوم لن يكون مجانياً
تشخص الأنظار اليوم الأربعاء إلى بنشعي حيث يُتوقع أن يعلن رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية موقفاً واضحاً من الانتخابات الرئاسية.
وفي حين تفيد المعلومات أن فرنجية سيعلن انسحابه من المعركة الرئاسية، تشير الأوساط المعنية إلى أن الأمر ليس مجانياً، بما يعني أنه سيضع بعض المعايير والشروط قبل اتخاذ قراره.
يرفض المقربون من فرنجية أي ربط بين سقوط النظام السوري ومستقبل آل فرنجية السياسي، مؤكدين أن هذه العائلة كانت في صلب الحياة السياسية اللبنانية قبل تولي آل الأسد سدة الرئاسة في سوريا، وهي متجذرة في تاريخ لبنان على مرّ الحقب السياسية، على الرغم من جميع التحولات، مع الاعتراف بالعلاقة التحالفية وعلاقة الصداقة التي امتدت سنوات طويلة مع آل الأسد.
ويذكّرون بحقبة 2005 بعد الانسحاب السوري، عندما حاول الجميع تدفيع آل فرنجية الثمن، وشطبهم من المعادلة السياسية ليكتشفوا لاحقاً عجزهم، ولم ينجحوا، وبقي "تيار المردة" لاعبا سياسيا فاعلا.
من بكركي، أقرّ فرنجية بأنه يمثل خطاً سياسياً وفريقاً موجوداً في البلد وله امتداداته الإقليمية، وهو رابح، وما دام كذلك فمن حقه الاستمرار بالترشح، أما اليوم وبعد ما أصاب هذا الفريق من خضات وسقوط النظام السوري وما سبقه من أحداث في المنطقة، لن يبقى هذا الفريق كما كان، وتلقى ضربات كبيرة، ومن المعروف عن فرنجية الواقعية والبراغماتية في تعامله السياسي، وبالتالي يجب مقاربة الواقع كما هو.
ويضيف هؤلاء أن الواقعية لا تعني الانهزام والانكسار، أو الانسحاب من الحياة السياسية، بل على العكس تماما، الاستمرار بمسارات مختلفة ومؤثرة، لافتين إلى أن طرحَي ترشيح الزعماء المسيحيين الأربعة، أو ترشحه في جلسة انتخابية بوجه رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع لا يزالان قائمين، ويمكن أن يعاد طرحهما مجددا، وحينها من يربح فليربح، مع العلم أن توازنات مجلس النواب لم تتبدل ولا تزال كما هي قبل الحرب وقبل سقوط النظام.
أما في حال الذهاب إلى الأسماء الوسطية من خارج رؤساء الأحزاب المسيحية، فهناك معايير معينة سبق أن وضعها، وهو متمسك بها، كأن يملك المرشح إرثاً سياسياً وموقفا واضحا ولا يكون "إجر كرسي"، وهو طرح عدداً من الأسماء في هذا الإطار، مع إضافة النائب فريد هيكل الخازن الذي بدأ بدوره التحرك، فإذا نال أحدهم الدعم اللازم من الطبيعي أن نكون بجانبه، مع التذكير بأنه ليس بالضرورة أن يكون أحد هؤلاء متوافقاً عليه مع الثنائي الشيعي.
ويسخر المقربون من الحديث عن أحقية طرحه مرشحا بديلا، "فعلى مستوى التمثيل، إذا جمعنا الأصوات التي نالها نواب تكتلنا الحلفاء فهم يبلغون أكثر من نصف ما ناله "التيار الوطني الحر"، بالإضافة إلى الدور الذي يمكن سليمان فرنجية أداؤه في ضم حلفاء جدد والتأثير في المستوى السياسي العام نتيجة صلابته والتزامه معهم في كل الظروف.
ويختمون بأنه للمرة الثالثة يدفع فرنجية ثمن تمسكه بمبادئه والتزامه ثوابته، وهذا ليس غريباً على تاريخ هذه العائلة التي تعرضت للظلم مراراً ودفعت دماء ثمن مواقفها، ولا بد أن ينصفها التاريخ.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|