محليات

تصفية الحسابات... على ركام الإنهيارات

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

"ليبانون ديبايت" - فادي عيد

رسم إعلان مساعدة وزير الخارجية الأميركية باربرا ليف، أن الوضع في لبنان قد يزداد سوءاً، مع فراغ غير مسبوق في السلطة، صورة قاتمة عن القادم من الأيام، ذلك أن حلقة جديدة من هذا الفراغ ستحضر على الساحة اللبنانية، وهي تقلق اللبنانيين أولاً قبل إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، لأن الرياح التي ستهبّ على لبنان في زمن الفراغ، لن تمنعه رئاسة جمهورية أو حكومة، فوضعية الشغور والشلل ليست حديثة العهد، إذ أن الإنهيار يوازي الشغور ولا يختلف عنه.

لكن من عمل لهذا الشغور وخطّط له، لن يبقى متفرّجاً على ستاتيكو المراوحة السياسي، بل سيعمد إلى استثمار الفراغ من أجل تنفيذ أجندته، وتكوين معادلة ملائمة لتوجّهاته في المرحلة المقبلة، من رئاسة الجمهورية إلى الحكومة بمواصفات باتت معروفة سلفاً وجليّة لكل اللبنانيين الذين يتفرّجون على مسرحية انتخاب رئيس الجمهورية، وهم يعلمون سلفاً خاتمتها.

فلا شيء يضمن أن يبقى واقع الإنهيار الحاصل على حاله، لأنه سيتطوّر مع استمرار الشغور، لكن تطوّره سيكون دراماتيكياً بعدما وقع الضرر، وأُقفلت كل المنافذ إلى التسوية محلياً وخارجياً.

لم ينجح لبنان في استثمار الظروف التي رافقت إتفاق ترسيم الحدود البحرية الجنوبية مع إسرائيل من أجل انتخاب رئيس الجمهورية العتيد، وبدء مرحلة جديدة عنوانها الإنقاذ، ذلك أن الفرصة التي أتاحها تقاطع الإرادات الإيرانية مع الأميركية والفرنسية والإسرائيلية من أجل إنجاز الترسيم، كان يجب استغلالها من قبل القوى السياسية المحلية التي نجحت في تضييع هذه الفرصة، وانصرفت إلى تصفية الحسابات على ركام الإنهيارات المتراكمة في كل القطاعات.

فالرهان على تحقيق المكاسب من خلال ترسيم الحدود، قد وضعته أوساط ديبلوماسية مطّلعة، في إطار الرهان الخاسر، لأن الترسيم منعزل عن أي عنوان داخلي، كون اللحظة التي سمحت بتمريره قد ولّت، وسينتظر اللبنانيون حتى يتسنّى للاعبين الأساسيين في المنطقة التوصل إلى تفاهمات جديدة، وهو ما تستبعده هذه الأوساط في المدى القريب.

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا