سوريا ترفض رموز نظامها السابق فمتى يُترجَم ذلك بـ "إعادة تركيب" لبنان من جديد؟
رفضٌ منطقي وطبيعي يخيّم على سوريا الجديدة اليوم، لإمكانية إشراك رموز النظام السابق في الحكم الجديد، وفي رسم مستقبل البلاد هناك بالدستور الجديد، وذلك بعد عقود من ممارسات "فظيعة" لتلك الرموز بحقّ الشعب السوري.
إعادة تقييم
ولكن للنظام السوري السابق الكثير الكثير في بنية السياسة اللبنانية حتى الساعة، بأشكال وأنواع مختلفة. ورغم ذلك، لا أحد من اللبنانيين يفكر سوى بانتخاب رئيس للجمهورية، وبتشكيل حكومة جديدة، وبالإصلاحات، و...، من دون أي إشارة لأي إعادة تقييم محلية للعقود السابقة، ولممارسات سياسية عديدة حصلت بلبنان في الماضي، وهي تحتاج لقراءة جديدة على الأقلّ، وبحدّ أدنى.
فانتخاب الرئيس وتشكيل الحكومة وإعادة بناء المؤسّسات هي قضايا مهمّة اليوم. ولكن إعادة تقييم الكثير من الأمور السابقة من أجل الإقلاع بشكل أفضل مستقبلاً، قد تكون أكثر أهمية، في مكان ما.
تغيير معنوي
أشار مصدر مُطَّلِع الى أن "الوضع في لبنان مختلف عمّا جرى في سوريا. فما حصل هناك هو تغيير كامل للنظام أطاح بكل رموزه، بشكل أزاح الخوف الذي سيطر على الجميع خلال العقود الماضية. وأما في لبنان، فصحيح أن هناك الكثير من المتغيّرات الجديدة التي حصلت فيه أيضاً، إلا أنها ليست كاملة".
ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "السلطة المحليّة لا تزال هي نفسها، بوزرائها ونوابها وسلطاتها. والأطراف التي تعطّل في العادة، قادرة على التعطيل حتى الساعة، انطلاقاً من الصيغة الدستورية نفسها أيضاً. وبالتالي، لبنان لا يزال أمام تغيير معنوي فقط".
"نيابية" جديدة
وأكد المصدر أنه "إذا جرت انتخابات نيابية جديدة اليوم، فقد تتغيّر الأوضاع المحليّة أكثر وأسرع، لأن ذلك سيُعيد تركيب المؤسّسات اللبنانية من جديد، بما يُخرجها والشعب من الهيمنة السياسية القديمة. وعندها، سيُصبح ممكناً إجراء إعادة التقييم الكامل الذي يحتاجه البلد".
وختم:"انتخاب رئيس للجمهورية قريباً سيُساهم بإخراجنا من الوضع القائم، وذلك بموازاة الحكومة الجديدة التي ستُشكَّل بعد انتخابه. ولذلك، لا بدّ من أن ننتظر قليلاً. فلبنان بحاجة الى تغيير سياسي ودستوري، والى إعادة تركيب مؤسّسات، كبداية لإعادة التقييم الفعلية. وبالتالي، صحيح أن هناك تغييراً معيّناً لدينا، ولكنّه غير مُكتمِل، وهو يحتاج الى مزيد من الخطوات والوقت. وأما سوريا، فالحسم فيها على مستوى ما هو مقبول أو غير مقبول مستقبلاً بات أكثر سهولة، نظراً الى أن السقوط الكامل لنظام الأسد نقل المشهد هناك من حقبة الى أخرى بشكل تامّ".
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|