صراع جيوسياسي.. واشنطن تخطط للتمدد نحو دمشق والساحل السوري
رجّح مراقبون تحدثوا لـ"إرم نيوز"، أن تسعى القوات الأمريكية في سوريا إلى التوسع نحو الساحل السوري، عبر إيجاد موطئ قدم لها بالقرب من دمشق كخطوة أولية لتعزيز نفوذها، وتحقيق توازن مع الوجود الروسي من جهة، وتأمين الحدود مع إسرائيل من جهة أخرى.
ورفعت الولايات المتحدة عدد جنودها في سوريا من 900 إلى 2500 جندي، بينهم قوات نخبة من الفرقة الخاصة، منذ سقوط نظام بشار الأسد.
وكشفت تقارير عن قيام قوة أمريكية استطلاعية بمراقبة مقر الفرقة الرابعة السورية جنوب دمشق، على بُعد نحو 200 كيلومتر من قاعدة "التنف"، إحدى أهم القواعد الأمريكية التي تربط مناطق نفوذها في البادية السورية بدمشق.
التمدد باتجاه الساحل السوري
وقال الخبير والباحث في المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية، الدكتور أحمد حسان، إن "الولايات المتحدة ركزت طوال تواجدها في سوريا ما بعد عام 2014 على محاربة الإرهاب مثل تنظيم داعش، وتأمين مناطق النفوذ في شمال شرق سوريا، حيث توجد قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، وكانت مهتمة بتلك الجزئية فقط".
وأضاف أن "متغيرات الأوضاع الأمنية والسياسية وانهيار نظام الأسد واندثار التواجد الإيراني في جنوب وغرب سوريا، كلها عوامل مشجعة لتمدد القوات الأمريكية لنفوذها باتجاه الساحل السوري، الذي من المتوقع أن تقدم عليه الولايات المتحدة خلال المرحلة المقبلة".
ويعد الساحل السوري، وخصوصًا مناطق "طرطوس واللاذقية"، منطقة نفوذ روسي استراتيجي، حيث توجد قاعدة طرطوس البحرية وقاعدة حميميم الجوية، وهما تمثلان منفذًا رئيسًا لروسيا على البحر المتوسط.
وساهمت موسكو، إلى جانب حليفتها طهران، في منع انهيار نظام الأسد منذ اندلاع الاحتجاجات في سوريا عام 2011، حيث دعمت النظام بالأسلحة والتدريب والغطاء الجوي.
صراع جيوسياسي
ويرى الكاتب والمحلل السياسي السوري، أحمد كحالة، أن "الولايات المتحدة الأمريكية لن تكتفي بتواجدها في الشرق السوري، وستتوسع نحو الجنوب السوري على أقل تقدير خلال المرحلة الحالية".
وقال لـ"إرم نيوز"، إن "صراعًا جيوسياسيًا على مدار 10 أعوام يدور بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا في سوريا، خصوصًا أن الأولى تريد تحجيم نفوذ موسكو في الساحل السوري، وهذا يمكن أن يتحقق بعد انهيار الأسد".
وأضاف أن "المراقبين للتصريحات الأمريكية حول الأوضاع في سوريا وحديثها عن مخاوف تصاعد تنظيم داعش وظهوره في ريف حمص، لم تأت مجردة من رسائل حول ضرورة تمديد عمليات التحالف الدولي والقوات الأمريكية لتصل حتى أرياف دمشق الشرقية".
وأشار كحالة إلى أن "أي عمليات لملاحقة داعش بالقرب من حمص ودمشق تعني ضرورة وجود قواعد أمريكية ثابتة هناك، وهذا ما تسعى إليه الولايات المتحدة الأمريكية، والأمر الذي ظهر عبر استطلاع قوات النخبة للقوات الأمريكية قواعد عسكرية في الجنوب السوري، ومنها مقر الفرقة الرابعة، التي يمكن أن تتخذها القوات الأمريكية قاعدة لها".
إيجاد موطئ قدم
ويرتبط الجنوب السوري بشكل مباشر مع الجولان، الذي دفعت فيه القوات الإسرائيلية قواتها داخل الحدود وصولًا إلى مسافة 25 كيلومترًا، الأمر الذي عدته إسرائيل إجراءً احترازيًا لتأمين حدودها.
ويرى الخبير وأستاذ السياسة الدولية، آرام بولص، أن "حديث الولايات المتحدة عن أمن إسرائيل وضرورة عدم تأثر حدودها في الجولان بوجود الجماعات المسلحة بقربها، يعد مؤشرًا على عزم واشنطن إيجاد موطئ قدم لها في الجنوب والساحل، على غرار تواجدها في الشرق".
وقال لـ"إرم نيوز"، إن "واشنطن باتت لها أهداف عديدة في سوريا، وهذا ما سيدفعها لتغيير استراتيجيتها خلال الأشهر القليلة المقبلة، حيث ستلتزم بمهامها التي جاءت من أجلها إلى سوريا وهي محاربة داعش، وتأمين الحدود السورية-الإسرائيلية، والسعي للوصول إلى الساحل السوري، على الأقل بالقرب من طرطوس".
وبين أن "الاستراتيجية الثالثة تتمثل في محاصرة وتقليل نفوذ موسكو عند البحر الأبيض المتوسط، وهذا ما سيكون له انعكاسات على نتائج الصراع الأمريكي-الروسي، وقد يشكل عقبة أمام حلحلة القضايا بينهما مع وصول ترامب إلى كرسي الرئاسة".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|