خليجي 26: تأهل مثير للكويت على حساب قطر وتعادل بين عُمان والإمارات
علامة: "ارتحنا من ربّو" ... الحسيني ماذا قال؟
من قال إن راغب علامة فنان أكثر من "حزب الله"؟ فلكلّ منهما، فنّه الخاص يبرع فيه باستخدام وزناته وتطويرها. ومن كان يتوقع أن يرى في نهاية الـ 2024 ومطلع الـ 2025 "حزباً الهيّاً" ينتقم من مدرسة بعدما انهزم أمام إسرائيل، ويوقّع بـ "الصرامي" على حيط المدرسة؟ ومن كان يتوقّع أن يكتب أتباع الأمين العام السابق لـ"حزب الله" حسن نصرالله بحبر الجهالة على جدران مدرسة الـ Saint Georges لمجرّد أن علامة أهان قائدهم السابق؟ هذا في ما خصّ علامة، ولكن من قال أيضاً إن السيّد محمّد علي الحسيني "عميل ومُلحد وكافر"؟! لكن، مهما كان الحسيني، فإن "حزب الله" أمر بإحراق منزله "نكاية بإسرائيل"... فإسرائيل تحرق "الحزب"، و"الحزب" يحرق بيوت الشيعة المعارضين ومصالحهم، ليطبّق المثل اللبناني القائل: "اللي ما في لحماتو بقوم لمراتو".
من يتابع "حزب الله" من عشرات السنين، لا يُدهشُ من تصرفات مناصريه، وأن تكون شيعياً معارضاً، فـ"خطيئتك" لا تُغتفر. السيد الحسيني وراغب علامة شيعيّان ومؤثّران في بيئتهما، وصوتُهما مسموع على مستوى العالم العربي ولبنانيي الانتشار. وأن يقول راغب علامة: "ارتحنا من ربّو"، يعني أن في البيئة الشيعية من بدأ يقول: "ارتحنا من ربّو"، من هنا، خوف قيادة "حزب الله" أن تكبر كرة الثلج الشيعية المعترضة والرافضة للقمع فلا تعود لـ"الحزب" القدرة على السيطرة شيعياً. ولكي لا يجرؤ من يفكّرون مثل راغب علامة على رفع الصوت، أفتى "حزب الله" برفع السوط وضَربَ طوقاً على حرية الرأي الشيعية بترهيب راغب علامة وكل من تسوّل له نفسه المسّ بـ "قدسية" حسن نصرالله. ولكي يعرف اللبنانيون أن أمر العمليات أتى من قيادة "الحزب" يمكنهم العودة إلى تلفزيون "المنار" الناطق الرسمي باسم "حزب الله"، والذي ركّز على "خطيئة" علامة وعظّم من فعلته. إن "خطيئة" علامة أنه لم يسلّم بالوليّ الفقيه، وتجرّأ على قول ما يدور في نفوس أكثر من نصف شيعة لبنان والأكثرية الساحقة من اللبنانيين. اللبنانيون "ارتاحوا من ربّو"، قالها علامة عن نصرالله وهي في الحقيقة عن سلاح "حزب الله" وسطوته وإجرامه وسيطرته على مفاصل الدولة وتهديد من لا يوافقون "الحزب" على فتاويه السياسية قبل الدينية، وخياراته في الحرب، وفي العداء مع من لا يحلو له، وفي التدخل عسكرياً وسياسياً في سوريا والخليج العربي والعراق واليمن! نعم "ارتحنا من ربّو"، وسنفعل المستحيل لنرتاح أكثر... كيف لا، ومسؤولوه غير المسؤولين يتباهون باغتيال الشهيد بشير الجميّل، ويتّهمون قياداتنا بـ"العمالة" لمجرّد معارضتهم!
إذا كانت "جريمة" راغب علامة بنظري، هي خوفه وتراجعه عن عباراته، فجريمتنا الأكبر أن نرضخ لترهيب "حزب الله" لمجرّد رأي لم يعجبه. فلا جريمة رأي في لبنان. ويحقّ لنا أن نقول رأينا الخاص بأي شخصية عامّة، محميين بالقانون وبالدستور اللبناني وباحتضان الشعب الذي لا يرضى بهكذا ممارسات. إن راغب علامة جزع أمام ترهيب "الحزب"، بعدما كسّروا مدرسته وأهانوا عائلته واعتدوا عليه، ولو وقف بوجههم، لما تجرأوا. سبق أن فعلوها مرة مع المخرج شربل خليل يوم انتقدهم ببرنامج تلفزيونيّ ساخر، وحاولوا ترهيبه فوقفنا بوجههم في عزّ سطوتهم وتراجعوا أمام حرية التعبير. هذا غيضٌ من فيض، فخلال الأربعين عاماً من سطوة "حزب الله" على لبنان، دفع لبنانيون كثر أثماناً باهظة نتيجة رأي حرّ، وإذا نسيَ "الحزب" أو حاول أن يُنسينا، فنحن لن ننسى محاولة اغتيال الإعلامية مي شدياق واغتيال ثلاثة أقلام لبنانية معارضة من الشهيد سمير قصير إلى ديك "النهار" جبران تويني إلى المعارض الشيعي لقمان سليم. وهذه الاغتيالات وسواها لم تُثنِ أي لبنانيّ حرّ عن مواجهة "حزب الله" بصلابة.
لأننا مقبلون على لبنان جديد، ولأن صوت الحرية يعلو ولا يُعلى عليه، سيسقط "حزب الله" من جديد، وسينتصر لبنان. وسنبني مع الشيعة الأحرار وطناً يشبه الإمام المغيّب موسى الصدر والرئيس الشهيد بشير الجميّل والشهيدين الكبيرين كمال جنبلاط ورفيق الحريري.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|