ميزان القوة يرجح الكفة التركية في المنطقة
خلصت قراءة في موقع المجلس الأطلسي (Atlantic Council) إلى أن كفة القوة في منطقة الشرق الأوسط ترجح لصالح تركيا في ضوء التغيرات الجيوسياسية بعد انهيار النظام السوري. وركزت على أن الصراع الاقليمي الجديد قادر على تعزيز مصالح كل من تركيا وإسرائيل في المنطقة، وذلك من خلال استغلال الفرصة لفرض “التفوق العسكري والتكنولوجي في المنطقة” والسعي التركي الى “استعادة الدور القيادي في العالم الاسلامي، وتحديداً في المناطق التي كانت خاضعة للنفوذ العثماني سابقاً”.
القراءة شددت على زيادة التعقيدات في الشرق الأوسط “حيث تترابط التحولات المحلية والاقليمية بشكل يؤثر على علاقات القوى الكبرى في المنطقة”. وسطرت صعوبة “التنبؤ بما ستؤول إليه التحولات الكبيرة المستمرة في الشرق الأوسط بعد انهيار النظام السوري”، مشيرة إلى أن تركيا فازت بالكثير وبشكل ما كان يمكن تخيله حتى “قبل أسابيع قليلة”. وبالتوازي، لا شك في أن إسرائيل تأمل باستغلال “إعادة ترتيب القوى الجيوسياسية في الشرق الأوسط، وهذا ما ظهر من خلال خطاب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الأخير عن النقاط الحاسمة التي أدت إلى هذا الوضع”.
وبينما يطرح الوضع الجديد الكثير من علامات الإستفهام من دون أن تلوح خطوط واضحة في الأفق، “المؤكد هو أن تركيا ستمتلك الكلمة الأكثر تأثيراً في دمشق في الفترة المقبلة”.
وفي السياق نفسه، كانت “ذا غاريان” البريطانية قد سلطت الضوء على “دور تركيا المحوري في انتصار المتمردين، حيث وفرت الاستخبارات والإرشاد والتغطية السياسية. وضمنت لهم من خلال الهدن وجبهات القتال المجمدة منذ العام 2019، الاستقرار لإعادة التسلح والتنظيم.
ومن المحتمل أن يمتد تأثير نجاح تركيا إلى العراق المجاور حيث لطالما حافظت على وجود في المناطق الشمالية وتعاونت مع الأكراد العراقيين وركزت على استهداف حزب العمال الكردستاني. مع الاشارة إلى أن طموحات تركيا تتجاوز سوريا والعراق وتمتد إلى إفريقيا والقوقاز وآسيا الوسطى. والجدير بالذكر أن أردوغان نجح بعد أربعة أيام من انتصار المتمردين في سوريا، في التوسط لاتفاق بين الصومال وإثيوبيا، وهما حليفان مهمان لتركيا، لتخفيف التوترات بشأن النزاعات الحدودية. كما أن الدور التركي في ليبيا، بما في ذلك الدعم العسكري للحكومة المعترف بها من الأمم المتحدة، يضمن لها تأثيراً في ديناميكيات الطاقة في البحر الأبيض المتوسط ويجعلها وسيطاً رئيسياً في شمال إفريقيا.
وفي السنوات الأخيرة، زاد دور تركيا في أفغانستان حيث طورت علاقات مع طالبان منذ عودتها إلى السلطة في 2021. كما عززت تركيا وجودها في أذربيجان قرب الحدود الشمالية لإيران من خلال دعم باكو عسكرياً وديبلوماسياً أثناء حرب ناغورنو كاراباخ 2020 ضد أرمينيا، ما جعلها لاعباً رئيسياً في منطقة القوقاز.
ولا يمثل صعود تركيا مجرد رد على تراجع إيران، بل يعكس سياسة خارجية حازمة تعتمد على دوافع اقتصادية وأمنية مثل التهديد الكردي في سوريا والعراق، مع اعتماد نهج مختلف تماماً في إدارة القوة الاقليمية (التدخل العسكري والتواصل الديبلوماسي والاستثمار الاقتصادي عوضاً عن الطائفية والقوة العسكرية). ويترك ذلك الباب مفتوحاً أمام التساؤلات حول كيفية ترجمة تركيا لطموحاتها في المنطقة”.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|